جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟

تساؤلات حول الجوانب الصحية لزيوته ومشتقاته

جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟
TT

جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟

جوز الهند ومنتجاته... خيارات صحية أم مزاعم دعائية؟

هل تعد الزيوت والمنتجات الأخرى المشتقة من جوز الهند - الفاكهة الاستوائية، خياراً صحياً؟

زيت جوز الهند
منذ وقت قريب، بعث أحد قراء «رسالة هارفارد الصحية» إلينا بسؤال حول زيت جوز الهند coconut oil، وهو دهن أبيض صلب يجري الترويج له على نطاق واسع باعتباره طعاماً صحياً، خاصة للقلب. والملاحظ في الفترة الأخيرة أن مزيدا من المنتجات المعتمدة على جوز الهند، بما في ذلك مشروبات، بدأت في الظهور داخل متاجر البقالة، بجانب عبوات لزيت جوز الهند.
وهذا كله لم يكن كافياً لإقناع هذا القارئ بأن جوز الهند خيار صحي مثالي. وقد قال في سؤاله: «يصعب علي تصديق أن طعاماً يحتوي على هذا القدر الكبير من الدهون المشبعة صحي. ما هي أحدث المعلومات العلمية المتاحة لديكم عن زيت جوز الهند؟».
يجري استخراج زيت جوز الهند من اللب الموجود داخل الفاكهة المتميزة بقشرتها البنية الصلبة. وبالفعل، يمتلئ زيت جوز الهند عن آخره بدهون مشبعة saturated fat. في الواقع، تصل نسبة الدهون المشبعة به إلى قرابة 90 في المائة وهي نسبة أعلى بكثير عما هو موجود في الزبدة (64 في المائة). والمعروف أن وجود قدر مفرط من الدهون المشبعة في النظام الغذائي للمرء يرفع مستوى الكولسترول الضار، ما يزيد بدوره مخاطرة التعرض لأمراض القلب، لكن ماذا عن التأثيرات الصحية لهذه الفاكهة الاستوائية؟
مزاعم وادعاءات
في الواقع، يتميز جوز الهند بالفعل بخصائص فريدة يلجأ إليها المتحمسون لهذه الفاكهة للتأكيد على فوائدها الصحية. ومع هذا، يرى الدكتور كي سون، البروفسور المساعد بقسم شؤون التغذية في مدرسة تي إتش تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد، أن الأدلة الداعمة لهذه الفكرة واهنة للغاية.
واستطرد قائلاً: «إذا رغبت في تقليل أخطار التعرض لأمراض القلب، فإن زيت جوز الهند ليس بالخيار الجيد». هذا رغم حقيقة أن زيت جوز الهند يميل بالفعل إلى زيادة مستوى الكولسترول الحميد HDL أكثر من أي من الزيوت الأخرى، ربما لكونه غنياً بحمض اللوريك، وهو حامض دهني يعالجه الجسم على نحو مختلف بعض الشيء عن الدهون المشبعة الأخرى.
إلا أنه ليس ثمة دليل يدعم أن تناول زيت جوز الهند بمقدوره تقليص مخاطر التعرض لأمراض القلب، تبعاً لدراسة نشرتها دورية «نيوتريشن ريفيوز» في عددها الصادر في أبريل (نيسان) 2016.
وحملت الدراسة عنوان «تناول زيت جوز الهند وعوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بأمراض القلب الوعائية في الإنسان». وتولت الدراسة مراجعة نتائج خلصت إليها 21 دراسة، ركز معظمها على تأثير جوز الهند أو المنتجات التي يدخل فيها جوز الهند على مستويات الكولسترول. من بينها، كانت 8 عبارة عن تجارب سريرية، تناول خلالها المتطوعون أنواعا مختلفة من الدهون، بما في ذلك زيت جوز الهند والزبدة وزيوت الخضراوات غير المشبعة (مثل زيوت الزيتون وزهرة عباد الشمس والقرطم والذرة) لفترات قصيرة.
ومقارنة بالزيوت غير المشبعة، رفع زيت جوز الهند مجمل مستويات كلا نوعي الكولسترول، الضار والحميد، وإن كان ليس بمستوى الزبدة نفسه.

