واشنطن تقدم لبيروت معدات لضمان أمن المطار

المشنوق: حريصون على ألا يكون هذا المطار مصدراً للإرهاب

واشنطن تقدم لبيروت معدات لضمان أمن المطار
TT

واشنطن تقدم لبيروت معدات لضمان أمن المطار

واشنطن تقدم لبيروت معدات لضمان أمن المطار

سلمت حكومة الولايات المتحدة الأميركية يوم أمس دفعة جديدة من المساعدات والمعدات الأمنية لصالح مطار رفيق الحريري الدولي، تضمنت أجهزة مسح للركاب والأمتعة بقيمة تزيد على نصف مليون دولار.
وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، خلال حفل أُقِيم في مبنى الطيران العام بالمطار، حرص الدولة اللبنانية على «ألا يكونَ هذا المطار مصدراً للإرهاب بل على العكس معبراً للأمن وللأمان لكل مسافر وكل زائر»، وقال: «نحن في خط المواجهة الأول مع العدو المشترك ألا وهو الإرهاب بأشكاله المختلفة، الرابض على حدودنا، الذي يقرع أبواب منازلنا. وعملية تحصين لبنان وتحييده عن نيران الحريق المحيط به لا تعني شعبه فقط بل تعني كل الشعوب الصديقة التي لا تزال تؤمن بالمحافظة على قيم الاعتدال والعيش معاً ودائماً».
وإذ أكد المشنوق أنّه والوزراء المعنيين في الحكومة، خصوصاً وزير الأشغال يوسف فنيانوس، يتابعون عن كثب «توفير أقصى التدابير والضمانات الأمنية في المطار خصوصاً أننا نعرف مقدار الأهمية التي تعلقها عليها الدول الصديقة»، كما كشف عن إعداد وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي «استراتيجية للخمس سنوات المقبلة تتناول عمل وحاجات قوى الأمن الداخلي في كل المجالات لمواجهة التحديات المستقبلية».
من جهتها، شدّدت سفيرة الولايات الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد على «أننا بحاجة للوثوق بأن لدى المسؤولين الأمنيين الموارد التي يحتاجون إليها للقيام بعملهم، وهذا يعني ضمان تحديث المعدات وتحسين عمليات التفتيش الأمني باستمرار، من أجل التصدي للتهديدات المتطورة المتزايدة لأمن الطيران في جميع أنحاء العالم».
وأوضحت أنّه «ولهذا السبب أصبح من أولويات الإدارة الأميركية دعم حكومة لبنان في جهودها الرامية إلى تحسين الأمن في مطار رفيق الحريري الدولي». وأضافت: «لقد عملنا عن كثب مع حكومة لبنان، طيلة العام الماضي، لتحديد المعدات الأمنية اللازمة، ولذلك يسرني جداً أن أعلن عن تقديم معدات مسح للركاب والأمتعة للمطار بقيمة تزيد عن نصف مليون دولار، حيث سيقوم المسؤولون الأمنيون اللبنانيون باستخدامها لضمان أن الركاب والطائرات والبضائع القادمة إلى مطار رفيق الحريري الدولي، والذاهبة منه تبقى آمنة».
وأشارت السفيرة الأميركية إلى أن «للمجتمع الدولي مصلحةً حيوية في حماية سلامة الطيران في جميع أنحاء العالم»، لافتة إلى أن «هذه الهبة سوف تكون عنصراً مهماً يساعد لبنان على القيام بدوره». وقالت: «الحكومة الأميركية تقوم اليوم بتقديم ماسح أشعة إكس متنقل خاص بتفتيش المركبات وستة أنظمة يدوية ماسحة للتفتيش عن أثر المتفجرات، وستة ماسحات خاصة بالسوائل الموضبة في أوعية مضغوطة وللمواد الهلامية. وهناك أيضاً ستة أنظمة مسح للاستخدام من قبل ضباط الأمن الداخلي الذين يفتشون الركاب والأمتعة».
ولفتت ريتشارد إلى أن التزام واشنطن بـ«دعم أمن الطيران في لبنان لا يقف عند هذا الحد، فلدينا برنامج طويل الأمد، من خلال برنامج الأمن الدبلوماسي في مجال مكافحة الإرهاب، لتوفير تدريب متقدم للمسؤولين الأمنيين اللبنانيين من أجل ضمان استعدادهم لمكافحة التهديدات لأمن الطيران». وأضافت أن «هذه المعدات هنا اليوم، التي يقوم بتمويلها مكتب إنفاذ القانون الدولي ومكافحة المخدرات التابع لوزارة الخارجية، إلى جانب التدريب الذي يقدمه الأمن الدبلوماسي، هما مجرد مثالين عن الشراكة الدائمة بين الولايات المتحدة ولبنان، هذه الشراكة التي تضمنت أكثر من 178 مليون دولار كمساعدات للأمن الداخلي وحده منذ عام 2006».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.