بيلا وجيجي حديد وكيندال جينر نجمات أسابيع الموضة الأخيرة

بعد العارضات الـ«سوبر» في التسعينات جيل جديد يكتسح الساحة ليعكس ثقافته

بيلا حديد  في عرض «شانيل» -  كيندال جينر في عرض «ميوميو» في باريس - جيجي حديد  في عرض «شانيل»
بيلا حديد في عرض «شانيل» - كيندال جينر في عرض «ميوميو» في باريس - جيجي حديد في عرض «شانيل»
TT

بيلا وجيجي حديد وكيندال جينر نجمات أسابيع الموضة الأخيرة

بيلا حديد  في عرض «شانيل» -  كيندال جينر في عرض «ميوميو» في باريس - جيجي حديد  في عرض «شانيل»
بيلا حديد في عرض «شانيل» - كيندال جينر في عرض «ميوميو» في باريس - جيجي حديد في عرض «شانيل»

منذ أواخر الثمانينات وعروض الأزياء لا تعني عرض آخر صيحات الموضة فحسب، بل كانت ولا تزال منبراً تتبارى فيه العارضات على جذب الانتباه على أمل الحصول على أكبر قدر من التغطيات، ومن ثم الحصول على عقود مُجدية مع كبريات دور الأزياء. في الثمانينات والتسعينات عشنا ظاهرة العارضات السوبر من مثيلات سيندي كروفورد وناعومي كامبل وليندا إيفانجيلستا وكيرستي ثورلينغتون. وفي أواخر التسعينات عشنا ظاهرة كايت موس التي أصبح وجهها يتصدر كثيراً من الحملات الترويجية، وكأنه لا يوجد غيرها في الساحة لبيع منتجات التجميل أو الأزياء بعدها تسلمت كارا ديلفين المشعل لتبيع لنا موضة الحواجب الكثيفة قبل أن تقرر التفرغ للسينما. أما في السنوات الأخيرة اكتسحت كيندال جينر الساحة نظرا لانتمائها لعائلة كارداشيان من جهة وحسابها على الإنستغرام الذي يتابعه الملايين.
لكن خلال أسابيع الموضة لخريف 2017 وشتاء 2018 لاحظنا غلبة غير مسبوقة للشقيقتين جيجي وبيلا حديد.
عندما نتحدث عن تفوّق الشقيقتين اللتين تنحدران من أصول فلسطينية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ بيلا كانت الأقوى. فعلى منصّة أسبوع الموضة في نيويورك كانت نجمة متوجهة، حيث شاركت في عروض كل من «آنا سوي» و«رالف لورين» ومايكل كورس» و«براندون ماكسويل» و«زاديك آند فولتير» و«كارولينا هيريرا» و«برابال غارانغ» و«أوسكار دي لا رنتا» و«ألكساندر وانغ» و«تومي هيلفغر» فيما اقتصرت مشاركة جيجي حديد على عروض محدودة نذكر منها «آنا سوي» و«جيريمي سكوت»، مفضلة باريس على ما يبدو.
ففي أسبوع عاصمة النور والأناقة رصدت عدسات المصورين إطلالات جيجي حديد المتعددة، في عروض كل من «شانيل» و«بالمان» و«H&M Studio علما بأن شقيقتها بيلا لم تغب تماما هي الأخرى.
ففي عاصمة الموضة الإيطاليّة، ميلانو، ظهرتا في عروض «فيرساتشي» و«فندي» و» ألبرتا فيريتي»، بينما استحوذت جيجي على كل الأضواء في عرض و«موسكينو» و«ماكس مارا» و«فيرسيس» الخط الأصغر لـ«فيرساتشي».
لكن من الخطأ تجاهل كيندل جينر، فربما تكون قد قلصت من مشاركاتها هذه السنة إلا أنها لم تغب تماما، حيث ظهرت في باريس في كثير من العروض المهمة مثل «ميو ميو» و«شانيل» و«بالمان» و«جيفنشي»، وفي ميلانو في عروض «بوتيغا فينيتا» و«فيرساتشي» و«موسكينو» و«فندي». أما في نيويورك فظهرت في عروض «مارك جايكوبس» و«رالف لورين» و«آنا سوي» و«مايكل كورس» و«ألكساندر وانغ».
وبهذا يكون هذا الثلاثي المكون من جيجي حديد وبيلا حديد وكيندال جينر من أبرز الأسماء التي حافظت على مكانتها رغم تغير خريطة الموضة والنظرة إليها فحتى حليمة أدن، أوّل عارضة محجبة شاركت في أسبوع نيويورك لم تستطع زحزحتهن عن هذه المكانة. وكانت حليمة ذات الأصول الصومالية قد وقّعت عقداً مع وكالة IMG التي تمثّل أشهر العارضات في العالم أمثال كارلي كلوس وآشلي غراهام والشقيقتان حديد، كما شاركت في عرض «ييزي» لمغنّي الراب كيني ويست في نيويورك قبل أن تشد الرحال إلى ميلانو للمشاركة في عرضي «ألبيرتا فيريتي» و«ماكس مارا» مشكلة مادة دسمة للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي.



هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
TT

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

صناع الموضة وعلى غير عادتهم صامتون بعد فوز دونالد ترمب الساحق. السبب أنهم خائفون من إدلاء آراء صادمة قد تُكلفهم الكثير بالنظر إلى أن الناخب الأميركي هذه المرة كان من كل المستويات والطبقات والأعراق والأعمار. وهنا يُطرح السؤال عما ستكون عليه علاقتهم بميلانيا ترمب، بعد أن عبَّر العديد منهم رفضهم التعامل معها بأي شكل من الأشكال بعد فوز ترمب في عام 2016.

بدت ميلانيا هذه المرة أكثر ثقة وقوة (دي بي آي)

المؤشرات الحالية تقول بأنه من مصلحتهم إعادة النظرة في علاقتهم الرافضة لها. فميلانيا عام 2024 ليست ميلانيا عام 2016. هي الآن أكثر ثقة ورغبة في القيام بدورها كسيدة البيت الأبيض. وهذا يعني أنها تنوي الحصول على كل حقوقها، بما في ذلك غلافها الخاص أسوة بمن سبقنها من سيدات البيت الأبيض.

تجاهُلها في الدورة السابقة كان لافتاً، وفيه بعض التحامل عليها. فصناع الموضة بقيادة عرابة الموضة، أنا وينتور، ورئيسة مجلات «فوغ» على مستوى العالم، كانوا موالين للحزب الديمقراطي ودعموه بكل قواهم وإمكانياتهم. جمعت وينتور التبرعات لحملات كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون ثم كامالا هاريس، ولم تُخف رفضها لما يمثله دونالد ترمب من سياسات شعبوية. شاركها الرأي معظم المصممين الأميركيين، الذين لم يتأخروا عن التعبير عن آرائهم عبر تغريدات أو منشورات أو رسائل مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت ميلانيا هي الضحية التي دفعت الثمن، وذلك بعدم حصولها على حقها في تصدر غلاف مجلة «فوغ» كما جرت العادة مع من سبقنها. ميشيل أوباما مثلاً ظهرت في ثلاثة إصدارات.

أسلوبها لا يتغير... تختار دائماً ما يثير الانتباه وأناقة من الرأس إلى أخمص القدمين

لم ترد ميلانيا حينها، ربما لأنها لم تكن متحمسة كثيراً للعب دورها كسيدة البيت الأبيض وكانت لها أولويات أخرى. تركت هذا الدور لابنة ترمب، إيفانكا، مُبررة الأمر بأنها تريد التفرغ وقضاء معظم أوقاتها مع ابنها الوحيد، بارون، الذي كان صغيراً ويدرس في نيويورك. لكن الصورة التي تداولتها التلفزيونات والصحف بعد إعلان فوز ترمب الأخير، كانت مختلفة تماماً عن مثيلتها في عام 2016. ظهرت فيها ميلانيا أكثر ثقة واستعداداً للقيام بدورها. والأهم من هذا فرض قوتها.

طبعاً إذا تُرك الأمر لأنا وينتور، فإن حصولها على غلاف خاص بها مستبعد، إلا أن الأمر قد يتعدى قوة تأثير أقوى امرأة في عالم الموضة حالياً. فهي هنا تواجه عدداً لا يستهان به من القراء الذين انتخبوا ترمب بدليل النتائج التي أثبتت أنه يتمتع بقاعدة واسعة من كل الطبقات والمستويات.

