«سيتي سكيب جدة» ينطلق اليوم وسط توقع بلوغ التمويل العقاري 56 مليار دولار في خمس سنوات

استعراض مشاريع مركز الأمير سلطان الحضاري و«بوابة مكة»

جانب من معرض سيتي سكيب العام الماضي («الشرق الأوسط»)
جانب من معرض سيتي سكيب العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

«سيتي سكيب جدة» ينطلق اليوم وسط توقع بلوغ التمويل العقاري 56 مليار دولار في خمس سنوات

جانب من معرض سيتي سكيب العام الماضي («الشرق الأوسط»)
جانب من معرض سيتي سكيب العام الماضي («الشرق الأوسط»)

ينطلق اليوم معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري الخامس «سيتي سكيب جدة 2014»، وسط تطورات واسعة في سوق المنطقة الغربية من السعودية، حيث يشهد عمليات تطوير واسعة ودخول مشاريع جديدة على خارطة الاستثمار في مدينة جدة بالتحديد، كمدينة الملك عبد الله الرياضية، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، و«برج المملكة» في جدة.
وينعقد في مركز جدة للمنتديات والمؤتمرات وتستمر فعالياته من 4 إلى 6 مايو (أيار) الحالي، وتتضمن معرض «سيتي سكيب» جدة الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، وورش عمل قمة جدة العقارية التي تعقد غدا وبعد غد، بالإضافة إلى حفل جوائز «سيتي سكيب» العقارية المرموقة في مجالات التطوير العقاري والتصميم المعماري بالمملكة العربية السعودية، التي سيجري إعلانها بعد غد.
ويتطلع القائمون على معرض «سيتي سكيب جدة» و«القمة العقارية» حضور أكثر من ثمانية آلاف زائر من نخبة المستثمرين، وكبار العاملين في قطاع المصارف، وخبراء التمويل العقاري، والمسؤولين الحكوميين، وصناع القرار.
وقال الدكتور عبد الله بن محفوظ، رئيس مجلس إدارة شركة المعارض الوطنية، الجهة المنظمة للمعرض «في هذا العام، ارتفعت مساحة المعرض في (سيتي سكيب) جدة بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، ويرجع ذلك إلى زيادة عدد الشركات التي تشارك للمرة الأولى، فضلا عن مشاركة كثير من البنوك التي ستقدم عروض التمويل العقاري الحصرية لزوار معرض (سيتي سكيب جدة)».
وأضاف الدكتور بن محفوظ: «عدد الزوار المهتمين بهذا الحدث يتصاعد كل عام، وهذا يجسد المكانة المرموقة التي يحظى بها (سيتي سكيب جدة)، بوصفه الحدث العقاري الأكثر أهمية في المملكة، حيث نستعرض التصاميم المعمارية والهندسية المميزة، والمشاريع المبتكرة، ونتيح الوصول المباشر إلى أكبر سوق عقارات في المنطقة، وهو المملكة العربية السعودية».
ويبدأ اليوم الأول من القمة العقارية بإطلالة على مشروع «ضاحية سمو» سيقدمها المهندس خالد التلمساني، الرئيس التنفيذي لشركة «سمو القابضة»، الذي سيتحدث حول متطلبات التنمية العمرانية والتأثير المتوقع لها في مكة المكرمة ومدينة جدة، ودور طريق جدة - مكة السريع في مستقبل التنمية بالمنطقة، كما سيناقش المهندس التلمساني التحديات التي تواجه المشروع.
