العنصرية ضد الأفارقة في الهند مبنية على اتهامات باطلة وصور نمطية

تهدد استثماراتها مع القارة السوداء وتقضي على سنين من العمل الدؤوب

نشطاء هنود يتظاهرون ضد ما تعرض له الطلاب الأفارقة من عنصرية (أ.ف.ب)
نشطاء هنود يتظاهرون ضد ما تعرض له الطلاب الأفارقة من عنصرية (أ.ف.ب)
TT

العنصرية ضد الأفارقة في الهند مبنية على اتهامات باطلة وصور نمطية

نشطاء هنود يتظاهرون ضد ما تعرض له الطلاب الأفارقة من عنصرية (أ.ف.ب)
نشطاء هنود يتظاهرون ضد ما تعرض له الطلاب الأفارقة من عنصرية (أ.ف.ب)

أصبحت العلاقات بين الهند وبعض الدول الأفريقية على المحك، إثر سلسلة من الهجمات المزعومة بدوافع عنصرية ضد الطلاب الأفارقة الذين يعيشون ويدرسون في الهند. واندلعت أحداث العنف بسبب مزاعم أن الطلبة الأفارقة متورطون في عمليات لتهريب المخدرات، ووجت الاتهامات إلى أن بعضهم كان وراء وفاة شاب هندي نتيجة تناوله جرعات من المخدرات. واندلعت اشتباكات في ضواحي منطقة نويدا الكبرى في العاصمة الهندية دلهي التي يعيش فيها الطلاب الأفارقة من نيجيريا، بسبب اتهامهم بقتل أحد الفتيان الهنود المراهقين، واندفع الدهماء إلى تفتيش منازل الأفارقة بسبب مزاعم بأكل لحوم البشر! وخلصت تحقيقات الشرطة في وقت لاحق إلى وفاة الصبي بالتسمم وأن الوافدين النيجيريين لا علاقة لهم بالأمر. ومن بين نقاط الخلاف الرئيسية بين الدبلوماسيين الأفارقة المعتمدين لدى نيودلهي والسلطات الهندية هو تردد الأخيرة في الاعتراف بالعنصرية كدافع محتمل وراء كثير من أعمال العنف والهجمات. وفي موقف عدائي موحد ضد الهجمات العنصرية، اعترض ممثلو 44 دولة أفريقية على مزاعم الهند باتخاذ الإجراءات الرادعة حيالها. ولقد وصفوا الهجمات بأنها ناشئة عن «كراهية الأجانب وذات طبيعة عنصرية» الوصف الذي تحاول الهند التملص منه على الدوام.
يقول خبير الشؤون الاستراتيجية براهما شيلاني: «في الوقت الذي ترفع فيه الهند من مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع البلدان الأفريقية لمواجهة الانتشار الصيني المتنامي في هذه القارة، فإن الاعتداءات التي لا معنى لها على المواطنين الأفارقة تلحق الأضرار البالغة بمصداقية الهند وصورتها في الخارج».
وهدد الدبلوماسيون بالسعي إلى إجراء تحقيق من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والإبلاغ عن مخاوفهم بصورة شاملة إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي. ودعوة المبعوثين لإجراء التحقيق بواسطة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ناتج عن علمهم بموقف الهند المتصلب إزاء ذلك المجلس لاحتمال استضافته للمحادثات العسيرة التي تتعلق بقضية إقليم كشمير المتنازع عليه، ويشير إلى عمق حالة الغضب والسخط التي انتابتهم. ومثل هذه الخطوات، إذا ما اتخذت، قد تعني وضع الهند في موقف محرج على الصعيد الدولي.
بالنسبة للهند، فإن الحرج الناتج عن هجمات نويدا والعاصفة الدبلوماسية التي أعقبتها، هو حرج شديد وعميق، نظراً لأن تلك الأحداث جاءت في وقت تضطلع فيه حكومة مودي بأكبر مشاركة دبلوماسية مع أفريقيا منذ عقود. وخلال الشهرين الماضيين، عقدت الهند تبادلات دبلوماسية رفيعة المستوى مع البلدان الأفريقية، حيث يزور الهند كل من ملك سوازيلاند، ورئيس وزراء أوغندا، ونائب رئيس رواندا، بينما قام رئيس الوزراء الهندي، ورئيس ونائب رئيس الهند بزيارة 16 دولة أفريقية على مدى العامين الماضيين. وكل دولة أفريقية على حدود ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، على الأقل، قد زارها أحد وزراء الحكومة الهندية كضيف شرف خلال الفترة الماضية. يقول مراقبون إن العلاقات الوثيقة بين الجانبين يمكن أن يعوقها الافتقار إلى الرد الفعال على الهجمات الأخيرة.
وإذا استمرت هذه الهجمات، فإن الاستثمارات الهندية في أفريقيا قد تنهار، كما حذر السيد شيلاني.