أخطار الدهون المشبعة
تتوافق هذه النتائج مع نتائج دراسة نشرها الدكتور سون وزملاؤه بتاريخ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 في دورية «بي إم جيه»، التي ركزت على تفحص العلاقة بين الأنماط المختلفة من الأحماض الدهنية المشبعة، وأمراض القلب.
ومقارنة بالأحماض الدهنية المشبعة الأخرى (مثل الحامض النخيلي، الموجود بوفرة في الزبدة)، لم يبدُ أن حامض اللوريك lauric acid يزيد خطر التعرض لأمراض القلب بدرجة بالغة. إلا أن من المحتمل أن يكون السبب وراء ذلك أن الأنظمة الغذائية الأميركية لا تتضمن بطبيعتها في العادة الكثير من المنتجات التي تحتوي على حامض اللوريك، وعليه فإنه من الصعب رصد أي تأثير، حسبما أشار الدكتور سون.
يستشهد المتحمسون لزيت جوز الهند إلى دراسات حول مجموعات من السكان الأصليين في أجزاء من الهند وسريلانكا والفلبين وبولونيزيا، تتضمن أنظمتهم الغذائية كميات وفيرة من جوز الهند. إلا أن أنظمتهم الغذائية التقليدية تتضمن كذلك مزيدا من الأسماك والفواكه والخضراوات بخلاف الأنظمة الغذائية الأميركية المعتادة. وعليه، فإن هذه المقارنة غير صائبة، حسبما يرى الدكتور بروس بستريان، من كلية الطب بجامعة هارفارد. علاوة على ذلك، فإن أصحاب الجذور الآسيوية يتسمون باختلافات جينية من حيث توزيع الدهون وميلهم للإصابة بالسكري، ما يشكل سبباً آخر وراء صعوبة عقد مقارنة بين معدلات إصابتهم بأمراض القلب وبين أصحاب الجذور الغربية، تبعاً لما أضافه بستريان.
من ناحية أخرى، تحمل بعض عبوات جوز الهند داخل المتاجر وصف «بكر»، ما يعني أنه مصنوع من خلال استخلاص السائل من لب ثمرة جوز الهند، ثم فصل الزيت. ويحمل هذا الزيت مذاق ورائحة جوز الهند، على خلاف الحال مع زيت جوز الهند المكرر والمعالج الذي أزيلت عنه رائحته والذي يستخدم في بعض أنماط الطعام المعالج ومساحيق التجميل.

فائدة مختلطة
ويحوي زيت جوز الهند البكر كميات صغيرة من مركبات مضادة للأكسدة ربما تسهم في كبح جماح الالتهابات وهي عمليات ضارة من المعتقد أنها تتسبب في تفاقم أمراض القلب. ولكن، وحتى اليوم، تقتصر أي أدلة ترتبط بفوائد محتملة لجوز الهند على عدد قليل من الدراسات أجريت على فئران، طبقاً لما شرحه الدكتور بستريان.
ويتناقض ذلك على نحو بالغ مع قدر هائل من البيانات يكشف أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون غير المشبعة، خصوصا زيت الزيتون، ربما تقلص خطر التعرض لأمراض القلب، حسبما ذكر الدكتور سون.
ولا تأتي الأدلة في هذا الصدد من جانب كثير من الدراسات المعتمدة على الملاحظة فحسب، وإنما كذلك تجربة سريرية كبرى أجريت في إسبانيا، خلصت إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً على نسق ما هو شائع في حوض البحر المتوسط مع زيت زيتون أو جوز الهند بكر ممتاز، يواجهون خطرا أقل للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب عن الأفراد الذين يلتزمون نظاماً غذائياً منخفض الدهون. ومع هذا، فإن ما سبق لا يعني بطبيعة الحال ضرورة تجنب زيت جوز الهند تماماً إذا كان يروق لك مذاقه. والمعروف أن بعض الخبازين يستخدمون جوز الهند بدلاً من الزبد في إعداد منتجاتهم، لكن عليك الحرص على جعل مثل هذه المأكولات عنصراً تتناوله من وقت لآخر، وليس عنصرا أساسيا في طعامك اليومي.