في كل زياراتها السابقة مع زوجها كانت تظهر في قمة الأناقة رغم رفض الموضة لها

ميلانيا أيضاً لعبت دورها جيداً، وقامت بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة. عكست صورة جديدة تظهر فيها كشخصية مستقلة عن زوجها وسياساته، لا سيما بعد تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية بأنها تدعم حق المرأة في الإجهاض، مؤكدة أن هذا قرار يخصها وحدها، ولا يجب أن يخضع لأي تدخل خارجي، وهو ما يتناقض مع موقف زوجها بشأن هذه القضية التي تُعد رئيسية في الانتخابات الأميركية. كتبت أيضاً أنها ملتزمة «باستخدام المنصة ودورها كسيدة أولى من أجل الخير».

أسلوبها لا يروق لكل المصممين لكلاسيكيته واستعراضه للثراء لكنه يعكس شخصيتها (أ.ف.ب)

كانت رسائلها واضحة. أعلنت فيها للعالم أنها ذات كيان مستقل، وأن لها آراء سياسية خاصة قد لا تتوافق بالضرورة مع آراء زوجها، وهو ما سبق وعبرت عنه في مكالمة شخصية مع صديقة تم تسريبها سابقاً بأنها ترفض سياسة زوجها في فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وأنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بها. وبالفعل تم التراجع عن هذا القرار في يونيو (حزيران) 2018 بعد عاصفة من الجدل.

وحتى إذا لم تُقنع هذه التصريحات أنا وينتور وصناع الموضة، فهي تمنح المصممين نوعاً من الشرعية للتراجع عن تعهداتهم السابقة بعدم التعامل معها. بالنسبة للموالين لدونالد ترمب والحزب الجمهوري، فإن الظلم الذي لحق بميلانيا ترمب بعدم احتفال صناع الموضة بها، لا يغتفر. فهي لا تفتقد لمواصفات سيدة البيت الأبيض، كونها عارضة أزياء سابقة وتتمتع بالجمال وأيضاً بذوق رفيع. ربما لا يعجب ذوقها الكل لميله إلى العلامات الكبيرة والغالية، إلا أنه يعكس شخصية كلاسيكية ومتحفظة.

وحتى إذا لم تنجح أنا وينتور في إقناع المصممين وبيوت الأزياء العالمية، وتبقى على إصرارها عدم منحها غلافها المستحق في مجلة «فوغ»، فإن صوت الناخب المرتفع يصعب تجاهله، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وهذا ما يعود بنا إلى طرح السؤال ما إذا كان من مصلحة صناع الموضة الأميركيين محاباة ميلانيا وجذبها لصفهم. فقوتها هذه المرة واضحة وبالتالي سيكون لها هي الأخرى صوت مسموع في تغيير بعض السياسات، أو على الأقل التخفيف من صرامتها.

إيجابيات وسلبيات

لكن ليس كل صناع الموضة متخوفين أو قلقين من دورة ثانية لترمب. هناك من يغمره التفاؤل بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على قطاع الموضة. فعندما يقوى الاقتصاد الأميركي فإن نتائجه ستشمل كل القطاعات. ربما تتعلق المخاوف أكثر بالتأشيرات وزيادة الضرائب على الواردات من الصين تحديداً. فهذه أكبر مورد للملابس والأنسجة، وكان صناع الموضة في الولايات المتحدة يعتمدون عليها بشكل كبير، وهذا ما جعل البعض يستبق الأمور ويبدأ في تغيير سلاسل الإنتاج، مثل شركة «بوما» التي أعلنت أنها مستعدة لتغيير مورديها لتفادي أي عوائق مستقبلية. الحل الثاني سيكون رفع الأسعار وهو ما يمكن أن يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين بنحو 50 مليار دولار أو أكثر في العام. فتهديدات ترمب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60 في المائة لا بد أن تؤثر على المستهلك العادي، رغم نيات وقناعات ترمب بأن تحجيم دور الصين سيمنح الفرص للصناعة الأميركية المحلية. المشكلة أنه ليس كل المصممين الذين يتعاملون مع الموردين والمصانع في الصين منذ سنوات لهم الإمكانيات للبدء من الصفر.