وكتب تونكو فاراداراجان أن النتيجة الفورية للهجمات العنصرية سوف تكون الانخفاض الحاد في دعم الدول الأفريقية لمحاولات الهند المستمرة للحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي. وسوف تظهر آثار ذلك في أماكن أخرى أيضاً. حيث يمكننا توقع انخفاض في عدد الطلاب الأفارقة الذين يرغبون في الدراسة في الهند. وقد تتضرر السياحة الطبية أيضاً. حيث زار ما يقرب من 20 ألف مواطن نيجيري الهند في عام 2015 لأغراض طبية. وتعقد الهند قمة أفريقية مع كل الدول الأفريقية منذ عام 2008 بهدف تعزيز العلاقات الثنائية عبر كثير من المجالات. وكان آخر هذه الاجتماعات في عام 2015 الذي حضره أغلب رؤساء الدول الأفريقية تقريباً، وبذل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجهود الخاصة للترحيب بهم واستقبال كل واحد منهم على حدة. وجاءت المقترحات بالتعاون في كثير من المجالات وجرى الاتفاق عليها. وكانت من أبرز المميزات تتعلق بصناديق الاستثمار ومجالات التصدير المختلفة.
ولقد اندلع الخلاف الدبلوماسي السابق في عام 2016، بسبب الغضب الحاد على مقتل أحد المواطنين من جمهورية الكونغو في مايو (أيار) في دلهي. ولقد اتُخذ قرار جماعي بإلغاء احتفالات يوم الهند في السفارات الأفريقية في الهند، كما هددوا أيضاً بالانسحاب من الفعالية التي نظمها المجلس الهندي للعلاقات الثقافية. وعلى الرغم من أن الاضطرابات قد هدأت وأجريت الاحتفالات في مواعيدها المحددة سلفاً، فإن النقطة الأهم قد تم التعبير عنها عبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
قال السفير الإثيوبي وعميد المجموعة آليم تسيهاي ولد مريم: «بالنظر إلى مناخ الخوف وانعدام الأمن في دلهي، فإن رؤساء البعثات الأفريقية ليس أمامهم من خيار سوى التوصية إلى حكومات بلدانهم بعدم إرسال طلاب جدد إلى الهند، ما لم تضمن الحكومة الهندية أمنهم وسلامتهم».
ليست المصالح التجارية بعيدة عن هذه الأحداث. حيث عملت الهند على زيادة علاقاتها التجارية بشكل كبير مع أفريقيا في السنوات الأخيرة. وهي بالفعل أكبر شريك تجاري لأفريقيا في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، ومن المتوقع أن تبلغ العلاقات التجارية الثنائية بين الهند وأفريقيا إجمالا إلى مبلغ 100 مليار دولار أميركي. وخلال القمة الهندية الأفريقية المنعقدة في عام 2015، والتي اعتبرت أكبر انتصار دبلوماسي تحرزه الحكومة الهندية، كان السخاء الهندي في أفضل صوره الممكنة. حيث عرضت الهند 10 مليارات دولار أميركي في صورة القروض الميسرة خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب منحة قدرها 600 مليون دولار، بما في ذلك إنشاء صندوق التنمية الهندي الأفريقي بقيمة 100 مليون دولار، والصندوق الصحي الهندي الأفريقي بقيمة 10 ملايين دولار.
كما تهدف الهند كذلك إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية الكبيرة التي تحظى بها أفريقيا. بالإضافة إلى النفط والغاز الطبيعي، فإن ثاني أكبر قارة في العالم تملك احتياطيات ضخمة من الذهب، والفضة، والنحاس، والحديد، واليورانيوم، والألماس.
وهناك عدد من الشركات الهندية لديها مصالح واستثمارات كبيرة بالفعل في القارة الأفريقية، مع العمل في القطاعات الاستراتيجية التي تشمل الصناعات الزراعية، والمستحضرات الطبية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة.
عند هذه المرحلة، سيكون من الخطأ الكبير بالنسبة للهند أن تحرق كل النيات الطيبة التي حازت عليها عبر عقود طويلة من خلال التهوين من شأن الأحداث السلبية التي يعاني منها المواطنون الأفارقة وتتجاهل المخاوف المشروعة التي أعربوا عنها مراراً وتكراراً. تقول ديفيتا شانديليا، الباحثة لدى مركز كوينت للعلاقات الدولية: «بدلاً من تولي الحكومة الهندية موقفاً ممتازاً عبر الامتيازات التي تعززها الدبلوماسية الاقتصادية التي تمارسها، ينبغي عليها أن تعتمد موقفاً من الاحترام والتعاطف المتبادل، بدءاً من الاعتراف بالمشكلة العنصرية القائمة، واتخاذ التدابير الموثوقة للتصدي لهذه المشكلة. إن التغطية الإعلامية السلبية لهذه الأحداث من شأنها إلحاق الضرر بالجهود الدبلوماسية الهندية لجذب الاستثمارات من القارة الغنية بالموارد. ولقد سعى رئيس الوزراء الهندي إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع البلدان الأفريقية عبر العامين الماضيين، في محاولة من الحكومة الهندية لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد هناك».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