الحكومة اليمنية تنفي مزاعم حوثية بتأجير سقطرى

الحكومة اليمنية تنفي مزاعم حوثية بتأجير سقطرى
TT

الحكومة اليمنية تنفي مزاعم حوثية بتأجير سقطرى

الحكومة اليمنية تنفي مزاعم حوثية بتأجير سقطرى

أكدت الحكومة اليمنية، أمس، بقاء جزيرة سقطرى تحت السيادة اليمنية الكاملة، لتقطع بذلك دابر ما تم الترويج له من تعرض الجزيرة للاحتلال أو التأجير، وتنفي البيانات التي تتناقلها وسائل إعلام تابعة للانقلاب الحوثي وصالح.
وشدد عضو مجلس الوزراء في الحكومة اليمنية وزير السياحة، الدكتور محمد قباطي، على عدم صحة المزاعم الإعلامية التي روجت لها قوى الانقلاب، من أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أجّر جزيرة سقطرى للإمارات العربية المتحدة، وقال: «هذه المزاعم بعيدة كل البعد عن الحقيقة».
وأضاف قباطي لـ«الشرق الأوسط» أن «جزيرة سقطرى تحت السيادة اليمنية بالكامل، ولم يتم تأجيرها ولا انتداب أي دولة فيها، ولا حتى بناء أي قواعد عسكرية عليها، أو تجنيس لمواطنيها، كما زعمت المطابخ الإعلامية التابعة للانقلابيين».
وأوضح أن ما يحدث في الفترة الحالية ليس إلا محاولة للاستعانة بالأشقاء والأصدقاء من الدول لتجاوز العزلة التي كانت تعيشها جزيرة سقطرى، وإنعاشها سياحياً، كونها تعتبر رابع أهم جزيرة في العالم، وأجمل الجزر العربية وأكبرها.
وذكر أن وسائل الإعلام التابعة لإيران وصالح والحوثي صوّرت الأمور على غير حقيقتها، وأن المطامع الإيرانية في هذه الجزيرة واضحة، مضيفاً: «لولا تدخل قوات التحالف لكانت الأمور ستنتهي إلى تسليمها إلى إيران».
وبيّن أن الحكومة اليمنية أولت أهمية قصوى لسقطرى، وأقرت تحويلها من مديرية تابعة لحضرموت إلى محافظة لها صلاحياتها الكاملة، من خلال إتاحة الفرص للاستثمار فيها وتنشيطها سياحياً، وفتح خطوط مباشرة لربط الجزيرة بالعالم.
وأوضح أن الحكومة عقدت اجتماع مجلس الوزراء في الجزيرة للمرة الأولى، ودعت المستثمرين لتنشيطها سياحياً، مما أزعج الانقلابيين الذين كانوا يبيّتون أطماعاً غير وطنية، ودعاهم لترويج الإشاعات العارية عن الصحة.
وتابع قباطي أن الرئيس هادي وجّه دعوة لشركات الطيران والملاحة البحرية لفتح خطوط دولية مباشرة لربط الجزيرة بالعالم، وفتح السياحة نحوها دون أي قيود، كون الجزيرة آمنة، ولم تشهد أي حرب منذ أكثر من 500 عام، وقال إن «سقطرى تملك أطول مدرج هبوط طائرات في اليمن، ونطمح لفتح خطوط طيران مباشرة إلى الجزيرة، بحيث تمكن السياح من الوصول إليها دون المرور بأي موانئ أو مطارات يمنية أخرى».
ولفت إلى أن وزارته بصدد إعداد خطة للسياحة في سقطرى، بحيث يتم تحديد مواقع للاستثمار السياحي في الجزيرة بأكملها، وفتح المجال لشركات الفندقة والسياحة للقدوم وعمل استثمارات سياحية بشكل موسع.
وأكد وزير السياحة على التواصل مع أكثر من 10 شركات استثمارية مهتمة بإنشاء استثمارات سياحية على أراضي سقطرى، وأنه في غضون الأيام المقبلة، سيتم عقد اجتماع مع «البنك الإسلامي للتنمية» لوضع رؤية شاملة للاستثمار السياحي في الجزيرة.
وتتميز جزيرة سقطرى بتنوعها البيئي، إذ إن ثلث النباتات الموجودة فيها لا توجد بأي مكان في العالم، ويوجد بها 140 نوعاً من الطيور، منها 10 أنواع لا توجد إلا في سقطرى، فضلاً عن أنها تحتوي على أشجار ونباتات قديمة جداً ومعمرة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.