*رسالة هارفارد الصحية
، خدمات «تريبيون ميديا»



8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك
TT

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس، أو مراجعة «مجموعة معلومات عناصر حالة الطقس» التي يقدمها لهم الهاتف الجوال. وهذا طبيعي لأن النظر إلى الخارج ومراجعة توقعات الطقس لا تساعدك فقط في تحديد الملابس التي سترتديها، بل ربما حتى ما ستفعله طوال اليوم من أنشطة عملية وترفيهية.

إن حالة الطقس تؤثر على جوانب عدة من حياتنا اليومية بدرجات متفاوتة وبعدة طرق، ولكن يظل تأثيرها الأعمق على صحتنا في الجوانب البدنية والنفسية. وحتى المرضى الذين لديهم أمراض حادة أو مزمنة، سواء بدنية أو نفسية، تتأثر لديهم الحالات المرضية تلك باختلاف حالة الطقس أيضاً.

مؤشرات الطقس

والطقس هو في الواقع مجموعة من الأحداث الجوية المختلفة المعبر عنها بقيم (أرقام) محددة في مكان معين وفي وقت معين. وهذه «المجموعة من العناصر» هي التي توفر لنا معلومات مختلفة ومهمة عن حالة الطقس التي نعيش فيها ونتفاعل معها. وتتكون «معلومات الطقس» من عدة عناصر رئيسة. ومنها مقدار درجة الحرارة، ودرجة الحرارة الظاهرية، ومقدار الضغط الجوي، وسرعة الرياح، ودرجة الرطوبة، ومدى احتمالات هطول الأمطار، ونوعية الغيوم، ومؤشر جودة الهواء AQI، ومؤشر الأشعة فوق البنفسجية UN Index، وغيرها من المؤشرات. ولذا فإن معرفة الإنسان بمعنى أهم العناصر فيها، ودلالات تأثيراتها الصحية، تُمكّنه من التعامل بطريقة «احترافية» مع متغيرات عناصر الطقس للحفاظ على حالته الصحية.

وإليك العناصر التالية:

1. درجة الحرارة

إحساسنا الحقيقي بالبرودة أو الحرارة لا يعتمد بشكل مطلق على مقدار «درجة الحرارة» Temperature كرقم نقرأه عادة، بل يعتمد على عاملين آخرين هما درجة الرطوبة وسرعة الرياح. ولهذا السبب هناك كل من «مؤشر الحرارة» Heat Index و«برودة الرياح» Wind Chill.

و«مؤشر الحرارة» يهمنا في أجواء الصيف الحارة. وهو مؤشر يوضح كيف يؤثر مستوى رطوبة الهواء على درجة الحرارة التي نشعر بها في الطقس الحار. وكلما زادت الرطوبة، بدت درجة الحرارة المحسوسة أعلى من درجة الحرارة الفعلية، وزادت صعوبة القيام بالأنشطة الخارجية. والسبب أن ارتفاع نسبة الرطوبة يُعيق تبخر العرق عن أجسامنا، وبالتالي يُعيق تبريد العرق للجسم. وسنشعر ونتأثر حينئذ بالحرارة بشكل أعلى. وبالتالي يُعاني من الحرارة بشكل أعلى ضرراً كل من كبار السن وصغار السن ومرضى السكري والمصابين بعدد من الأمراض العصبية.

وعلى العكس، ففي الأجواء الباردة ومع وجود الرياح وتواجد الشخص خارج المنزل، يهمنا عنصر مدى شعورنا بالبرودة. ولذا هناك ما يُعرف بـ«درجة الحرارة الظاهرية» Feels Like Temperature كرقم آخر. وهي درجة البرودة التي «يشعر بها الشخص» في الخارج. وعلى سبيل المثال، فإن تعرض الجلد للرياح الباردة سيجعل الشخص يشعر بأن الجو في الخارج أكثر برودة مما هو عليه بالفعل، لأن زيادة سرعة الرياح تزيل طبقة الهواء الدافئة الملاصقة للجلد بمعدل أسرع.

