«المتحف الإثنوغرافي»... سياحة التاريخ والجغرافيا

تأسس عام 1924 ويقع في قلب القاهرة

بائع العرقسوس (قاعة القاهرة)  - المحمل النبوي - إحدى اللوحات من قاعة قناة السويس - تماثيل لحكام مصر من الأسرة العلوية
بائع العرقسوس (قاعة القاهرة) - المحمل النبوي - إحدى اللوحات من قاعة قناة السويس - تماثيل لحكام مصر من الأسرة العلوية
TT

«المتحف الإثنوغرافي»... سياحة التاريخ والجغرافيا

بائع العرقسوس (قاعة القاهرة)  - المحمل النبوي - إحدى اللوحات من قاعة قناة السويس - تماثيل لحكام مصر من الأسرة العلوية
بائع العرقسوس (قاعة القاهرة) - المحمل النبوي - إحدى اللوحات من قاعة قناة السويس - تماثيل لحكام مصر من الأسرة العلوية

تحكي المتاحف الإثنوغرافية التاريخ الاجتماعي للدول، وتوثق تراثها الشعبي، وتعرّف بأساليب حياة الشعوب؛ وهو ما يتحقق في «المتحف الإثنوغرافي» بالقاهرة، الذي يسرد تاريخ المصريين الاجتماعي، وعاداتهم وتقاليدهم، وحرفهم ومهنهم.
يتبع المتحف «الجمعية الجغرافية المصرية»، التي تأسست عام 1875 بمرسوم من الخديو إسماعيل حاكم مصر من 1863م إلى 1879م، وتشغل مكانها الحالي، الذي يقع على بعد خطوات قليلة من ميدان التحرير في قلب القاهرة، منذ عام 1922م، وتضم الجمعية في طابقها الأرضي مقتنيات المتحف.
تأسس المتحف عام 1924 عندما كلفت الجمعية أحد الاختصاصيين الإنجليز في الدراسات الأفريقية بدراسة تلك المقتنيات المختلفة وتصنيفها ووضع فهرس علمي لها، وقد شكلت هذه الدراسة الأساس الذي قام عليه هذا المتحف، ومنذ ذلك الحين تطور المتحف وألحق به الكثير من المقتنيات، التي تأسر زائرها، سواء من الباحثين أو غير المتخصصين أو السائحين.
إذا حللت عاصمة المصرية ورغبت في زيارة متحفها الإثنوغرافي، فعليك ضبط جدول زيارتك إليه أيام السبت أو الاثنين أو الأربعاء، وهي الأيام الثلاثة التي يفتح المتحف أبوابه فيها لاستقبال زائريه من المصريين والأجانب من التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا.
والزيارة ليست مكلفة على الإطلاق فتذكرة الدخول تزيد قليلا على دولار واحد، كما أن تواجد المتحف بالقرب من ميدان التحرير يسهّل من عملية الوصول إليه، سواء عبر ركوب الحافلات العامة أو استقلال مترو الأنفاق.
مع أولى خطواتك فأنت تتأهب لرحلة سياحية تتعرف خلالها إلى التاريخ الاجتماعي للمصريين. يقول أحمد مجدي، المتخصص في نظم المعلومات الجغرافية، ومؤسس مبادرة «خطوات في الجغرافيا»: «المتحف الإثنوغرافي بالقاهرة من أهم المتاحف في العالم إذا قورن بالمتاحف المشابهة له، يستمد هذه الأهمية بما تملكه مصر من تراث عريق».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بصفتنا جغرافيين وباحثين نفتخر به بما فيه من مقتنيات، إلى جانب ما تضمه الجمعية الجغرافية من خرائط وأطالس»، مبينا أنه من خلال مبادرته يحاول دائما نشر مقالات وصور للتعريف بالمتحف، وأيضا يقوم أعضاء المبادرة بتنظيم زيارات مجانية له، للتعرف إلى مقتنياته.
ما الذي ستراه بالداخل؟... في الساعات الخمس المحددة للزيارة يمكنك التجول داخل قاعات المتحف الثلاث، وهي «قاعة القاهرة» و«قاعة أفريقيا» و«قاعة قناة السويس».

