ثلاث رسائل حملها كبار مشايخ اليمن إلى السعودية

ثلاث رسائل حملها كبار مشايخ اليمن إلى السعودية
TT

ثلاث رسائل حملها كبار مشايخ اليمن إلى السعودية

ثلاث رسائل حملها كبار مشايخ اليمن إلى السعودية

كانت كلمات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، تأكيدا لمسه كبار مشايخ اليمن الذين التقوه بالديوان الملكي في العاصمة الرياض، على الدور الذي تقوم به السعودية في مساندة اليمن وتخليصه من الانقلابيين، وحملت كثيرا من الوعود لمستقبل مزدهر.
رجال كبار اليمن من القبائل التقوا الأمير محمد بن سلمان، وفي جعبتهم كثير من الأحاديث، وهم الذين طلبوا عقد اللقاء لتوجيه رسائلهم إلى «البيت الكبير» السعودي، جميعها تتلخص في ثلاث رسائل، حملوها من بلادهم إلى الرياض، حيث كانت مبادرتهم للقاء القيادة السعودية، لكن الاجتماع في موقف واحد كان بارزا، كانت خلاصته في مقام أول، تحمل الشكر على مواقف السعودية مع الشعب اليمني الذي رسم طريق انتفاضته على الانقلاب ورفضه كل أشكال السيطرة السياسية أو الميدانية من قبل الحوثيين ومعاونيهم.
مقام ثان تعنونه الرسالة اليمنية، مضمونه، رفض جميع الأشكال الإجرامية والأعمال الانقلابية التي تحاول فرض سيطرتها على الشارع اليمني، ومقام ثالث يؤكد دعمهم الشرعية اليمنية، بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في إطار حماية اليمن ومقدراته من عبث ومخططات النظام الإيراني التي تسعى ميليشيا الحوثيين لتنفيذها في اليمن.
رهان على دور قبائل اليمن، إذ هم يعدون جدار صدّ أخيرا في وجه الانقلابيين ميدانيا، حيث وقفوا كثيرا ضد التحركات الحوثية ومعاونهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وشكّلوا فارقا في مواقع كثيرة مثل شبوة ومأرب والبيضاء وحضرموت، وغيرها، ووضعوا إدارات محلية لوقف أي تمدد حوثي، وقد تحقق ذلك في مرات كثيرة.
وتجلت تلك المواقف على الميدان الذي يتناغم بانتصاراته مع تقدم القوات الشرعية اليمنية بدعم التحالف العربي بقيادة السعودية، حين كان تجمع القبائل في شبوة ومحيطها سوار قوة لحماية المؤسسات الحكومية، وتأمين المنشآت النفطية المهمة في البلاد، لكن ذلك كان خط دفاع أعاد الحوثيين إلى مواقع أقل بعد أن حاصرتها نيران القوة الشعبية والتحالف العربي.
وخاطب الأمير محمد بن سلمان، رجال اليمن، شاحذا الهمم، ومقدّرا المواقف، وشارحا عناوين الوقفة العربية بقيادة السعودية: «رجال اليمن ليسوا في حاجة إلى مساعدة أشقائهم، فهم إذا استنفروا ووقفوا فسيقضون على العدو، ولن يقفوا حتى يكونوا في عقر دار العدو، لكن لا نستطيع نحن إخوانكم في السعودية ودول الخليج العربي ومصر والسودان والأردن والمغرب أو جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي؛ أن نرى استنفار ووقفة للرجل اليمني، دون أن نكون بجانبه، ونحن معكم في كل خطوة إلى آخر يوم في حياتنا كما كنا في السابق وكما سنكون في المستقبل».
صورة ترسمها تلك المواقع على الميدان، وتكمل مشهدها في حضرة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حين عبّر أحد شيوخ اليمن في كلمته أمام الأمير محمد، عن شكره على تلبية رغبة مشايخ القبائل اليمنية للالتقاء مع القيادة السعودية، وأنهم جاؤوا مؤكدين دعم الشرعية اليمنية وما قامت به قوات التحالف العربي من نصرة إخوانهم اليمنيين لإعادة الأمن والاستقرار لليمن وشعبه.
وأشار الشيخ مفرح بحيبح، الذي يعد المسؤول الأول في مجلس «قبائل مأرب الجوف» الذي تشكّل لحماية مواقع ممتدة لحماية مقدرات الدولة اليمنية، حتى يتسنى للأخيرة قيادة الشعب وتوفير الأمن للمجتمع جراء الانقلاب الحوثي، أشار إلى ما حققه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تقدم في تحرير الأراضي اليمنية حتى أصبحوا على أبواب العاصمة صنعاء، بمساندة قوات التحالف العربي، كما ثمن الجهود السعودية الإغاثية والأعمال الإنسانية من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».
وتبدو المعادلة على صعيد الأزمة اليمنية أكثر وضوحا؛ في رفض طيف واسع من أبناء القبائل أي تحرك أو إعلانات من قبل الحوثيين وصالح التي تحاول نزع اللُحمة الشعبية وتفكيكها وشرعنة الوجود السياسي، إذ إن صورة القبيلة اليمنية بصيغتها الجمعية مع التحالف العربي تسعى لوضع حل سياسي يضمن سلامة اليمن من مخاطر الانقلاب، وتحقيق مرحلة أخرى في أمان اليمن من أي محاولة لتغيير هويته وواقعه.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».