وفي مثال آخر، تكون الأجواء الباردة في المناطق الصحراوية البعيدة عن البحار أشد، حيث يتسبب انخفاض الرطوبة في تسهيل تبخر العرق عن الجلد. ولذا يشعر الشخص بالبرودة بمقدار أكبر في المناطق الداخلية مقارنة بتواجده في منطقة ساحلية عالية الرطوبة ودرجة حرارتها نفس تلك التي في المنطقة الداخلية أو الصحراوية. وهذا ضار بشكل أكبر على كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة. وقد يعاني الأشخاص المصابون بأمراض القلب أو مشكلات الجهاز التنفسي من أعراض أسوأ أثناء موجة البرد ولعدة أيام بعد عودة درجات الحرارة إلى طبيعتها.

تغيرات الضغط الجوي والرياح

2.مقدار الضغط الجوي. الضغط الجوي هو قوة وزن الغلاف الجوي الذي يوجد فوق سطح الأرض في منطقة ما، أي فوق الإنسان الساكن فيها. ويكون الضغط الجوي أقل بكثير في المناطق الجبلية المرتفعة من مقدار ضغط الهواء عند مستوى سطح البحر.

ومن الناحية الصحية، يمكن أن يؤثر انخفاض الضغط الجوي على الصحة البدنية والنفسية بطرق مختلفة. ومن ذلك ما يُعرف طبياً بـ«مرض المرتفعات» Altitude Sickness. ويحدث هذا بشكل خاص عندما يصعد الشخص إلى منطقة مرتفعة بسرعة كبيرة، مما لا يسمح لجسده بالتكيف أو التأقلم مع انخفاض الضغط وانخفاض مستويات الأكسجين مع زيادة الارتفاع. وقد تشمل الأعراض كلاً من الصداع والغثيان والشعور بعدم الارتياح وضيق التنفس والدوخة. وتحدث هذه الأعراض لأن انخفاض الضغط الجوي يتسبب في توسع الأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين (في محاولة للحصول على المزيد من الأكسجين)، ثم تسرب السوائل منها إلى أنسجة الرئة وحويصلاتها الهوائية. وتُعرف هذه الحالة باسم الوذمة الرئوية في الارتفاع HAPE.

وقد تتسبب الأوعية الدموية المتوسعة بالدماغ في صداع شديد، وارتباك، وخمول، ونقص في التنسيق الذهني، وتهيج، وقيء، ونوبات، وغيبوبة، وفي النهاية الموت إذا لم يتم علاجه. ومرضى القلب ومرضى الأعصاب ومرضى الجهاز التنفسي وكبار السن هم أشد تأثراً.

كما قد يتفاقم الشعور بآلام التهاب المفاصل بسبب التغيرات في سائل المفصل مع تغير الضغط الجوي. وهو ما يتجلى في شكل مفاصل مؤلمة ومتورمة ومتصلبة. ويزداد هذا التأثير السلبي مع انخفاض حرارة الطقس إلى البرودة الشديدة. وهنا تُصبح الإشكالية مُضاعفة.

كما قد يُبلغ بعض الأشخاص عن تفاقم الصداع الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية والصداع النصفي، عندما ينخفض الضغط الجوي. وهذا هو نفس السبب الذي يجعل الأذنين «تطقطقان» أحياناً عندما تصعد الطائرة ما يسبب اختلافاً في ضغط الهواء على جانبي طبلة الأذن.

3. سرعة الرياح

سرعة الرياح شأن معقد في عناصر مؤشرات الطقس، ومع ذلك هي واحدة من أكثر القوى الطبيعية التي يتم الاستخفاف بها. وهناك خاصيتان رئيستان للرياح ليس من الصعب تخمينهما أو اكتشافهما وهما السرعة والاتجاه. وتؤثر هذه القوة غير المرئية بشكل كبير على بيئتنا ومزاجنا وأنشطتنا.