قاعة القاهرة

تعد قاعة القاهرة هي الأكبر مساحة، حيث يطل من خلالها زائر المتحف على القاهرة في عهد محمد علي باشا، حاكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848م، مؤسس مصر الحديثة، وتمثل مقتنيات القاعة بانوراما لتطور الحياة الاجتماعية في مصر في القرنين الـ19 والـ20. فبالإمكان مشاهدة الكثير من النماذج المصغرة للحرف والمهن التي كانت سائدة في هذا العصر... فنرى المنجّد، مكوجي الرِّجل، السقا، خراط الخشب، بائع العرقسوس، «الجزمجي»، بائع «لحمة الراس»، رافع الشادوف، أما الأبرز فهو الحلاق، وهنا نجد «حمل الحلاق» الذي كان يحمله ويتجول به، ويتميز بزخارفه المتعددة ومراياته الدائرية الصغيرة، وقد كان للحلاقين في ذلك الوقت وظيفة أخرى، حيث كانوا يقومون بوصف الأدوية وإجراء العمليات الجراحية الصغيرة مثل «الختان».
كما يرى الزائر نماذج لصناعة الزجاج عن طريق النفخ، ونماذج من أدوات الخراطة، والمكاييل والأوقيات التي كان يستخدمها التجار في الأوزان، وقوالب صنع عروس المولد، وقوالب الطباعة، ونموذج لعربة كارو، وكذلك الكور (المنفاخ) الذي يستخدمه مبيّض النحاس أو الحداد، إلى جانب أدوات صناعة الأحذية اليدوية، مثل المركوب وقباقيب الحمام المزخرفة وبُلْغَة الفلاح ومنتوفلي السيدات (المصنوع من الفرو).
كما يوجد نماذج أخرى لبعض الوظائف الحكومية، مثل شيخ الخفر والعمدة وحارس القنصلية والأمشجي (سايس أفندينا).
كما نشاهد بالقاعة الأزياء الشعبية المختلفة التي كانت ترتديها المرأة، سواء الفلاحات أو التركيات أو الغجريات وغيرهن، إلى جانب عدد كبير من الإكسسوارات والمصوغات والحلي، مثل الكردان والخلخال، والأساور والغوايش والدلايات والتمائم والأقراط والزينة البدوية. كما تحتوي القاعة على نموذج لـ«كوشة العرس».
إذا سمعت عن «صندوق الدنيا» ولم تره؛ فإن المتحف يعرض لك نموذجا منه، حيث كان سائداً في أحياء القاهرة القديمة قبل ظهور السينما، ويُقدم من خلال 30 صورة قصة «السفيرة عزيزة». كذلك يضم المتحف مجموعة من العرائس القطنية الصغيرة، وعرائس خيال الظل التي كانت تحكي قصصا من التراث الشعبي. في جانب آخر من القاعة، يرى الزائر ركنا مخصصا للقهوة البلدي، الذي يضم أدوات التدخين مثل النرجيلات والجوزة والماشَات والمقصات، وأدوات إعداد المشروبات، وتشمل وعاء غلي الماء ومجمعَي الشاي والبن، وكنكات القهوة وبرادات الشاي والأكواب التي يتم تقديم المشروبات إلى الزبائن، بينما توجد أيضا «دِكّة» من الخشب لجلوس الراوي أو الشاعر الذي كان يقوم برواية القصص الشعبي لرواد القهوة.
يضم المتحف مجموعة من الأدوات الفنية، منها الآلات الموسيقية كالعود والقانون والناي والكمنجة، وكذلك الآلات الشعبية، مثل الطبلة والرق، التي كانت تستخدمها النساء في الغناء خلال الأعراس والاحتفالات الاجتماعية، كما يوجد أيضا نموذج لكوشة العروس.
أما عن المقتنيات داخل المنازل، نشاهد أدوات المطبخ من الأواني النحاسية والقدور والأباريق وعدة القهوة والسبرتايات، وعصارة الزيوت، إلى جانب مجموعة من الصناديق القديمة كان بعضها يستعمل في حفظ الملابس الثمينة، والأخرى مجموعة من صناديق صغيرة مما كان يستعمل في حفظ النقود والحلي الثمينة والأوراق المهمة، وهذه الصناديق مصنوعة من الخشب المزخرف ومطعّمة بالعاج والصدف.
كذلك، نشاهد الكثير من نماذج إنارة المنازل في ذلك الوقت، التي كانت تتميز بالطابع الإسلامي، مثل الفوانيس الشرقية ذات الزجاج الملون، والسراج والمشكاة والشمعدان.
لم يغفل المتحف الحياة في الريف، حيث نجد عددا من الأواني الفخارية بأشكالها المختلفة من «القلل والأزيار»، وأباريق غسل اليدين، والأباريق المزخرفة التي كانت تستعمل في حفلات الزواج أو «السبوع»، إلى جانب الرحايا اليدوية التي تديرها الفلاحات للطحن. كما نشاهد أدوات الفلاح التي كان يستخدمها في الزراعة، مثل الشادوف والمحراث.
من أهم مقتنيات المتحف التي لم يعد لها وجود الآن «التختروان»، أو هودج العروس الخشبي الذي كانت تزف فيه العروس، ويسير وسط موكب الزفاف، كان هذا التختروان مستعملاً في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وهو مصنوع من أثمن أنواع الخشب، كما يتميز بالزخارف، وبخاصة في الجزء الأمامي، الذي به مشربيات (نوافذ) تسمح لراكبات التختروان بمشاهدة موكب الزفاف، كما أن للتختروان بابين للدخول والخروج.