وفي أحد محاور القمة العقارية، تحت عنوان «تقييم الأصول»، يتناول هشام ملائكة الشريك ورئيس الأصول والبنية التحتية الاجتماعية بشركة «أركادس» السعودية، عددا من الموضوعات، منها تقييم كيف يسهم أداء الأصول المطورة في الناتج المحلي الإجمالي، وما النسبة التي تمثلها الأصول المطورة من الناتج المحلي الإجمالي في بلد ما؟ وما البلدان التي تولد أكبر العوائد؟ وكيف يبدو أداء المباني والبنية التحتية في المملكة العربية السعودية؟ وما الفرص التي يمكن أن تتولد عن ذلك؟
وضمن فعاليات «سيتي سكيب جدة» لهذا العام، ستعقد ورش عمل «قمة مستقبل مكة» لمدة ثلاثة أيام، التي تتميز بأجندة حافلة بالموضوعات المهمة وكبار المتحدثين، وفي مقدمتهم الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة. ويشهد أول أيام القمة مناقشة مساهمات التمويل الإسلامي في تجنب الأزمات المالية المستقبلية.
ويأتي معرض «سيتي سكيب جدة 2014»، في إطار دعم ومساندة رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتحقيق النمو في قطاع العقارات، بوصفه المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني، مدفوعا بالتمويل الحكومي السخي لسوق الإسكان، بما في ذلك قرار زيادة الدعم المقدم للقطاع، من خلال تخصيص 250 مليار ريال (66.6 مليار دولار) لتشييد 500 ألف وحدة سكنية، فضلا عن استثمار الحكومة البالغ 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار) في مشاريع البنية التحتية والنقل العام لرفع إمكانات السياحة الدينية.
ومن بين العناصر التي يشهدها «سيتي سكيب جدة» للمرة الأولى، قيام شركة «سمو العقارية» الراعي الرئيس للمعرض، للمرة الأولى، بعرض مشاريعها، عبر تقنية المحاكاة رباعية الأبعاد.
ويحظى معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري الخامس بدعم عدد من الجهات الأخرى، من أهمها شركة إيوان العالمية للإسكان (الراعي المؤسس)، والهيئة العامة للسياحة والآثار، الداعم الرسمي للمعرض.
وتشهد منطقة مكة المكرمة طفرة عقارية غير مسبوقة، حيث تستقطب استثمارات عدة من خلال مشاريع مختلفة، سيكون من أهمها مركز الأمير سلطان الحضاري الذي سيجري تطويره شمال مدينة جدة بتكلفة إجمالية قدرها 15 مليار ريال (أربعة مليار دولار)، ومشروع «بوابة مكة» الذي يحمل رؤية لمدينة عصرية ستشيد على مساحة تبلغ 86 كيلومترا مربعا غرب مكة المكرمة.
ويعد كلا المشروعين من أبرز ما ستناقشه ورش عمل قمة جدة العقارية المصاحبة لمعرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري الخامس (سيتي سكيب جدة 2014)، حيث ستشهد القمة العقارية استعراض المتطلبات الخاصة بالمطورين والمستثمرين بمشروع لمركز الأمير سلطان الحضاري من قبل أحمد السنوسي، الرئيس التنفيذي للمركز، الذي يشير إلى أن «مشروع المركز والمشاريع المجاورة له ستنهض بشمال جدة، وستعمل على تحويلها لتصبح امتدادا عمرانيا جديدا للعاصمة التجارية للمملكة».
وأضاف: «سنقوم باستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها مركز الأمير سلطان الحضاري للمشاركين في القمة ولزوار المعرض، سواء في قطاع المساكن أو التعليم أو السياحة أو الضيافة، بالإضافة إلى الفرص التي يقدمها في القطاع التجاري».
ومن المقرر أن يجري تطوير المركز على عدة مراحل على مدى الأعوام الخمس المقبلة على مساحة تبلغ مليوني كيلومتر مربع، على طريق المدينة المنورة بجوار مدينة الملك عبد الله الرياضية، وسيتضمن مجمعا طبيا حديثا بسعة 920 سريرا، ومسرحا خارجيا تحت اسم «واحات الأمير سلطان الثقافية»، بالإضافة إلى قاعة للمؤتمرات، ومركز للمعارض، ومساكن، ومرافق دعم وترفيه متعددة.
