ماكرون يخسر بعض الدعم لكنه يبقى في الصدارة

اليساري ميلينشون يلحق بفيون ويتفوق على الحزب الاشتراكي

ماكرون يخسر بعض الدعم لكنه يبقى في الصدارة
TT

ماكرون يخسر بعض الدعم لكنه يبقى في الصدارة

ماكرون يخسر بعض الدعم لكنه يبقى في الصدارة

أظهرت استطلاعات للرأي تقلص الفارق الذي يتصدر به المرشح المنتمي لتيار الوسط في انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون في أعقاب مناظرة تلفزيونية بين 11 مرشحاً قبل تنظيم الدورة الأولى للمتنافسين في 23 من الشهر الحالي. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد إيلاب فإن المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون خسر في أسبوع نقطتين مئويتين من نيات التصويت في حين خسرت مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان نصف نقطة مئوية. وسجل مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون مزيداً من المكاسب بعدما أبلى بلاء حسناً في المناظرتين التلفزيونيتين اللتين أجريتا حتى الآن. (ربح 7 نقاط في شهرين). وبين الاستطلاع أن الدورة الأولى سيفوز بها ماكرون ولوبان بنسبة أصوات متساوية (23.5 في المائة) يليهما في المركز الثالث فرنسوا فيون (19 في المائة من 18 في المائة في الأسبوع الماضي)، ثم ميلانشون الذي رصيده إلى (17 في المائة). واستعاد فيون بعض الدعم بعدما واجهت حملته صعوبات جراء مزاعم بالمحاباة رغم أنه لم يحشد بعد دعماً كافياً للوصول إلى جولة الإعادة.
أجري الاستطلاع لحساب صحيفة «لكسبرس» وقناة «بي إف إم تي في» التلفزيونية غداة المناظرة التي جمعت مرشحي الرئاسة الـ11 وذلك قبل 18 يوما من موعد الانتخابات. وتعني هذه النتائج أن ميلانشون أصبح قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بركب فيون وأنه وسّع كذلك الفارق بينه وبين الاشتراكي بنوا آمون، الذي حل في الاستطلاع خامسا مع 9 في المائة فقط من نيات التصويت بتراجع قدره نقطة مئوية خلال أسبوع.
أما بقية المرشحين فيتصدرهم نيكولا دوبون - إينان الذي ظلت حصته من نيات التصويت على حالها عند 4.5 في المائة في حين ربح اليساري المتطرف فيليب بوتو نقطة واحدة خلال أسبوع ليرفع رصيده إلى 1.5 في المائة من نيات التصويت ويخرج من نادي المرشحين الذين تقتصر حصصهم على 1 في المائة أو أقل من نيات التصويت.
ولم يعلن 7 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن المرشح الذي سيصوتون له في الدورة الأولى. أما في الدورة الثانية التي ستجري وفقاً لهذا الاستطلاع بين ماكرون ولوبان، فإن المرشح الوسطي سيحقق فوزاً سهلاً جداً على مرشحة اليمين المتطرف مع 62 في المائة من الأصوات له مقابل 38 في المائة لها. لكن 21 في المائة ممن شملهم الاستطلاع لم يعلنوا عن وجهة تصويتهم في الدورة الثانية. وفيما خص نسبة المشاركة في الدورة الأولى فقد أعلن 64 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، كما جاء في تقرير وكالة «رويترز»، أنهم «واثقون تماماً من أنهم سيدلون بأصواتهم» (بارتفاع بنسبة 5 في المائة بالمقارنة مع ما كانت عليه نسبتهم قبل أسبوع). ولا تشكل نيات التصويت تكهنا بالنتيجة بل إنها تعطي مؤشراً عن موازين القوى واتجاهات الناخبين في اليوم الذي أجري فيه الاستطلاع.
وأظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة هاريس إنتراكتف لقنوات تلفزيونية فرنسا ونشر أمس الخميس أن ماكرون سيحصل على 25 في المائة في الجولة الأولى مقابل 24 في المائة لزعيمة اليمين مارين لوبان. وتشير نتيجة الاستطلاع إلى تراجع نسبة التأييد لكلا المرشحين بواقع نقطة مئوية مقارنة بآخر مرة أجري فيها الاستطلاع في 23 مارس، لكنها توضح أنهما سيصلان بسهولة إلى جولة الإعادة المقررة في السابع من مايو (أيار). وتتوافق نتيجة استطلاع مؤسسة هاريس مع استطلاع أجراه معهد إيلاب.
ومن جانب آخر، أشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه، أمس (الخميس)، إلى أن أكثر من ثلثي الفرنسيين (70 في المائة) يرون أن الاشتراكي فرنسوا هولاند كان «رئيساً سيئاً». وقرر هولاند البالغ من العمر 62 عاماً عدم الترشح لولاية ثانية في وقت تدنَّت فيه نسبة التأييد له إلى أربعة في المائة فقط في إحدى مراحل حكمه. وخيمت سلسلة من الاعتداءات الإرهابية ومعدلات البطالة المرتفعة وفضائح متعلقة بحياته الخاصة خلال ولايته الرئاسية التي استمرت لخمسة أعوام. في المقابل، قال 29 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع إنه كان رئيساً جيداً. ورغم أن نحو 70 في المائة من المستطلعين قالوا لمعهد «أودوكسا» إنهم يعتبرونه رئيساً «سيئاً»، أظهر هذا الاستطلاع الذي أُجرِي هذا الشهر أن مراحل من فترته الرئاسية يُنظر إليها بشكل إيجابي. لكن غالبية الفرنسيين ليسوا راضين عن سياسته الخارجية (58 في المائة مقابل 41 في المائة)، ولا عن أخلاقيات الحياة السياسية (69 في المائة مقابل 30 في المائة)، ولا سياسته الاقتصادية والاجتماعية خصوصاً (83 في المائة مقابل 16 في المائة).



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».