النجيفي يدعو ممثل الأمم المتحدة إلى إنقاذ بغداد من فيضانات السدود المفتوحة

أحد شيوخ الفلوجة: قصف عشوائي من دون حلول جذرية لقضية «داعش»

النجيفي
النجيفي
TT

النجيفي يدعو ممثل الأمم المتحدة إلى إنقاذ بغداد من فيضانات السدود المفتوحة

النجيفي
النجيفي

دعا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق نيكولاي ميلادينوف إلى التدخل العاجل لإنقاذ أهالي مناطق الطمر الصحي في بغداد بسبب اتساع المساحات المغمورة بمياه الفيضانات نتيجة فتح مياه بعض السدود على نهر الفرات.
وقال النجيفي في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنه أجرى عدة اتصالات هاتفية مستعجلة مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق نيكولاي ملادينوف، مطالبا إياه بالإغاثة السريعة لأهالي هذه المناطق.
كما أجرى النجيفي اتصالات هاتفية مع وزير الهجرة والمهجرين، موضحا له اتساع المساحات المغمورة بالمياه وزيادة عدد المهجرين جراء هذه الفيضانات، ومطالبا إياه باتخاذ كل الإجراءات الإغاثية الممكنة والمساعدات الضرورية من أجل تخفيف وطأة الأزمة على المواطنين. ووعد الوزير بتسخير كل إمكانيات الوزارة لمواجهة المشكلة، كما أجرى اتصالات هاتفية مع وكيل وزير البيئة ورئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي، وكذلك مع محافظ بغداد من أجل معالجة إسكان المواطنين المهجرين في مناطق مؤمنة.
وأوضح النجيفي خلال البيان أن «المياه قد وصلت إلى مناطق الطمر الصحي الملوثة التي قد تسبب كارثة بيئية غاية في الخطورة». وطالب الحكومة أيضا بإيجاد «الحلول الفورية أو التوجه لطلب مساعدة دولية في حال عدم تمكنها من التعامل مع هذه الكارثة». ووعد النجيفي مناقشة «الموضوع مع القوى السياسية في مجلس النواب من أجل تحديد جلسة طارئة خلال الأيام القليلة المقبلة».
وتأتي تحذيرات النجيفي ودعوته الأمم المتحدة إلى التدخل وليس رئيس الوزراء نوري المالكي لتعكس حجم القطيعة بين الرجلين، التي كرستها الانتخابات الأخيرة، حيث وضع النجيفي خطا أحمر للتحالف مع المالكي.
في السياق نفسه حذر محافظ بغداد علي التميمي من مخاطر فيضانات قضاء أبو غريب، في حال عدم السيطرة على سيول المياه التي اجتاحت معظم مناطقه.
وقال التميمي في بيان له أمس إن «أزمة قضاء أبو غريب تحتاج إلى تضافر جهود جميع السلطات، لا سيما المحلية والاتحادية، إذ طالبنا مرارا بإيلاء هذه المشكلة اهتماما أكبر من أجل احتواء الأزمة لما قد تخلفه من مخاطر بيئية وإنسانية وتهدد أيضا المناطق القريبة من حزام بغداد منها العامرية والغزالية ومدينة الشعلة ومناطق أخرى بالاجتياح وبالنتيجة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتوسعها».
وأضاف: «إننا طالبنا في الفترة الماضية حكومة المركز بتخصيص مبالغ للحالات الطارئة، ولكن طلباتنا جوبهت بعدم الرد، إلى جانب مطالبتنا كثيرا وعبر وسائل الإعلام بأن يكون تدخل حقيقي للحكومة المركزية».
وأوضح التميمي: «إننا كحكومة محلية وبالإمكانيات المتاحة لدينا استطعنا الإسهام في تقليل مخاطر الأزمة، إذ عمدنا وعلى الفور بدعوة وزارتي الموارد المائية والبلديات لعقد اجتماع طارئ وتشكيل خلية أزمة من أجل احتواء هذه الأزمة قدر الإمكان، وجرى بالفعل وبتضافر الجهود شق بعض الطرق وأحداث جداول وسدود ومد أنابيب من أجل تصريف المياه المتاخمة إلى المصب العام».
وتابع: «كما دعت المحافظة منظمات المجتمع المدني والهلال الأحمر العراقي وهيئة الأمم المتحدة للتعاون في حل الأزمة، وجرى بالفعل تخصيص عدد من الخيام ونصبها لأخلاء العوائل النازحة، وكذلك توفير عدد كبير من السلال الغذائية والمؤن للعوائل، فضلا عن قيام المحافظة بفتح باب التبرع بالأموال لأهالي القضاء ليجري توزيعها كمساعدات لهم، إلى جانب مطالبتنا وزارة الصحة ودوائرها لتخصيص عيادات طبية متنقلة وجرى ذلك بالفعل».
من جانبه أكد عضو البرلمان العراقي عن قضاء أبي غريب حميد كسار الزوبعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الغرض قد تحقق من استمرار تدفق المياه من سدة الفلوجة التي أدت إلى غرق مناطق واسعة من حزام بغداد، وهو ما حرم الكثيرين من الوصول إلى صناديق الانتخاب»، مشيرا إلى أن «الحكومة لم تأخذ هذا الأمر على محمل الجد كثيرا، وبالتالي فإننا نسعى إلى أن يكون هناك حضور للمجتمع الدولي من خلال ممثلية الأمم المتحدة، حيث هناك بالإضافة إلى غرق المنازل فإن هناك نحو 40 مدرسة لا يمكن الدراسة فيها، علما بأن الامتحانات النهائية على الأبواب».
من جهته أكد الشيخ حميد الكرطاني أحد شيوخ الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الفلوجة لا تزال تتعرض لقصف عشوائي دون أن يكون هناك حسم حقيقي من قبل الحكومة لأزمة (داعش)»، مشيرا إلى أن «هناك نوعا من الغموض في الحسابات السياسية لهذا الأمر، وهو ما يعني أن هناك من هو مستفيد من استمرار هذه الأزمة ولو على حساب الأبرياء من أهالي القضاء والمناطق المجاورة له».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.