ومن بين الموضوعات المهمة المطروحة على أجندة اليوم الثاني من القمة العقارية، سيقوم المهندس عصام كلثوم مدير عام شركة بوابة مكة، بتسليط الضوء على مشروع «بوابة مكة». وقد أوضح المهندس عصام أن «الحكومة تعتزم تخصيص تمويل جديد، وهناك ثمانية مشاريع فرعية لـ(بوابة مكة) ستطرح عطاءاتها قريبا»، مشيرا إلى أن «تشييد مدينة مستدامة لمليون نسمة يعد تحديا كبيرا، ومشروع «بوابة مكة» سيكون له تأثير كبير على المشهد العقاري بالعاصمة المقدسة. وقد جرى التخطيط له بعناية ليلبي متطلبات السوق المحلية، ويراعي المسؤولية الاجتماعية للمطور.
وسيناقش المهندس عصام خلال ورش القمة أساليب إدارة أصحاب العلاقة بالمشاريع التي تؤسسها الحكومات، وقال: «يتمتع مشروع (بوابة مكة) بدعم مباشر من إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وكلتا الجهتين تساند أمانة العاصمة المقدسة، الجهة التنفيذية الرئيسة لمعظم المشاريع التطويرية في مكة المكرمة».
ولعل من أهم التحديات القديمة، التي تواجه قطاع التطوير العقاري في السعودية هو الأراضي المملوكة للأفراد، التي تشتري وتهمل حتى تتضاعف قيمتها، ويقول هنا المهندس كلثوم: «سيجري تطوير (بوابة مكة) على أرض حكومية تمتد على مساحة 84 كيلومترا مربعا، جرى تحويل ملكيتها بالكامل لشركة بوابة مكة، بهدف تطويرها لتصبح الضاحية الغربية لمكة المكرمة، وبعيدة عن تقديرات الأراضي. وتشمل المزايا الرئيسة للأرض: الموقع المتميز، والتضاريس، ومجاورتها وارتباطها المباشر بمدينة مكة».
وتهدف شركة بوابة مكة إلى وضع مخطط عام يقسم أراضي المشروع ويحدد أغراض تطويرها، ويوضح المنتجات العقارية المطلوبة، بالإضافة إلى كثير من المشاريع الأخرى المهمة كالجامعة، والمقر الإداري، والمتنزه الوطني، وبالتالي، يضمن مشروع بوابة مكة توفير أرض للمطورين بأسعار مناسبة، من أجل تحفيزهم على التطوير الفعلي للمشاريع السكنية والتجارية، والمرافق والخدمات العامة، ومساعدتهم ليركزوا جهودهم في مهمة تطوير الأراضي فقط.
وبالإضافة إلى تلك المشاريع الاستراتيجية، ستجري مناقشة عدة موضوعات أخرى خلال ورش عمل القمة العقارية، أهمها تمويل المشاريع، والبيع على المخطط، وأساليب دعم قانون الرهن العقاري، ونقص العمالة في قطاع الإنشاءات السعودي.
ووفقا لتقرير جديد صادر عن شركة الأهلي كابيتال، لا يزال المشهد العقاري يحتفظ بنظرته المستقبلية الإيجابية والقوية، خصوصا مع تسارع وتيرة تنفيذ عدد من المبادرات التي أطلقتها وزارة الإسكان سابقا، والتي يتوقع المطورون أن يحققوا الاستفادة منها. وقد جعل هذا التفاؤل القطاع العقاري الأعلى أداء على مستوى السوق المحلية (تداول)، بارتفاع قدره 30 في المائة، متفوقا على أداء مؤشر سوق الأسهم بنسبة 20 في المائة.
