إسرائيل تحظر السفر إلى مصر وتغلق معبر طابا

إسرائيل تحظر السفر إلى مصر وتغلق معبر طابا
TT

إسرائيل تحظر السفر إلى مصر وتغلق معبر طابا

إسرائيل تحظر السفر إلى مصر وتغلق معبر طابا

منعت إسرائيل مواطنيها من العبور إلى مصر، ودعت جميع الإسرائيليين الموجودين في سيناء للعودة فوراً، لورود إنذار محدد باحتمال وقوع تفجير انتحاري يستهدف سياحاً إسرائيليين في سيناء، كما ذكرت مصادرها.
فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية، بشكل مفاجئ أمس، إغلاق معبر طابا الحدودي حتى انتهاء الأعياد اليهودية على الأقل، في الـ18 من أبريل (نيسان) الحالي، وقالت إنه سيكون مفتوحاً فقط لعودة الإسرائيليين من سيناء.
وقال وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: «القرار جاء وفق معلومات استخبارية دقيقة». داعياً الإسرائيليين إلى مغادرة سيناء فوراً في ظل معلومات حول نية «داعش» استهدافهم.
وجاء في بيان لكاتس، إنه «نظراً للتحذيرات التي أطلقتها قيادة مكافحة الإرهاب في إسرائيل، ونظراً لتصاعد الأخطار والتهديدات المباشرة المترتبة على ذلك، واستناداً إلى مصادقة القيادة السياسية، قرر وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، استناداً إلى صلاحياته والنصوص القانونية، وبعد التشاور مع وزير الأمن الإسرائيلي وجهات مسؤولة، عدم السماح لمواطنين إسرائيليين بمغادرة البلاد عبر المعبر الحدودي في طابا، الواقع على الحدود الإسرائيلية المصرية، اعتباراً من الآن ولغاية نهاية عيد الفصح لدى الشعب اليهودي الذي يصادف 18/ 4/ 2017، على أن يتم تقييم الوضع القائم في ذلك الموعد». وأضاف: «المواطنون الإسرائيليون العائدون من شبه جزيرة سيناء إلى إسرائيل يمكنهم دخول البلاد عبر معبر طابا دون أي عوائق».
وأبلغت إسرائيل مصر بقرارها هذا، وقال مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم المصريين، إن القرار جاء في أعقاب إنذارات أمنية متعددة ودقيقة ومحددة.
وأصدرت ما تعرف بـ«قيادة مكافحة الإرهاب» الإسرائيلية، بياناً للإسرائيليين أمس قالت فيه: «إن ثمة نشاطاً متزايداً لولاية سيناء الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة، تتجلى في النشاط المعادي لإسرائيل والسعي لتنفيذ عمليات إرهابية ضد سياح في شبه جزيرة سيناء، بمن فيهم ضد إسرائيليين في المدى الزمني الفوري». وأضافت، «أن المواطنين الإسرائيليين الذين يقضي ذووهم العطل في شبه جزيرة سيناء، مطالبون بالاتصال بهم وإبلاغهم بأن عليهم مغادرة سيناء على الفور بسبب ما يحيط بهم من مخاطر». وتابعت: «إن الذين يعدون أنفسهم للتوجه من إسرائيل إلى شبه جزيرة سيناء، مطالبون بعدم الوصول إلى معبر الحدود في (طابا)، لأنهم لن يتمكنوا من العبور بسبب الحظر المفروض على مغادرة إسرائيل باتجاه سيناء، ولهذا يرجى الامتثال لهذه الأوامر».
وجاءت خطوة إسرائيل غير المعتادة، والتي منعت آلاف الإسرائيليين من الذهاب إلى سيناء، خلال عطلة عيد الفصح، وستجبر آلافاً غيرهم بالعودة، قبل قليل من إعلان الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً أطلق من سيناء وسقط في جنوب إسرائيل ولم يتسبب في إصابات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الصاروخ الذي أطلق من سيناء، سقط في منطقة المجلس الإقليمي «إشكول»، جنوب إسرائيل مخلفاً أضراراً مادية فقط.
ووصف غادي آيزنكوت رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، عملية إطلاق الصاروخ من سيناء، بأنها محاولة من «جهات إرهابية لتعطيل الحياة خلال الأعياد». مضيفاً: «الإرهابيون يسعون دوماً ويبذلون الجهود لضعضعة اتفاق السلام مع مصر، ولإفساد أعيادنا كذلك، لكن عليهم أن يعرفوا أن إسرائيل ملتزمة بحماية وتوفير الأمن لنفسها ولمواطنيها وجنودها». وفورا أجرى الجيش الإسرائيلي مسحاً موسعاً في المنطقة الزراعية التي سقط فيها الصاروخ، ولم يجد آثاراً لأي هجوم آخر محتمل.
وأعلن تنظيم داعش في سيناء، مسؤوليته عن إطلاق صاروخ قال إنه من نوع «غراد» باتجاه منطقة أشكول في إسرائيل. وقال التنظيم في بيان نشره عبر وكالة «أعماق»، إن الصاروخ من نوع «غراد» أطلق من سيناء وإنه «قصف مستوطنات مجمع أشكول اليهودية».
وعقب كاتس بالقول، إن الصاروخ الذي أطلقه «داعش» يؤكد الدعوات لمغادرة جميع الإسرائيليين سيناء.
وعادة ما يذهب الإسرائيليون لقضاء إجازة الأعياد في سيناء، خصوصاً في شرم الشيخ، حيث يستمتعون بالمنتجعات هناك. ويشمل ذلك اليهود والعرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية أيضاً.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.