ضربة ترمب تستحوذ على اهتمام الإعلام الأميركي

الصحف الأوروبية تدين هجوم خان شيخون وتنعى ضحايا استوكهولم

ضربة ترمب تستحوذ على اهتمام الإعلام الأميركي
TT

ضربة ترمب تستحوذ على اهتمام الإعلام الأميركي

ضربة ترمب تستحوذ على اهتمام الإعلام الأميركي

بعد فترة غياب، عاد الملف السوري إلى الصفحة الأولى من الجرائد الأميركية وعلى رأس نشرات الساعة الإخبارية في البلاد. وأفردت الصحف الصادرة يوم الأربعاء مساحات واسعة من صفحاتها الأولى للحديث عن هجوم كيماوي شنه نظام الأسد على خان شيخون. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها إن الهجوم يمثل «دلالة جديدة على زعيم له سجل من الوحشية يعود لعام 2011 عندما وجّه أسلحته صوب محتجين سلميين».
من جانبها، قالت «وول ستريت جورنال» إن الكلمات وحدها لا تكفي سوريا، معربة عن أملها في أن يُعيد ترمب حساباته وأولوياته ويصحح أخطاء إدارة أوباما إزاء سوريا. وبعد قرار الرئيس الأميركي المفاجئ فجر الجمعة بشن هجوم على مطار الشعيرات العسكري، رحبت معظم وسائل الإعلام الأميركي بالضربة وعلى رأسها قناة «فوكس». وكتب صديق مالك في مقال رأي بصحيفة «يو إس إيه توداي»: «ليس بوسعي التعبير الكافي عن مدى إعجابي بقرار هجوم ترمب الذي أصدره ليل الخميس». وأضاف: «هذه الخطوة إثبات أن أميركا ما زالت هي قائدة الحرية وحقوق الإنسان في العالم». فيما رأت «نيويورك تايمز» أن الاختبار الحقيقي لترمب يأتي ما بعد الضربة. وسارعت الصحف والقنوات الكشف عن الساعات الأخيرة التي آلت إلى قرار ترمب بشن الهجوم.
وسيطرت تداعيات الهجوم الكيماوي على خان شيخون، والقصف الأميركي الذي تلاه على تغطية الصحف الأوروبية إلى جانب حادث الدهس الإرهابي الذي تعرضت له العاصمة السويدية استوكهولم.
ففي «صنداي تايمز» البريطانية، كتب وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، مشيدا بـ«التصرف السليم» للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكانت «الغارديان» البريطانية أول صحيفة أجنبية تزور خان شيخون بعد الهجوم الذي تعرضت له وتفحصت المخزن القريب من مكان وقوع القذائف. وقال كاتب التقرير كريم شاهين إن «خان شيخون أضحت مدينة أشباح، فشوارعها أضحت خاوية من السكان والصمت يسود المكان في بلدة تبكي أبناءها بعد استهدافها بالكيماوي».
وفي باريس اختارت «ليبراسيون» لغلافها «صورة أطفال الأسد» كما عنونت. صورة ينفطر لها القلب لأطفال أزهقت أرواحهم وعيونهم مفتوحة. أما الصحف البلجيكية فقد اهتمت أيضا بنفس الملفات ولكنها ركزت إلى جانب ذلك على حادث الدهس الذي وقع الجمعة الماضي في وسط العاصمة السويدية وقالت صحيفة «ستاندرد» اليومية هذا هو رابع هجوم من نوعه في أوروبا خلال الأشهر الـ12 الماضية.



تساؤلات بشأن اعتماد مقاطع الفيديو الطولية في الأخبار

مقاطع فيديو طولية على صفحات مواقع الأخبار (معهد نيمان لاب)
مقاطع فيديو طولية على صفحات مواقع الأخبار (معهد نيمان لاب)
TT

تساؤلات بشأن اعتماد مقاطع الفيديو الطولية في الأخبار

مقاطع فيديو طولية على صفحات مواقع الأخبار (معهد نيمان لاب)
مقاطع فيديو طولية على صفحات مواقع الأخبار (معهد نيمان لاب)

أثار اعتماد مواقع إخبارية كبرى، أخيراً، على مقاطع الفيديو الطولية تساؤلات بشأن أسباب ذلك، ومدى تأثيره في الترويج للمحتوى الإعلامي وجذب أجيال جديدة من الشباب لمتابعة وسائل الإعلام المؤسسية. وبينما رأى خبراء أن مقاطع الفيديو الطولية أكثر قدرة على جذب الشباب، فإنهم لفتوا إلى أنها «تفتقد لجماليات الفيديوهات العرضية التقليدية».

معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام أشار، في تقرير نشره أخيراً، إلى انتشار مقاطع الفيديو الطولية (الرأسية) في مواقع إخبارية كبرى مثل «الواشنطن بوست» و«النيويورك تايمز». واعتبر أن «مقاطع الفيديو الطولية القصيرة، التي تُعد عنصراً أساسياً في مواقع التواصل الاجتماعي تشق طريقها بشكل كبير».

ولفت معهد «نيمان لاب» إلى أن «مقاطع الفيديو التي تنتشر بكثرة على (إنستغرام) و(تيك توك) و(يوتيوب)، تلقى نجاحاً عند استخدامها في مواقع الأخبار»، مستشهداً باستطلاع نشره «معهد رويترز لدراسات الصحافة»، العام الماضي، أفاد بأن 66 في المائة من عينة الاستطلاع يشاهدون مقاطع فيديو إخبارية قصيرة كل أسبوع، لكن أكثر من ثلثي المشاهدات تتم على منصات التواصل.

رامي الطراونة، مدير إدارة الإعلام الرقمي في «مركز الاتحاد للأخبار» بدولة الإمارات العربية المتحدة، قال في لقاء مع «الشرق الأوسط» إن اتجاه المواقع الإخبارية لاستخدام مقاطع الفيديو الطولية «يعكس تغيراً في طريقة استهلاك الجمهور للمحتوى، ومحاولة للتكيف مع تطور سلوكياته»، وأرجع هذا التطور في سلوكيات الجمهور إلى عوامل عدة، أبرزها «الاعتماد على الهواتف الجوالة في التفاعل الرقمي».

وتابع الطراونة أن «وسائل الإعلام تحاول الاستفادة من النجاح الكبير للفيديوهات القصيرة على منصات التواصل، وقدرة هذا المحتوى على جذب الجمهور»، وأشار إلى أن «استخدام مقاطع الفيديو الطولية غيّر تجربة تلقي الأخبار وجعلها أكثر جاذبية وبساطة وتركيزاً وسهولة في الاستهلاك، نظراً لمحاكاتها التجربة ذاتها التي اعتاد عليها المتابعون في منصات التواصل». ونبه إلى أن المستخدمين يميلون إلى تمضية وقت أطول في مشاهدة الفيديوهات الطولية القصيرة والمتنوعة والتفاعل معها مقارنة بالفيديوهات العرضية التي تتطلب تغيير وضع شاشة الجوال لمتابعتها.

وأضاف الطراونة، من جهة ثانية، أن غالبية الجهات الإعلامية بدأت بتوجيه مواردها نحو هذا النمط من الفيديو، الذي يعزز فرص الانتشار والاستهلاك، وأن «مقاطع الفيديو الطولية تعتبر أداة فعالة لجذب الشباب، الذين يميلون للمحتوى البصري الموجز والمباشر، كما أن الفيديو الطولي يعكس أسلوب حياة الشباب الرقمي الذي يعتمد على الهواتف الجوالة».

هذا، وفي حين أرجع الطراونة التأخر في اعتماد مقاطع الفيديو الطولية - رغم انتشارها على منصات التواصل الاجتماعي منذ سنوات - إلى «القيود التقنية والأساليب التقليدية لإنتاج الفيديو»، قال إن معظم الكاميرات والشاشات والمعدات كانت مصممة لإنتاج الفيديو الأفقي ذي الأبعاد 4:3 أو 16:9، وكان هذا هو الشكل المعياري للإعلام المرئي سابقاً. ثم أوضح أن «إدراك منصات الإعلام التقليدية لأهمية الفيديو الطولي لم يترسخ إلا بعد بزوغ نجم منصات مثل (تيك توك) إبان فترة جائحة كوفيد-19، وبعدها بدأت تتغير أولويات الإنتاج وباشرت بدعم هذا الشكل الجديد من المحتوى تدريجياً».