ظهور عدد من مؤسسات التمويل العقاري الحاصلة على رخصة مؤسسة النقد العربي السعودي يعد عاملا آخر يسهم في تنشيط القطاع، وهو مؤشر مهم على اقتراب صدور الإقرار النهائي لقانون الرهن العقاري خلال الفترة المقبلة. وقد وصل عدد هذه المؤسسات أخيرا إلى 14 مؤسسة، منها ثمانية مصارف وست شركات متخصصة بالتمويل.
من جهة أخرى، يشير تقرير لشركة كولييرز إلى أن التطبيق الكامل للقانون قد يرفع تمويل العقارات بنسبة 60 في المائة، خلال السنوات الخمس المقبلة، وبالتالي، فإن حجم التمويل المطلوب خلال الفترة ما بين 2014 و2019. سيرتفع من المستوى المبدئي المتوقع، وهو 131 مليار ريال (34.9 مليار دولار)، ليصل إلى 210 مليارات ريال (56 مليار دولار).
ويشير تقرير كولييرز إلى أن قاعدة المستهلكين ينبغي أن تتوسع أيضا لتشمل الفئة التي تتراوح دخولها الشهرية بين ستة آلاف (1600 دولار) وتسعة آلاف ريال (2400 دولار)، فإن «الأهلي كابيتال» تستبعد ذلك نظرا إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي قد حددت سقف التمويل عند 80 في المائة من قيمة العقار، ومع الارتفاع النسبي لأسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى، فإن المتطلعين لشراء منازل من هذه الشريحة لن يكونوا قادرين على تأمين الدفعة الأولى المطلوبة التي تشكل 20 في المائة من إجمالي قيمة المسكن.
ويجمع الخبراء على ضرورة التعاون الوثيق بين القطاع العام والقطاع العقاري الخاص لإيجاد حلول جذرية للبيروقراطية بشكل عام، والمعوقات التي تواجه عمليات التطوير العقاري.
ولفت رياض الثقفي، الرئيس التنفيذي لشركة إيوان العالمية للإسكان، إلى أنه «من المتوقع أن يشهد العام الحالي تحولا ملحوظا في ديناميكية السوق مع الازدهار الكبير الذي تشهده السعودية، خاصة مع سعي وزارة الإسكان إلى تحريك عجلة التطوير، وإيمانها بمبدأ الشراكة مع مختلف شركات التطوير العقاري العاملة في المملكة، التي بحثت مع الوزارة خلال لقاءات كثيرة سبل التعاون لسد النقص الحاصل في المساكن، الذي يقدر بنحو 200 ألف وحدة سكنية سنويا».
وبالعودة إلى الدكتور بن محفوظ رئيس مجلس إدارة شركة معارض الوطنية، الجهة المنظمة للمعرض، فقد قال: «تحديد تكلفة تأخير المشاريع التي يتسبب فيها بطء إجراءات استخراج الرخص وإصدار التصاريح اللازمة هو أحد أهم التحديات التي تواجه قطاع التطوير العقاري».
ويضيف الدكتور بن محفوظ: «القمة العقارية ستجيب على كثير من التساؤلات المهمة في هذا المجال، مثل: هل يبالغ القطاع الخاص في مطالبه الموجهة للحكومة؟ وما الأدوات المتوفرة لدى مجتمع العقاريين في جدة لزيادة كفاءة الإجراءات؟».
إلى ذلك، أشار الدكتور رائد الدخيل، الرئيس التنفيذي لشركة موطن العقارية إلى أن «فرص التطوير العقاري كبيرة بقدر المساحة المترامية للسوق العقارية السعودية، الذي يعد الأكبر بالمنطقة، الاستقرار الاقتصادي، والطلب المحلي المرتفع، والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة، ناهيك عن تكاليف الإنشاء المنخفضة نسبيا، بالإضافة إلى الاستثمارات الحكومية الحالية، والتشريعات الجديدة التي جرى اعتمادها، كلها عوامل تشير إلى أن هذه السوق واعدة. رغم ذلك، فإن الاستغلال الأمثل لهذه الفرصة مرتبط بمدى جودة استراتيجية إدارة المخاطر، التي تصنف وتدير التأخيرات المحتملة التي قد تنتج لعدة أسباب منها بطء إجراءات إصدار تصاريح البلدية أو قيام مقدمي الخدمات بتغيير متطلباتهم. تكلفة كل هذه التأخيرات كبيرة جدا وتنعكس في آخر المطاف على المستخدم النهائي».
