الحكومة المغربية تدعو اتحاد رجال الأعمال إلى تفهم قرار الزيادة في الحد الأدنى للأجور

أكدت أهميته في تعزيز السلم الاجتماعي في البلاد

الحكومة المغربية تدعو اتحاد رجال الأعمال إلى تفهم قرار الزيادة في الحد الأدنى للأجور
TT

الحكومة المغربية تدعو اتحاد رجال الأعمال إلى تفهم قرار الزيادة في الحد الأدنى للأجور

الحكومة المغربية تدعو اتحاد رجال الأعمال إلى تفهم قرار الزيادة في الحد الأدنى للأجور

ردت الحكومة المغربية على الموقف الرافض لإقرار الزيادة في الحد الأدنى للأجور الذي عبر عنه اتحاد مقاولات المغرب (هيئة رجال ونساء الأعمال)، ودعته إلى تفهم هذه الزيادة والتعامل مع القرار بإيجابية بالنظر إلى أهميته في تعزيز السلم الاجتماعي في البلاد.
وكان الاتحاد قد احتج بشدة على القرار، الذي اتخذته الحكومة الأربعاء الماضي، عشية الاحتفال بيوم العمال، وعده قرارا سياسيا، سيسهم في تقويض القدرة التنافسية للمقاولات المغربية.
ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، إلى رئاسة الحكومة، والمعارضة تتهمه بالتملص من تنفيذ أبرز وعوده الانتخابية والمتمثلة في رفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف درهم (357 دولار)، في القطاع العام، والزيادة في الأجور الدنيا في القطاع الخاص، لكن بمجرد ما أعلنت الحكومة عن القرار، جاء ت ردود الفعل سلبية بشأنه سواء من المعارضة أو من النقابات، وسعى الطرفان إلى التقليل من أهميته.
وفي هذا السياق، قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة أن المطلوب من المقاولة المغربية أن تتفهم الدلالة العميقة لزيادة الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص، وأن تتعامل بإيجابية مع هذا الإجراء والانخراط في ترجمة مقتضياته.
وأوضح الخلفي، في لقاء صحافي عقد في الرباط أول من أمس عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن المطلوب أيضا من المقاولة المغربية أن تتفهم الرسالة الكامنة وراء هذا الإجراء والتي تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وإلى تعزيز السلم الاجتماعي الذي يفضي بدوره إلى تعزيز جاذبية المغرب على مستوى الاستثمارات، مبرزا أن هذا الإجراء ليس إجراء معزولا بل جاء ضمن سلسلة من الإجراءات خصص جزء منها للعمال والجزء الآخر للمقاولات.
وسرد الخلفي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لفائدة المقاولات وتتمثل في إلغاء الفاصل الزمني المتعلق بالضريبة على القيمة المضافة، والتي تكلف الدولة حاليا 600 مليون درهم (71 مليون دولار)، وأداء ديون المقاولات على الصفقات العمومية خاصة في مجال التعليم وتفوق ملياري درهم (الدولار يساوي ثمانية دراهم)، واعتماد ميثاق جديد لتنظيم وتأطير الحجز على الحسابات البنكية لتحصيل الديون العمومية، فضلا عن إجراءات أخرى انخرط فيها المغرب لفائدة المقاولات.
وحسب الوزير الخلفي فإن الرفع من الأجور الدنيا في الوظيفة العمومية وزيادة الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص بنسبة عشرة في المائة على مرحلتين، يأخذان بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية الصعبة لشرائح واسعة من المغاربة.
وذكر الخلفي بأن تكلفة نتائج الحوار بين الحكومة والنقابات، ستصل هذه السنة إلى 19 مليار درهم (ملياري دولار) جزء منها جرى تحمله على مستوى الوظيفة العمومية.
في السياق ذاته، نوهت الحكومة بالنتائج التي جرى التوصل إليها عقب الحوار مع النقابات، وعدته «مجهودا استثنائيا وإيجابيا في ظرفية اقتصادية صعبة»، وقالت إن تلك النتائج لا يمكن الاستهانة بها على المستوى الاجتماعي، ومن شأنها أن تعزز السلم الاجتماعي في البلاد، وأن ترفع من قدرة المغرب على مواجهة التحديات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.