وهناك كثير من الدراسات الطبية عن تأثير الرياح على الحالة المزاجية والصحة العقلية. وتشير الأبحاث إلى أن الرياح القوية يمكن أن تزيد من مشاعر القلق أو الانفعال، وأن الرياح العاتية المستمرة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والأرق وصعوبة التركيز. والأهم، زيادة الشعور بالصداع.

وفي التفسير العلمي، يُعتقد أن الرياح تخلط الأيونات في الهواء، ما قد يؤثر على أدمغتنا عن طريق تغيير مستويات السيروتونين. ولذا في أماكن مثل المدن الساحلية أو السهول، غالباً ما يبلغ السكان عن مستويات توتر أعلى. وحتى على مستوى اللاوعي، يمكن أن يولد وجود الرياح عدم الارتياح، حيث تتفاعل حواسك باستمرار مع الحركة والصوت واللمس. وبالنسبة لعشاق الرياضة، يمكن للرياح الخلفية أن تمنح الرياضيين دفعة ضرورية للغاية، وتدفعهم إلى الأمام بأقل جهد. ومع ذلك، يمكن للرياح المعاكسة أن تجعل نفس النشاط يبدو أكثر صعوبة، ما يقلل من القدرة على التحمل ويزيد من الإرهاق بشكل أسرع.

الرطوبة والأمطار

4.درجة الرطوبة. درجة الرطوبة تعكس درجة تركيز بخار الماء الموجود في الهواء، اعتماداً على درجة الحرارة والضغط الجوي. وتشير إلى احتمالية هطول الأمطار أو نقطة الندى أو الظواهر مثل الضباب. ودون الخوض في الكثير من التفاصيل، فكلما زادت أو تدنت رطوبة الهواء، كان من الصعب على الشخص التنفس والحفاظ على مرونة الجلد، مقارنة بشخص يعيش في منطقة متوسطة ومريحة من الرطوبة. ويمكن أن تؤدي المستويات العالية من الرطوبة المصحوبة بالحرارة إلى ظهور أعراض مثل الجفاف وتشنجات العضلات وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة مثل الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، لأن التعرق غير الفعال في تبريد الجسم في ظل الرطوبة العالية يمكن أن يجعل الناس يشعرون بحرارة أعلى من درجة الحرارة الفعلية.

وصحيح أن انخفاض الرطوبة يُسهم في جفاف الجلد، ولكن أيضاً ارتفاع الرطوبة قد يتسبب في تهيج الجلد، مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة وحتى العدوى الفطرية، وقد تجعل الجلد دهنياً وتزيد من تفاقم حالات مثل حب الشباب. والهواء كثيف الرطوبة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في التنفس وتفاقم أعراض حالات أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والحساسية. وذلك من خلال تعزيز نمو العفن وعث الغبار والبكتيريا.

5. هطول الأمطار

الأمطار هي الرطوبة الجوية التي «تسقط» على الأرض في شكل مطر. ولكنها قد تكون أيضاً رذاذاً أو ثلجاً أو العديد من أنواع الأمطار الأخرى. وهي تنتج عن تفاعلات مع عناصر الطقس الأخرى: درجة الحرارة والرطوبة والرياح وغيرها. وفي بعض الأحيان يتم التعبير عن توقعات هطول الأمطار أيضاً بنسبة مئوية. في هذه الحالة قد ترى عبارة «احتمال هطول الأمطار» في التوقعات. يبدو هذا الأمر بسيطاً للفهم، ولكن بشكل عام، يعد حساب احتمال هطول الأمطار أمراً معقداً. وعادةً ما يتم قياس المطر بالملليمترات (مم) ويتم قياس الثلج بالسنتيمتر (سم). وبشكل عام، يبلغ هطول الأمطار الغزيرة 15-50مم في 12 ساعة، ويبلغ تساقط الثلوج الكثيفة 7-20سم في 12 ساعة.

الإشعاع والتلوث

6. مدى الرؤية. بوصفه عنصراً من عناصر الطقس، فإنه يشير إلى درجة الشفافية الجوية، أي ما إذا كنا سنرى بعض الأجسام على مسافة بعيدة أم قريبة، أم لا.

