ما عليك تعلمه من التعارف عن طريق الإنترنت

التعارف عن طريق الانترنت (بي بي سي)
التعارف عن طريق الانترنت (بي بي سي)
TT

ما عليك تعلمه من التعارف عن طريق الإنترنت

التعارف عن طريق الانترنت (بي بي سي)
التعارف عن طريق الانترنت (بي بي سي)

من أكبر الصعوبات التي يعانيها المرء وهو يتحدث إلى أحد ما على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، أن يستوثق من هويته وشخصيته، ما سنه؟ وما مظهره؟ ثم ما جنسه؟ نعم، إن هذه أيضا مشكلة من المشكلات، فإن كثيرا من الناس تعرضوا لهذه الخديعة.
لا يريد أحدنا أن يكون ضحية للمتطفلين، يتحدثون معه سدا لفراغ وقتهم.
ولا تستطيع أفضل مواقع الزواج، مهما اتخذت من الإجراءات المشددة، أن تنقي الساحة من هؤلاء الذين لا يريدون خيرا، فعلى من يرومها بغيا لرفيق الدرب أن يضع في حسبانه نصائح، تضمن له نجاح رحلة بحثه، وترسي سفينته على شاطئ الاستقرار بأمان، وتصونه من الوقوع في وحل محاولات السوء.
هذه الدروس أو النصائح نشرها موقع «ذا غارديان» تعلمك إياها تجارب التعارف عن طريق الإنترنت.
- التدرج في تبادل المعلومات الشخصية والعائلية، تسليط الضوء على الخلفية
إن العجلة أكثر ما تهب ندما؛ لذلك إذا اتصلت بشخص، أو اتصل هو بك، فلا تسرع إلى فتح سجل حياتك أمامه في أول لقاء إلكتروني، بل خذ الأمور بالتأني، وحاول أن تقرأه، وتتفحصه من خلال المحادثات والمكالمات.
- تحكيم العقل دون المشاعر
قضية الزواج تمس مشاعر الإنسان؛ فهو فيها بطبيعته عاطفي ووجداني. فيتمخض عن ذلك أنه يبني الأحكام والآراء لصاحبه بناء على الانفعالات والإحساسات، ولا يلتفت، من حيث لا يشعر، إلى منطق العقل ومنطق التجربة، وعلم النفس. لذلك؛ عليك أن تشرك أحد الكبار في هذا الأمر قبل أن يستقر رأيك، فإنهم إلى فصل العقل أقرب، وعن حكم المشاعر أبعد.
- تصوير نفسك كما هي... بغير مغالاة
الصدق نجاة والكذب هلكة، هذا مقال تعودته الآذان، ربما لا يحرك فينا ساكنا، إذا سمعناه، ولكنه لا يزال حقيقة. لا تكل محاسنك أمام الطرف الآخر لتؤثر فيه، ولا تلجأ إلى كلمات الوصف من قاموس عربي فصيح، فلا تستخدم صورة غير صورتك، ولا تصور نفسك بما ليس فيها، فتنكشف الحقيقة مع الوقت، ويحدث ما لا يحمد عقباه.
- ابحث عن الأعلام الحمراء
يأخذ الكثير من الناس وقتهم للحصول على معرفة شريك قبل البدء في علاقة رومانسية. وبالنسبة إلى آخرين، يمكن أن يحدث ذلك بسرعة.
فعليك أن تكون حذرا من الناس على مواقع التعارف، وبخاصة الذين يقولون إنهم «وقعوا في الحب» بعد بضعة أيام من الدردشة.
- الاستجابة في أسرع وقت
يقول الفلاسفة: إن هذا العصر عصر الشطيرة (الساندويتش)، تلويحا إلى السرعة والعجلة التي آل إليها الأمر، فإذا بعث إليك باعث بطلب زواج، فلا تؤجل الرد عليها إلى أكثر من يومين أو ثلاثة أيام. فإن معظم الناس التي لا تتلقى الرد في غضون ثلاثة أيام، تفقد الرغبة في التقرب منك.
- التقدم خطوة وخطوة في وسائل اللقاء
من الحكم الشهيرة القول: «اتقوا مواضع التهم»، فالنساء من طبيعتهن الحذر في الاتصال بالرجال، وبخاصة في البداية. عليك أن تطلب منها برفق ووقار رقم الهاتف، فتتحدث إليها عبر المكالمات الهاتفية أو الجوالية قبل أن تتقدم إلى الخطوة التالية، وهي اللقاء الحسي.
ثم المرأة بدورها لا ينبغي أن ترضى باللقاء من أول مرة، بل عليها أن تطلب من الرجل رقم الهاتف، بل بعض الرجال يتعمد ذلك خَبْرا لأخلاق الفتاة ورسوخ القيم في شخصيتها.
- فكر في الأمور التي سيسألك عنها الطرف الآخر، وإن لم يسأل شيئا فهذا يعني أنه أناني. وإذا لم يتحدث أو يجب عن أسئلتك فهذا ربما يعني أنه يكذب أو يخفي شيئا.
- إحصائيا، يكذب 82 في المائة من الناس عند محاولاتهم التعرف إلى أشخاص آخرين عبر الإنترنيت. فالنساء يكذبن حول وزنهن مثلا. والرجال حول مرتباتهم الشهرية، أو أوزانهم أيضا. حين تقرأ ملف شخص ما وتعجب به، ضع في ذهنك أن نسبة الكذب 82 في المائة.
- أخيرا، ما عليك معرفته أن المجتمع ما زال يرفض حب الإنترنت!
ليس ذلك فحسب، بل هناك أيضاً نظرة مجتمعنا الشرقي للحب عن طريق الإنترنت، التي ما زالت غير مكتملة وناضجة. فنرى من حولنا فشل الكثير من الزيجات التي اكتملت وكانت بداياتها معرفة عن طريق الإنترنت.
فعلاقات الإنترنت مجرد وهم وخداع لا أكثر ولا أقل، بالنسبة للكثيرين في عالمنا العربي، وينصح الخبراء النفسيون جميع الفتيات والشباب: «بالنزول إلى أرض الواقع لمعرفة ما هو الحب الحقيقي وليس الكاذب، الحب الذي يأتي بمعرفة الأهل؛ فالرجل يقدر المرأة التي يتعب للوصول إليها».



