أكراد سوريا منقسمون بشأن إجراء انتخابات الرئاسة بمناطقهم.. وأنباء عن مقاطعة المسيحيين

ناطق باسم الإدارة الذاتية الكردية: لم نحسم قرارنا بعد وسنتخذه بالإجماع

أكراد سوريا منقسمون بشأن إجراء انتخابات الرئاسة بمناطقهم.. وأنباء عن مقاطعة المسيحيين
TT

أكراد سوريا منقسمون بشأن إجراء انتخابات الرئاسة بمناطقهم.. وأنباء عن مقاطعة المسيحيين

أكراد سوريا منقسمون بشأن إجراء انتخابات الرئاسة بمناطقهم.. وأنباء عن مقاطعة المسيحيين

تشهد مجالس الإدارة الذاتية الكردية، التي تدير مناطق الجزيرة وعفرين وعين العرب، انقساما حول السماح للنظام بإجراء الانتخابات الرئاسية في المناطق الكردية، تزامنا مع أنباء عن توجه مسيحي لمقاطعة هذه الانتخابات المقررة في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل احتجاجا على المادة الثالثة من الدستور السوري والتي تمنع المسيحيين من الترشح لمنصب الرئاسة.
وتنقسم القيادات الكردية في المناطق الخاضعة لسلطة الإدارة الذاتية الكردية، بشأن السماح للنظام بإجراء الانتخابات في مناطقها. ونقلت شبكة «ولاتي» الكردية عن القيادي في وحدات حماية الشعب محمود برخدان تأكيده أن «أي انتخابات رئاسية لن تجرى في مناطق الأكراد»، مشيرا إلى أن «النظام لم يقدم أي شيء للشعب الكردي، ولذلك لن يسمحوا بأي مشروع للنظام في غربي كردستان».
في المقابل، أكد الناطق الرسمي باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية في سوريا جوان محمد لـ«الشرق الأوسط» أن «مسألة إجراء الانتخابات الرئاسية في مناطق الأكراد الثلاثة، الجزيرة وعين العرب وعفرين لم تحسم بعد»، مشيرا إلى أن «المجالس الكردية المسؤولة عن إدارة المناطق تدرس هذه المسألة وستتخذ قرارها بإجماع كل القوى».
من جهته، أوضح المتحدث العسكري باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريتوار خليل لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاتلين الأكراد سيخضعون لقرار القيادة السياسية بخصوص إجراء الانتخابات الرئاسية»، مشددا على أن «طبيعة هذا القرار سواء كانت إيجابية أم سلبية لا تهم القيادة العسكرية الكردية المعنية أولا بتطبيق قرارات القيادة السياسية».
وفي حال قبل الأكراد بإجراء الانتخابات الرئاسية في مناطقهم، سيجدون أنفسهم أمام أزمة في الشرعية، إذ إن القبول بها يعني الاعتراف بسلطة النظام السوري الذي أعلنوا قبل أشهر الانفصال عنه وشكلوا إدارة ذاتية لمناطقهم.
وفي غضون ذلك، نشطت دعوات مسيحية لمقاطعة الانتخابات، ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء قبل أيام عن مصادر إشارتها إلى وجود «دعوات من المسيحيين أنفسهم بمختلف طوائفهم واتجاهاتهم السياسية والحزبية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية بصرف النظر عن أسماء المرشحين لانتخابات الرئاسة في سوريا وعن انتماءاتهم السياسية، احتجاجا على حرمانهم من حق الترشح لمنصب الرئاسة لأسباب تتعلق بعقيدتهم الدينية».
وتنص المادة الثالثة من الدستور السوري على أن «دين رئيس الجمهورية الإسلام، وأن الفقه الإسلامي مصدر رئيس للتشريع»، وهو الأمر الذي لا يسمح لأي مسيحي ليكون رئيسا في سوريا.
وسخر ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي من تقدم سميح ميخائيل موسى، الذي يتحدر من الديانة المسيحية بطلب ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية أمام المحكمة الدستورية، مؤكدين أن «موسى أمام خيارين، إما رفض طلبه من قبل المحكمة كون رئيس الدولة (دستوريا» لا يمكن أن يكون إلا مسلما، وإما أن يعلن إسلامه ليتسنى له خوض الانتخابات الرئاسية».
وأكدت مصادر سياسية مسيحية سورية مطلعة أن «هناك توجها عاما لدى مسيحيي سوريا لمقاطعة الانتخابات، ليس بسبب معارضتهم للنظام، وإنما احتجاجا على التمييز الذي يمارس بحقهم». وفي هذا السياق، أشار القيادي المسيحي في المعارضة السورية جميل ديار بكرلي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «النظام السوري لطالما تعامل مع المسيحيين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، كما استخدمهم إعلاميا لتبييض صورته أمام الغرب». ودعا ديار بكرلي المسيحيين السوريين إلى «عدم الاكتفاء بمقاطعة الانتخابات وإنما رفضها بالكامل لأنها تقوم على دستور غير شرعي فصله النظام على قياسه».
وبحسب إحصاءات غير رسمية، لا يتجاوز عدد المسيحيين في سوريا العشرة في المائة من إجمالي السكان الذين يقدر عددهم بـ23 مليونا. واضطر عدد كبير منهم لمغادرة البلاد بعد الصراع الدامي الذي دخل عامه الرابع.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.