المحمل النبوي

لعل أهم مقتنيات المتحف الإثنوغرافي على الإطلاق هو «المَحمل النبوي»، ذلك الهودج الخشبي (الصندوق) الذي كانت تحمله الجمال لنقل كسوة الكعبة المشرفة كل عام من مصر، حيث كانت هذه الكسوة تصنع في مكان يسمى «دار الكسوة» بحي الخرنفش بالقاهرة، وظل هذا المحمل يخرج سنويا منذ عهد الملكة شجر الدر في عهد دولة المماليك، وحتى بداية عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
وما يحتضنه المتحف بين جنباته هو آخر محمل قام بحمل الكسوة، وهو في هذا المكان منذ أواخر الخمسينات تاريخ آخر كسوة خرجت من مصر.
وبحسب إدارة المتحف، فإن هذا المحمل يرجع إلى عصر الملك فؤاد الأول، الذي امتدت فترة حكمه بين 1917 - 1936م، وكانت مصر ترسله إلى الحجاز ليحمل أستار الكعبة في موسم الحج، وهو مغطى بالحرير الأحمر الثقيل، ومنقوش عليه اسم الملك، وكذلك آية الكرسي بالخيوط الذهبية، إلى جانب بعض الزخارف الإسلامية.
يأخذ هيكل المحمل شكل الكعبة في تكعيبها، وذلك في النصف السفلي، أما النصف العلوي فيأخذ شكل الهرم أو الخيمة تنتهي بأيقونة، وفي كل ركن من أركانه توجد أيضا أيقونات مماثلة تأخذ شكل المئذنة وتنتهي بهلال بداخله نجمة.
توقفت مصر عن إرسال الكسوة عبر «المحمل» بعد قيام ثورة يوليو (تموز) 1952، لكنها استمرت في إرسالها بطرق أخرى حتى عام 1962، لينتقل آخر محمل إلى أحضان المتحف الإثنوغرافي منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

قاعة أفريقيا
ثاني قاعات المتحف الإثنوغرافي بالقاهرة هي قاعة أفريقيا، وتضم القاعة مجموعة مقتنيات من أولى المجموعات التي اقتنتها «الجمعية الجغرافية» عن طريق المستكشفين والرحالة الذين أوفدتهم الجمعية في بعثات علمية وجيولوجية للكشف عن منابع النيل.
ثم أضيف إلى هذه المجموعة مقتنيات أخرى أهديت من قبل الضباط المصريين الذين خدموا في السودان، أو شاركوا في إعادة فتح السودان.
كما جلبت مقتنيات من إثيوبيا والصومال وإريتريا ووسط أفريقيا، من بينها سن فيل حقيقي، وقرن جاموس وحشي، وقدم فيل محنطة، ونمس محنط، وتماسيح.
كما يمكن لزائر القاعة أن يشاهد مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية التي تستخدمها القبائل الأفريقية، التي تعبر عن الفنون الشعبية لديها. إضافة إلى الأدوات المنزلية كالقدور وأوانٍ من الفخار تستخدم في طهي الطعام.
وبالقاعة أيضا مجموعة كاملة من الأسلحة، مثل الخناجر التي تستعمل في الرمي، والسيوف بأطوال مختلفة، والرماح والحراب بأحجام وأشكال متنوعة، كما تضم القاعة أكثر من 50 درعا مصنوعة من مواد مختلفة، سواء من القش أو صدفة السلحفاة أو جلود الفيلة والتمساح والخرتيت.

قاعة قناة السويس

في عام 1930 قررت شركة قناة السويس أن تهدي الجمعية الجغرافية قاعة تحوي عدداً كبيراً من الوثائق والصور والخرائط والمجسمات والماكيتات، التي تعرض لتاريخ القناة منذ بدء حفرها عام 1859 مرورا بافتتاحها عام 1869، وحتى عام 1930.
في هذه القاعة، يجد الزائر خرائط مجسمة وغير مجسمة تبين موقع القناة، أو تشرح خط سيرها، أو تبين نقاط العمل بها قبل أعمال الحفر، ثم في مراحل إنشاء القناة، وصورا أخرى بعد انتهاء العمل. ومجموعة أخرى تمثل مختلف نشاطات شركة قناة السويس، سواء أكان ذلك بالرسوم البيانية أو بالإحصاءات.
إلى جانب مجموعة من اللوحات سجلت عليها كل الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة افتتاح القناة، وأبرزها لوحة للإمبراطورة أوجيني وهي تشارك في حفل افتتاح القناة، ولوحة زيتية أصلية بالحجم الطبيعي للخديو إسماعيل في نفس المناسبة، ونموذج تمثال للمهندس الفرنسي ديليسبس، مصمم القناة.



مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.