العُلا... إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا

جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
TT

العُلا... إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا

جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)

وسط أجواء من العراقة التي تتمثّل بها جبال العلا ووديانها وصحرائها، شمال السعودية، احتفلت، الجمعة، «فيلا الحجر» و«أوبرا باريس الوطنية» باختتام أول برنامج ثقافي قبل الافتتاح في فيلا الحجر، بعرض قدّمته فرقة باليه الناشئين في أوبرا باريس الوطنية.

«فيلا الحجر» التي جاء إطلاقها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، في 4 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تعدّ أول مؤسسة ثقافية سعودية - فرنسية تقام في السعودية، لتعزيز الدبلوماسية الثقافية على نطاق عالمي من خلال التعاون والإبداع المشترك، بما يسهم في تمكين المجتمعات ودعم الحوار الثقافي، وتعد أحدث مشروعات الشراكة الاستراتيجية بين «الهيئة الملكية لمحافظة العُلا»، و«الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا».

وبمشاركة 9 راقصات و9 راقصين تراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً من خلفيات متنوعة، أدّى الراقصون الناشئون، تحت إشراف مصمم الرقصات الفرنسي نويه سولييه، عرضاً في الهواء الطلق، على الكثبان الرملية، ووفقاً للحضور، فقد نشأ حوار بين حركاتهم والطبيعة الفريدة للصخور والصحراء في العلا، لفت انتباه الجماهير.

