بعد مرور 105 أعوام على غرقها... السفينة «تيتانيك» وعلاقتها بلندن

بعد مرور 105 أعوام على غرقها... السفينة «تيتانيك» وعلاقتها بلندن
TT

بعد مرور 105 أعوام على غرقها... السفينة «تيتانيك» وعلاقتها بلندن

بعد مرور 105 أعوام على غرقها... السفينة «تيتانيك» وعلاقتها بلندن

كان غرق السفينة «تيتانيك» في 15 أبريل (نيسان) 1912 بعد اصطدامها بجبل جليدي، وخسارة أكثر من 1500 لأرواحهم هو أسوأ كارثة بحرية في وقت السلم على مستوى العالم. إنها واحدة من تلك الأساطير الشهيرة في مختلف أنحاء العالم؛ ولا يزال يتم عرض فيلم «تيتانيك» الشهير، الذي تم إنتاجه عام 1997 بطولة ليوناردو دي كابريو، وكيت وينسليت، باستمرار على شاشة التلفزيون مما يجعل المأساة تصل إلى الأجيال الجديدة. وتحلّ في شهر أبريل المقبل الذكرى الـ105 لغرق السفينة.
كانت السفينة «تيتانيك» ثاني أكبر سفينة من بين ثلاث سفن متماثلة شقيقة تدشنها شركة «وايت ستار لاين»، التي كانت تواجه منافسة شرسة على المسافرين على الطريق العابرة للمحيطات بين أوروبا ونيويورك، والتي كانت رابحة للغاية. وفي محاولة لإعادة السيطرة على هذه الطريق قررت بناء ثلاث سفن لتكون هي الأكبر والأكثر فخامة من بين السفن التي تعبر المحيط الأطلسي.
وتعد قصة بناء السفينة «تيتانيك» وخسارتها مثالا يعبر عن حماقة الجنس البشري؛ فقد كانت حالة تشابكت فيها كل الظروف الملائمة لخسارة الكثير من الأرواح. كانت السفينة توصف بأنها «غير قابلة للغرق» وهو ما يفسر طريقة إدارتها وتوجيهها التي اتسمت بالثقة الزائدة. لقد كانت واحدة من السفن الأولى التي يتم تزويدها بـ«حواجز إنشائية» بطولها، لكن ارتفاعها لم يبلغ سوى نصف ارتفاع السفينة، وبمجرد دخول المياه إلى التجويف، كان حتمياً أن تتجاوز الحواجز الإنشائية.
أبحرت السفينة «تيتانيك» من ساوثهامبتون في 10 أبريل في رحلتها الأولى، وعند عبور المحيط الأطلسي تلقى قائد السفينة تقارير عن وجود جبال جليدية على طول الطريق التي كانت من المفترض أن تتخذها السفينة، لكن الكابتن سميث قرر تجاهل تلك التحذيرات، وواصل المسير بسرعة كبيرة عبر المنطقة الخطرة حتى أثناء الليل. لقد كانت تلك الرحلة هي الأخيرة لسميث كقائد، لذا قيل إنه أراد أن يترك انطباعاً جيداً لا يزول بوصوله مبكراً إلى نيويورك مع سفينته الجديدة الفخمة.
وتم إصدار تعليمات لاثنين من فريقه على السفينة بمراقبة الجليد بينما تسير السفينة ليلا؛ وكان من المفترض أن يكون معهما مجموعة من النظارات المكبرة، لكن نظراً لمغادرتهما الميناء عندما كانت السفينة في ساوثهامبتون نسيا المجموعة ولم تكن معهما؛ لذا لم يتمكنا من المراقبة جيداً على النحو المعتاد، ولم يريا الجبل الجليدي الضخم المميت إلا عندما اقتربت السفينة منه كثيراً.
وكان الكابتن سميث نائماً وقت رصد الجبل الجليدي، وقد كان من الأمور الشائعة والمقبولة أن ينام قائد السفينة ليلا، ويترك المسؤولية لأفراد آخرين من فريقه. مع ذلك كان يعني هذا أن الشخص المسؤول كان أقل خبرة، ففي تلك الحالة ارتكب الشخص المسؤول خطئاً جسيماً حين تم إخطاره برؤية الجبل الجليدي، حيث اختار محاولة تغيير اتجاه السفينة لتفادي الجبل الجليدي، لكنه اختار إصدار أمر لغرفة المحركات بتوجيه المحركات عكسياً. ويقال إنه إذا كان قد زاد السرعة عوضاً عن ذلك لكان تم توليد قوة دفع أكبر تستطيع إبعاد السفينة عن الجبل الجليدي وعدم الاصطدام به.,بمجرد اصطدام السفينة «تيتانيك» بالجبل الجليدي ظهرت عوامل أخرى مؤثرة. وقت بناء السفينة «تيتانيك» وشقيقتيها، كانت شركة «وايت ستار لاين» تواجه صعوبات مالية مما أدى إلى اتخاذ عدة إجراءات لخفض التكاليف كان لها تأثير على عملية بناء السفينة.
كان من المعروف أن المعدن، الذي تم استخدامه في بناء السفينة، لم يكن هو الأفضل من حيث الجودة، بل كان إلى حد ما ضعيفاً طبقاً للمعايير الحديثة. لذا بدلاً من أن يتحدب عند الاصطدام بالجبل الجليدي، انقسم وسمح بدخول كمية كبيرة من المياه إلى السفينة. كذلك كان عدد قوارب النجاة المتاحة على السفينة لا يكفي عدد الركاب، ويضاف إلى ذلك إخفاق فريق قيادة السفينة في تحميل كل قارب بأكبر عدد ممكن من الركاب.
كانت هناك سفن أخرى قريبة من المنطقة التي غرقت فيها السفينة تستطيع إنقاذ السفينة «تيتانيك»، لكن يبدو أن قائد إحدى هذه السفن لم يلاحظ نداء الاستغاثة الذي تم إرساله من السفينة «تيتانيك» وكان قادراً على الوصول في الوقت المناسب وإنقاذ الركاب؛ ولم يتبق سوى قائد السفينة «كارباثيا»، لكنه للأسف كان على بعد أربع ساعات من السفينة. وتمكن بفضل المراقبة الدقيقة، التي كان يقوم بها فريقه، من الإبحار بأقصى سرعة ممكنة نحو السفينة «تيتانيك»، لكن عند وصوله إلى هناك لم يكن الناجون سوى ركاب قوارب النجاة.
تم بناء السفينة «تيتانيك» في ورشة «هارلاند آند وولف» في بيلفاست، وهناك متحف رائع يسجل قصة بناء السفينة وفقدها. إنه جدير بالزيارة إذا كنت تخطط للذهاب إلى آيرلندا الشمالية.
كذلك لا تزال توجد في لندن مبانٍ لها صلة بالسفينة «تيتانيك»، ومنها السفارة الإسبانية في ميدان غروسفينور التي توجد في منزل جميل كان منزل اللورد جيمس بيري، صاحب ورشة «هارلاند آند وولف». في ذلك المنزل تمت الموافقة على بناء السفينة «تيتانيك» وشقيقتيها. كذلك هناك مكتب شركة «وايت ستار لاين» في لندن وهو «أوشانيك هاوس» الذي يقع في ميدان ترفلغار، وتم تحويله مؤخراً إلى شقق.
على ما يبدو كانت تكلفة فيلم «تيتانيك» هي الأكبر في ذلك الوقت، حيث بلغت نحو 200 مليون دولار، لكنه أصبح أيضاً واحداً من أنجح الأفلام تجارياً، حيث حقق عائدات قدرها 1.8 مليار دولار.



