انطلاق المؤتمر الدولي حول دعم سوريا بمشاركة وفود من 70 دولة ومنظمة

يركز على ضرورة الوفاء بالتعهدات المالية التي قطعتها الدول المانحة على نفسها

موغيريني ودي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس على هامش مؤتمر بروكسل (إ.ب.أ)
موغيريني ودي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس على هامش مؤتمر بروكسل (إ.ب.أ)
TT

انطلاق المؤتمر الدولي حول دعم سوريا بمشاركة وفود من 70 دولة ومنظمة

موغيريني ودي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس على هامش مؤتمر بروكسل (إ.ب.أ)
موغيريني ودي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس على هامش مؤتمر بروكسل (إ.ب.أ)

انطلقت في بروكسل، صباح أمس، اجتماعات ورش العمل واللجان الفرعية والمشتركة، المكلفة النقاش والتحضير للجلسات الرئيسية للمؤتمر الدولي حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي، إلى جانب أطراف دولية أخرى، على أن تنطلق الجلسة الرئيسية اليوم، وتتعلق بالملف السياسي ودعم عملية انتقال سياسي شاملة.
وقالت مصادر من داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي لـ«الشرق الأوسط»، إن النقاشات تركزت على الجانب الإنساني ووضعية اللاجئين السوريين داخل وخارج سوريا. وشاركت مؤسسات ومنظمات إقليمية ودولية في النقاشات لتقييم ما قدمه المجتمع الدولي من التزامات تعَهَّد بها في مؤتمر لندن العام الماضي، وتحديد الدعم الإضافي للسوريين والمجتمعات المضيفة.
وحسب بيان للاتحاد الأوروبي، سيتحول النقاش في اليوم الثاني على المستوى الوزاري، إلى نقاش سياسي حول سبل إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة في سوريا، من خلال عملية انتقال سياسي شاملة يقودها السوريون، تحت إشراف الأمم المتحدة، وأيضاً النظر في آفاق المساعدات المطلوبة، بعد التوصل إلى اتفاق، وبمجرد أن يتم الانتقال السياسي الشامل والحقيقي.
ويشارك في أعمال المؤتمر وزراء ووفود من 70 دولة ومنظمة دولية ناشطة في مجال المساعدات الإنسانية. ومن الشخصيات التي جرى الإعلان عن مشاركتها في اليوم الثاني الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، منسقة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، رئيس وزراء الأردن هاني الملقي، ووزراء خارجية بريطانيا وألمانيا والكويت والنرويج وقطر.
ويقول مراقبون في بروكسل إن موغيريني، صاحبة المبادرة، تريد التركيز على ضرورة الوفاء بالعهود المالية التي قطعتها الدول المانحة على نفسها لمعالجة آثار الصراع السوري. وأشارت في هذا الصدد إلى أن «الاتحاد الأوروبي هو المانح الإنساني الأكبر للمساعدات في سوريا، ولكنه لا يريد أن يكون الطرف الوحيد الذي يفي بتعهداته».
كما تهدف المسؤولة الأوروبية إلى حشد الدعم السياسي الدولي لجهود الأمم المتحدة في إنجاح محادثات جنيف بين الأطراف السورية نفسها، على أساس بيان جنيف والقرار الأممي «2254».
من جهتها، حرصت منظمة «العفو الدولية» على التأكيد على ضرورة وضع مفهوم العدالة وتعويض الضحايا، في صلب أولويات الدول المشاركة للتحضير لمرحلة ما بعد الصراع.
وأفادت إيفيرنا ماكغوان، مديرة القسم الأوروبي في المنظمة، بأنه «إذا ما أريد تحقيق سلام عادل ومستدام في سوريا، فعلى القادة المشاركين العمل على إيلاء موضوع المساءلة جزءاً مهمة من مناقشاتهم». وشددت على ضرورة إعداد آليات لضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم في سوريا من العقاب، قائلة إن «من حق ضحايا الصراع والناجين وأسرهم معرفة الحقيقة والحصول على تعويضات».
أما الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فهي تريد تسليط الضوء على مصير اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
يرعى المؤتمر بشكل مشترك مع كل من ألمانيا والكويت وقطر والنرويج وبريطانيا والأمم المتحدة. وحسب بيان أوروبي، يعالج المؤتمر الوضع في سوريا، وتأثير الأزمة على المنطقة، كما يعمل المشاركون على تقييم دور المجتمع الدولي بشكل جماعي للوفاء بالالتزامات المعلَنَة في مؤتمر لندن في فبراير (شباط) 2016 والاتفاق على المزيد من الجهود الإقليمية لتلبية الاحتياجات للمتضررين من الأزمة.
إلى ذلك، أعلنت بريطانيا أنها ستنفق مليار جنيه إسترليني لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المضيفة، بالتزامن مع انطلاقة مؤتمر مساعدة سوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل، الذي تشارك المملكة المتحدة باستضافته.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.