وأضاف الدكتور الدخيل إلى أن «جميع الأطراف بما فيها الجهات الحكومية والمطورين تتطلع باهتمام كبير لتأسيس قاعدة راسخة لصناعة العقارات السعودية، تنبثق منها شراكة نموذجية بين القطاعين العام والخاص، تخلق بيئة استثمارية جذابة تحمي حقوقهم ومتطلباتهم جميعا. هذه البيئة يمكن إيجادها عبر الموازنة بين الأدوات التشريعية والأخرى التنفيذية، وخلق شركات تطوير ودعمها وتحفيزها، وكذلك دعم وتحفيز شركات الرهن العقاري، وشركات الإنشاءات القادرة على تنفيذ عدد كبير من المشاريع العقارية المتكاملة عالية الجودة، التي تتضمن كافة المرافق الضرورية. الحكومة باستطاعتها المساهمة فعليا في خفض تكلفة الإنشاء والتطوير، وكذلك في تسليم الوحدات للملاك في الوقت المحدد وبالجودة المرغوبة».
وتشهد سوق جدة العقاري تطورات واسعة، من خلال عمليات بناء أعلى برج في العالم، حيث قال منيب حمود الرئيس التنفيذي لشركة جدة الاقتصادية التي تتولى إنشاء أعلى برج في العالم بارتفاع يتجاوز 1000 متر، قبل أيام إن بناء البرج سيكتمل بنهاية 2018، وإن تكلفته ستصل إلى 1.5 مليار دولار.
وكان الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة أعلن، في مطلع أغسطس (آب) 2012، عزم شركته إنشاء أعلى برج في العالم في مدينة جدة بتكلفة 4.6 مليار ريال (1.32 مليار دولار) بالتعاون مع مجموعة بن لادن للمقاولات.
ويأتي المشروع العملاق (برج المملكة بجدة) مرحلة أولى ضمن مشروع متكامل يحمل اسم «مدينة المملكة» تقدر تكلفته الإجمالية بنحو 57 مليار ريال (15.2 مليار دولار)، وسيضم فندقا يحمل العلامة التجارية «فورسيزونز»، وشققا سكنية وفندقية ومكاتب ووحدات سكنية.
وبيّن منيب أن شركته انتهت من كل الأعمال الصعبة للمبنى، وهي الأساسات العميقة والقاعدة الخرسانية، وأن كل شيء من الآن فصاعدا سيكون فوق الأرض، وستسير الأمور بصورة أسرع.
وتابع: «بنهاية العام الحالي، سنبدأ العمل في الطابق الأرضي، وسيجري الانتهاء من البرج بأكمله بحلول نهاية 2018. وستبلغ التكلفة الإجمالية للبرج 1.5 مليار دولار».
ولفت حمود إلى أن الشركة تعمل بالتوازي على أعداد التصاميم الخاصة بالمرحلة الأولى من مشروع «مدينة المملكة»، وهو مشروع متعدد الاستخدامات يضم مناطق سكنية ومكاتب ومراكز تجارية وترفيهية ومستشفى ومدارس ومسجدا، قال إنه سيكون الأكبر من نوعه في جدة، وإنه يأمل أن يجري الانتهاء من المرحلة مع استكمال إنشاء البرج بنهاية 2018.
وقال: «نأمل أن تكون المرحلة الأولى قد اكتملت بالتزامن من الانتهاء من بناء البرج. بحلول 2018 ينبغي أن نبدأ في رؤية عدد من المشاريع. البرج لن يقف وحده. لدينا مساحات عامة مفتوحة سخية جدا، وجميع هذه المناطق ستكون جاهزة بحلول نهاية عام 2018».