تعزيز التبادل الثقافي بين الرياض وباريس

وأكد وجدان رضا وأرنو موراند، وهما القائمان على برنامج «فيلا الحجر» لما قبل الافتتاح الموسم 2023 - 2024 لـ«الشرق الأوسط» أنه «سعياً إلى تحقيق الأهداف الأساسية لبرنامج ما قبل الافتتاح لـ(فيلا الحجر)؛ جاء (مسارات) أول عرض إبداعي للرقص المعاصر تقترحه الفيلا». وحول إسهامات هذا العرض، اعتبرا أنه «سيسهم في تحديد ما يمكن أن تقدمه هذه المؤسسة الثقافية لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا، من خلال فهم العلاقة بأرض العلا التاريخية، وبجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجواء الطبيعية للمنطقة وبالبيئة الحضرية».

من جهتها، شدّدت فريال فوديل الرئيسة التنفيذية لـ«فيلا الحجر»، لـ«الشرق الأوسط» على التزامهم «بتقديم عروض لفنون الأداء وتسليط الضوء على الطاقة الإبداعية للمواهب السعودية والفرنسية والدولية» مشيرةً إلى أن شراكة الفيلا مع أوبرا باريس الوطنية، من شأنها أن «تعزِّز وتشجّع التعاون والحوار الثقافي بين السعودية وفرنسا، وعلى نطاق أوسع بين العالم العربي وأوروبا، إلى جانب تشكيل فرصة فريدة لصنع إنجازات ثقافية تتميز بالخبرة في بيئة فريدة ولجمهور من كل الفئات».

«مسارات»

وبينما أعرب حضور للفعالية من الجانبين السعودي والفرنسي، عن إعجاب رافق العرض، واتّسم باستثنائية تتلاءم مع المكان بعمقه التاريخي وتشكيلاته الجيولوجية، أكّد مسؤولون في «فيلا الحجر» أن عرض «مسارات» جاء تحقيقاً للأهداف الأساسية لبرنامج «فيلا الحجر» لما قبل الافتتاح، حيث يعدّ أول عرض إبداعي للرقص المعاصر على الإطلاق تقترحه المؤسسة المستقبلية، وتوقّعوا أن يُسهم العرض في تحديد ما يمكن أن تسهم به هذه المؤسسة الثقافية لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا، من خلال فهم علاقتها بأرض العُلا التاريخية، وبجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجواء الطبيعية للمنطقة وبالبيئة الحضرية.

وانتبه الحضور، إلى أنه احتراماً للمكان الغني بالتنوع البيولوجي وبتاريخه الممتد إلى آلاف السنين (العلا)، جاء العرض متحفّظاً وغير تدخلي، فلم تُستخدم فيه معدات موسيقية ولا أضواء، بل كان مجرد عرض مكتف بجوهره، في حين عدّ القائمون على العرض لـ«الشرق الأوسط» أنه حوارٌ مع البيئة الشاسعة التي تحتضنه وليس منافساً لها.

15 لوحاً زجاجياً يشكّلون عملاً فنياً معاصراً في العلا (الشرق الأوسط)

«النفس – لحظات طواها النسيان»

والخميس، انطلق مشروع «النفس – لحظات طواها النسيان» بعرض حي، ودُعي إليه المشاركون المحليون للتفاعل مع المنشأة من خلال التنفس والصوت؛ مما أدى إلى إنتاج نغمات رنانة ترددت في أرجاء الطبيعة المحيطة، ووفقاً للقائمين على المشروع، فإن ذلك يمزج العمل بين التراث، والروحانية، والتعبير الفني المعاصر، مستكشفاً مواضيع خاصة بمنطقة العلا، مثل العلاقة بين الجسد والطبيعة.

وكُشف النقاب عن موقع خاص بالمنشأة والأداء في العلا، حيث يُعدّ المشروع وفقاً لعدد من الحاضرين، عملاً فنياً معاصراً من إنتاج الفنانة السعودية الأميركية سارة إبراهيم والفنان الفرنسي أوغو شيافي.

يُعرض العمل في موقعين مميزين بالعلا، حيث تتكون المنشأة في وادي النعام من 15 لوحاً زجاجياً مذهلاً يخترق رمال الصحراء، بينما تعكس المنحوتات الزجاجية المصنوعة يدوياً جيولوجيا المنطقة في موقع «دار الطنطورة».