وعلى سبيل المثال، فإن الضباب الأكثر شيوعاً يشكل عقبة خطيرة للسائقين وراكبي الدراجات وحتى المشاة. ومن بين عناصر الطقس الأخرى التي تقلل من الرؤية كل من العواصف الثلجية والعواصف الرملية أو الغبارية وغيرها. ولهذا السبب تعد الرؤية أحد العناصر الحاسمة في مؤشرات الطقس، والتي يتم تضمينها في جميع التوقعات تقريباً. ويتم قياس الرؤية بنفس وحدات المسافة التي يصبح عندها الجسم المرصود غير مرئي للعين ويتم التعبير عنها بالكيلومترات والأميال.

7. الأشعة فوق البنفسجية

التعرض «المفرط» للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، ولو لمدة قصيرة، يُؤدي إلى حروق الشمس وتغير لون الجلد نحو الأغمق، والتعرض لها لمدد زمنية أطول وبشكل متكرر يُؤديان إلى شيخوخة الجلد وترهله والإصابات بسرطان الجلد. ويُمكن بسهولة قياس كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تتعرض لها منطقة جغرافية ما عبر استخدام مؤشر قياس الأشعة ما فوق البنفسجية Ultraviolet Index (UVI).

وتتراوح قيم المؤشر ما بين 1 إلى 11. وتتبنى منظمة الصحة العالمية نظاماً من الألوان للإشارة إلى مستوى الأشعة فوق البنفسجية. واللون الأخضر يرمز لنسبة 0 إلى 2، أي منخفض. والأصفر لنسبة 3 إلى 5، أي متوسط. والبرتقالي لنسبة 6 إلى 7، أي مرتفع. والأحمر لنسبة 8 إلى 10، أي عالٍ جداً. والبنفسجي لنسبة ما فوق 11، أي مرتفع بشكل مطلق.

8. مؤشر جودة الهواء

مؤشر جودة الهواء AQI يوضح لك مدى نظافة الغلاف الجوي من حولك في مكان معين، أي الهواء الذي نتنفسه. والملوثات الرئيسة للهواء هي مجموعة كاملة من المواد الضارة والخطرة التي لا نراها. ووفقاً لوكالة حماية البيئة «EPA» في الولايات المتحدة، فإن الملوثات الخمسة الأولى للهواء التي تؤخذ في الاعتبار لحساب مؤشر جودة الهواء على مستوى الأرض هي الأوزون، وتلوث الجسيمات (بما في ذلك PM2.5 وPM10)، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين.

التعامل بطريقة «احترافية» مع متغيرات عناصر الطقس للحفاظ على الصحة

وتقول منظمة الصحة العالمية: «المسار الرئيس للتعرض لتلوث الهواء هو من خلال الجهاز التنفسي. إذ يؤدي استنشاق هذه الملوثات إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي وقمع المناعة والطفرات في الخلايا في جميع أنحاء الجسم، ما يؤثر على الرئتين والقلب والدماغ من بين أعضاء أخرى ويؤدي في النهاية إلى المرض».

وتفيد عدة مصادر طبية بما ملخصه أن قيم مؤشر جودة الهواء عند أو أقل من 100 تعتبر مرضية بشكل عام. عندما تكون قيم مؤشر جودة الهواء أعلى من 100 تكون جودة الهواء غير صحية: في البداية بالنسبة لمجموعات معينة من الأشخاص الحساسين، ثم بالنسبة للجميع مع ارتفاع قيم مؤشر جودة الهواء.

ينقسم مؤشر جودة الهواء إلى ست فئات. وقد يبدأ الجميع في التعرض لتأثيرات صحية عندما تكون قيم مؤشر جودة الهواء بين 151 و200. قد يعاني أعضاء المجموعات الحساسة من تأثيرات صحية أكثر خطورة. غير صحي للغاية. تؤدي قيم مؤشر جودة الهواء بين 201 و300 إلى تشغيل تنبيه لتحذير صحي، ما يعني أن الجميع قد يعانون من تأثيرات صحية أكثر خطورة.