وبسؤاله حول التكلفة المتوقعة لمشروع مدينة المملكة قال حمود إنها تعتمد على عدد المباني التي سيجري إطلاقها في وقت واحد، مضيفا: «أعتقد أنها ستبلغ نحو 13 - 15 مليار ريال (أربعة مليارات دولار) في حال تطوير المركز التجاري وعدد آخر من المباني».
وأوضح أن الشركة ستقوم بتطوير عدد من المباني، بينما سيكون البعض الآخر بالشراكة مع آخرين، وسيجري تكليف طرف ثالث بتطوير عدد من المباني تحت إشراف الشركة.
وقال: «مع الوضع الاقتصادي الحالي، وهو إيجابي جدا، وفي ظل الإنفاق الحكومي والنمو السكاني والنمو الاقتصادي ونمو قطاع السياحة في جدة وخطط إنشاء مطار جديد سيستوعب 80 مليون مسافر بحلول 2020، أعتقد أن كثيرا من المشاريع سترى النور خلال هذه الفترة، الزخم إيجابي للغاية».
ويستقطب معرض «سيتي سكيب جدة 2014» نخبة من المستثمرين والمطورين والمهندسين، والمصممين، والمسؤولين الحكوميين، وصناع القرار، وكبار ممثلي الشركات في المنطقة والعالم، الذين يعملون في تصميم وتنفيذ المشاريع للقطاعين العام والخاص.
ويهدف معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري الخامس إلى مساندة رؤية النمو لصناعة العقارات، مدعوما بشركة إيوان العالمية للإسكان (الراعي المؤسس)، وشركة سمو العقارية (الراعي الرئيس)، وشركة فلاش للعقارات (الراعي الذهبي).
وكان مختصون في القطاع العقاري طرحوا التحديات والقضايا التي تواجه النمو العمراني في الدورة السابقة من معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري، حيث حددوا نقص العمالة القادرة على توظيف التقنيات الحديثة في البناء التي تواجه المقاولين في السعودية، وتحسين كفاءة استغلال الأراضي المراد تطويرها السعودية. كما تضمن المعرض جملة من القضايا التخطيط العام المتميز، والتصميم المستدام، وتطوير الهندسة المعمارية في المباني السكنية والتجارية، والابتكار في التصميم، والإبداع في استخدام مواد البناء، مع الدعوة للمحافظة على التصاميم التقليدية والهوية العربية الأصيلة للعمران في البلاد.
وأكد ياسر حجازي المستشار الهندسي على ضرورة تزويد قطاع المساكن الميسرة بالتصاميم الجيدة والمهندسين المبتكرين، موضحا: «هناك كثير من الأمور التي يتعين النظر فيها عند بناء منازل بأسعار معقولة، ويجب التفكير في البداية بما هو مطلوب من حيث الحجم، ومحاولة تحسين كفاءة استغلال الأراضي المراد تطويرها، والتأكد من استغلالها بشكل سليم ودون هدر أي جزء منها، إضافة إلى أمر آخر يتوجب النظر فيه، ألا وهو اختيار المصمم المناسب على أساس الخبرة، وليس على أساس التكلفة».
وتابع حجازي: «أحد الحلول التي يمكن تطبيقها في سوقنا هو جعل المنزل قابلا للتوسعة لتلبية الاحتياجات والتوسعات المستقبلية لمن يسكنه، وذلك عن طريق بناء منزل صغير يلبي المتطلبات الحالية، مما يسهم في خفض تكلفة التطوير بشكل كبير»، وزاد: «إن نقص العمالة الماهرة القادرة على توظيف التقنيات الحديثة في البناء هو أحد أهم التحديات التي تواجه المقاولين في السعودية».



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.