«أمن الدولة» الأردنية تحاكم 11 «داعشياً» متهماً في أحداث الكرك

وجهت لهم 19 تهمة أبرزها القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى الموت

محكمة عسكرية أردنية («الشرق الأوسط»)
محكمة عسكرية أردنية («الشرق الأوسط»)
TT

«أمن الدولة» الأردنية تحاكم 11 «داعشياً» متهماً في أحداث الكرك

محكمة عسكرية أردنية («الشرق الأوسط»)
محكمة عسكرية أردنية («الشرق الأوسط»)

صرح النائب العام لمحكمة أمن الدولة الأردنية العميد القاضي العسكري زياد العدوان أمس أن النيابة العامة قد فرغت من إعداد قرار الاتهام للمتهمين في أحداث قضية الكرك الإرهابية وعددهم 9 متهمين، إضافة إلى اثنين فارين من وجه العدالة. وكانت مدينة الكرك شهدت أعمالا إرهابية في أواخر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي أدت إلى مقتل 10 من ضباط وأفراد الأجهزة الأمنية ومواطنين وسائحة كندية.
وأوضح العدوان في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية، أنه تم توجيه 19 تهمة للإرهابيين في هذه القضية تراوحت بين القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان بالاشتراك، والقيام بأعمال إرهابية باستخدام أسلحة وذخائر بالاشتراك، والقيام بأعمال ألحقت أضرارا بمنشآت عامة وتصنيع وحيازة مواد مفرقعة بغرض القيام بعمل إرهابي بالاشتراك والمؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية وحيازة أسلحة وذخائر واللحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات متطرفة. وأضاف العدوان أن المتطرفين استهدفوا مراكز أمنية في سلسلة هجمات إرهابية أسفرت عن «استشهاد» 7 من عناصر الأمن العام وقوات الدرك ومواطنين اثنين وسائحة كندية، خلال اشتباك مسلح في قلعة الكرك، كان بدايتها من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية على دورية أمنية في المحافظة، ثم إطلاق أعيرة نارية من داخل قلعة الكرك باتجاه مركز أمن المدينة في المحافظة.
من جانبه قال محامي التنظيمات المتشددة موسى العبد اللات وهو وكيل الدفاع عن اثنين من المتهمين إن جميع المتهمين تم اعتقالهم بعد أحداث الكرك ومعظمهم من مدينة القصر التي تقع على بعد نحو 20 كلم شمال مدينة الكرك جنوب الأردن، إضافة إلى أن هناك عددا من الموقوفين تم اعتقالهم على خلفية الأحداث ولم يتم تحويلهم إلى المحكمة وما زالوا رهن الاعتقال الإداري.
وأضاف العبد اللات أن بعض التهم الموجهة للمتهمين تصل إلى عقوبة الإعدام وفق قانون مكافحة الإرهاب، فيما قد تحاكم في القضية امرأة على صلة بالمتهمين.
ومن المنتظر أن تبدأ محكمة أمن الدولة النظر في القضية خلال أسبوعين تمهيداً للسير في إجراءات المحاكمة للمتهمين والذين هم من الجنسية الأردنية.
وكان تنظيم داعش تبني العملية، وأعلن أسماء أربعة عناصر التنظيم وهم محمد يوسف القراونة، ومحمد صالح الخطيب، وعاصم محمد أبو رمان، وحازم محمد أبو رمان، قتلوا خلال اشتباكات مع قوات الأمن بعد أن أغاروا على مركز أمني في مدينة الكرك، ثم تحصّنوا داخل قلعة الكرك.
يشار إلى أن السلطات الأردنية قامت بحملة اعتقالات واسعة بين صفوف التيار السلفي، فيما غلظ القضاء الأردني العقوبات بحق كل من يروج أو يحاول الالتحاق بتنظيم داعش، حيث إن جميع الأحكام الصادرة بعد أحداث الكرك وصلت إلى 15 عاما في حدها الأعلى، بينما كانت المحكمة تصدر أحكاما مخففة قبل الأحداث؛ إذ كانت العقوبة تصل إلى خمس سنوات في حدها الأقصى.
وكانت قوات الأمن الأردني عثرت على أحزمة ناسفة ومتفجرات بكميات كبيرة في مكان وجودهم في منطقة القطرانة التي كانوا يجهزون بها الأحزمة الناسفة للقيام بالأعمال الإرهابية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.