أي مقعد في الطائرة نختار من أجل رحلة ممتعة؟

علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
TT

أي مقعد في الطائرة نختار من أجل رحلة ممتعة؟

علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)

تشكّل رحلات السفر هواية للبعض، إذ يجدون فيها مساحة للتغيير والترويح عن النفس. وهناك قسم آخر من الناس يُعدّون من الركاّب الدائمين، فطبيعة عملهم تتطلب منهم التنقل المستمر بين بلد وآخر.

عندما يحين موعد حجز مقعد الطائرة، هناك من يشترط الجلوس قرب النافذة، وغيرهم يفضل قسم درجة رجال الأعمال (بزنس)، فيما لا تهتم شريحة ثالثة لهذا الأمر، فتجلس على المقعد الذي يُحجَز لها من دون نقاش.

درجة رجال الاعمال لمحبي الراحة التامة (الشرق الاوسط)

ولكن بعض الأشخاص يبحثون عن المقعد الأكثر أماناً، فأيّ مقعد نختار من أجل رحلة سفر ممتعة؟

يقول الكابتن الطيار هاروت أرتينيان لـ«الشرق الأوسط» إن لكلٍّ منّا مقعده المفضل في الطائرة. كما أن الطائرات تسهّل لنا هذه الخيارات حسب أقسامها. فهندستها صُمّمت كي تقدّم أفضل الخدمات، وذلك كي يُمضي الراكب رحلته براحة.

