اليمن يعد خططاً لتسهيل عودة رؤوس الأموال المهاجرة

الميتمي: نتوقع مشاركة 30 دولة في مؤتمر المانحين وجمع 80 مليار دولار

محمد الميتمي
محمد الميتمي
TT

اليمن يعد خططاً لتسهيل عودة رؤوس الأموال المهاجرة

محمد الميتمي
محمد الميتمي

أكد وزير التجارة والصناعة اليمني محمد الميتمي، أن الحكومة الشرعية تعد خططاً تمهد لعودة رؤوس الأموال اليمنية المهاجرة إلى البلاد، بهدف مشاركتها في إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، متوقعاً مشاركة نحو 30 دولة عربية وأجنبية في «مؤتمر المانحين» المزمع عقده قريباً بهدف توفير نحو 80 مليار دولار لإعادة إعمار اليمن.
وأوضح الميتمي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن القطاع الخاص اليمني تكبد خسائر باهظة جرّاء الانقلاب الذي قامت به الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مشيراً إلى أن جهوداً تبذل لحصر تلك الخسائر وتقديرها خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن لقاءات مستمرة تجري مع ممثلين للقطاع الخاص اليمني وأصحاب رؤوس الأموال المنتشرة على مستوى العالم، من أجل حثهم وتسهيل إجراءات عودتهم والمشاركة في إعادة البناء والإعمار.
وأضاف أن الحكومة اليمنية تعمل على ترتيب لقاء مع ممثلي القطاع الخاص اليمني داخل اليمن وخارجه، وخصوصاً الموجودين في دول الخليج، بهدف مشاركتهم بشكل فعّال وكامل في عدد من المهمات الحيوية، وعلى رأسها تأمين الغذاء والدواء للمواطنين في جميع أنحاء اليمن.
وقال إن كارثة إنسانية كبيرة حلت باليمن نتيجة الانقلاب، مضيفاً أن ملايين اليمنيين طالتهم الأزمة وباتوا معرضين لخطر الموت. واعتبر أن الوقت صار مناسباً لتعاون وثيق بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الدولي من أجل ضمان وصول السلع الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المواطنين، بعيداً عما يدور من حرب في البلاد.
وأفاد الوزير بأنه عقد في الآونة الأخيرة لقاء مع ممثلي القطاع الخاص في العاصمة المؤقتة عدن، وأن لقاءات مماثلة سيجريها في مصر والخليج خلال الفترة المقبلة لدفع القطاع الخاص من أجل المشاركة في عملية إعادة الإعمار.
وفيما يتعلق بالوضع التجاري والصناعي في اليمن حالياً، قال وزير التجارة اليمني إن هناك تقارير وافية تقوم بها المنظمات الدولية عن الوضع الإنساني فيما يتعلق بوصول الدواء والغذاء للسكان، مضيفاً أن الوضع الإنساني يسبب قلقاً شديداً للحكومة اليمنية، خصوصاً تعرض الأهالي إلى المجاعة. وقال إن «الحكومة الشرعية تبذل جهوداً مع الأطراف التي تمد يد المساعدة لتأمين الغذاء والدواء للسكان، ونحن حريصون على القطاع الخاص اليمني الذي نعرف أنه دوماً نشط وفعال ومتمكن وقادر على مد يد العون. وجدنا إحساساً عالياً لدى ممثلي القطاع الخاص بالرغبة في لعب دور إيجابي وفعّال في توفير الغذاء والدواء للسكان وللمحتاجين، ومن دون القطاع الخاص لا يمكن إعادة البناء والتعافي الاقتصادي».
وتوقع الميتمي مشاركة نحو 30 دولة عربية وأجنبية في «مؤتمر المانحين» المزمع عقده قريباً بهدف توفير نحو 80 مليار دولار لإعادة إعمار اليمن. وقال: «هذه المبالغ التي قدرها البنك الدولي، تعد أولية لتكاليف الإعمار، وسيكون هناك مجهود كبير من المانحين في جمع هذه المبالغ، لإنجاز عملية إعادة الإعمار التي تتطلب دعم كل الجهات والدول لمساندة اليمن للنهوض به مما هو فيه». وأضاف أن الحكومة اليمنية بالشراكة القوية مع دول مجلس التعاون الخليجي، تعمل على وضع جميع الترتيبات لإطلاق «مؤتمر المانحين» عبر عقد سلسلة اجتماعات في الرياض بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، والحكومة اليمنية.
واستطرد الميتمي، أن جدول أعمال مؤتمر المانحين لا يزال قيد المناقشة بين الحكومة واليمنية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي المستضيفة للمؤتمر. ولفت إلى أن لجنة تنظيمية مكونة من الحكومة اليمنية، ومجلس التعاون، والبنك الدولي، ستتولى عملية التواصل مع الدول المشاركة في المؤتمر. وكشف عن أن المؤتمر ستشارك فيه عدة دول صديقة لليمن على غرار الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وبقية دول الاتحاد الأوروبي وتركيا.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.