ومن بين هذه الأقسام «البزنس» الذي يؤمِّن لصاحبه الرفاهية. الخدمات مقابل المبلغ المرتفع الذي يدفعه الراكب، تشمل المقاعد الفخمة والمريحة ونوعية الضيافات والطعام الفاخر.

بالنسبة إلى العائلات الذين يصطحبون معهم مولودهم الجديد، تخصِّص لهم شركات الطيران أحواضاً أو أسرَّة خاصة بأطفالهم، فينعمون بنوم عميق طيلة الرحلة من دون أن يتسببوا بإزعاج لباقي الركاب.

المقاعد في الدرجة الاقتصادية في مؤخرة الطائرة (الشرق الاوسط)

فيما الثنائي المسافر يفضّل حجز مقعدين مجاورين كي يمضيا الرحلة معاً، فيتسامران أو يتابعان فيلماً سينمائياً، كي يمرّ الوقت بسرعة.

ولكن ماذا عن الأشخاص الذي يفتّشون عن المقعد الأكثر أماناً؟

يردّ الكابتن هاروت أرتينيان لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا إلا التأكيد أن الطائرة في جميع أقسامها آمنة. ولكن إذا أردنا أن نفصّل الأمر علمياً واستناداً إلى علم الفيزياء يمكننا الركون إلى معلومات معينة. وهناك دراسات قامت بها شركات طيران معروفة مثل «بوينغ» تشير إلى هذا الموضوع، وتبين من خلالها أن المقاعد الموجودة في القسم الأخير من الطائرة هي الأكثر أماناً». ويتابع أرتينيان: «منطقياً، جميعنا نعلم أن الصندوق الأسود الذي يحفظ المعلومات عن سير كل رحلة يوجد في آخر الطائرة. وهو الوحيد الذي يبقى سليماً في حال تعرّضت الطائرة لحادث ما. وكذلك ندرك جيداً أنه في حال سقوط الطائرة، فهي تهوي نحو الأسفل بدءاً من الجهة الأمامية، فيكون ذنب الطائرة آخر قسم منها يحطّ على الأرض، ولذلك كلما كان مقعدنا قريباً من الجهة الخلفية نكون في أمان أكبر».

كابتن الطيران هاروت أرتينيان (الشرق الاوسط)

قد يعلّق البعض على هذا الأمر بأن ركاب «البزنس» يدفعون تكلفة مرتفعة ويواجهون خطراً أكبر. يعلّق كابتن هاروت أرتينيان: «لا يمكننا التفكير بهذه الطريقة. ففي حال تعرّضت الطائرة لحادث، هناك نسبة تفوق 85 في المائة أن يلاقي جميع الركاب حتفهم. وتأتي مقصورة قائد الطائرة ومساعده في مقدمة هؤلاء. ولكن البعض يعتقد أن فرصة النجاة بنسبة 10 أو 15 في المائة قد تكون متاحة. ولذلك يبحث عن المقعد الأكثر أماناً في الطائرة».

أرتينيان اسم مشهور على وسائل التواصل الاجتماعي. وعبر حسابه «بايلوت هاروت» على «إنستغرام» و«تيك توك» يقدم نصائح ومعلومات في موضوع الطيران، ويقسم الطائرة إلى ثلاثة أقسام: «درجة رجال الأعمال (بزنس) الخاص بالرفاهية. والقسم الوسط بين جناحي الطائرة الذي يعد الأفضل لعدم التأثر بالمطبات الهوائية. والقسم الأخير الذي يُحفَظ فيه الصندوق الأسود. ويحبّذ بعض الركاب الجلوس فيه لأنه قريب من صالة الحمام.

ويؤكد أرتينيان في سياق حديثه أن الطائرة تصنع مقابل تكلفة مرتفعة جداً تفوق ملايين الدولارات. ولذلك يأخذ صنّاعها بعين الاعتبار تأمين كل عناصر الراحة والأمان. ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «جميع مقاعد الطائرة تؤمِّن الراحة لركابها. فيكون الهدوء والسكينة عنوانها لإمضاء رحلة مريحة. وفي حال كانت قديمة الصنع فقد يتأثر ركابها بالضجيج الذي تُصدره محركاتها. ولكن في الصناعات الحديثة للطائرات يغيب هذا الموضوع عنها».