الجيش يتحرى عن ضباط الحرس الجمهوري مع تزايد طلبات الخروج الآمن

تفاقم الخلاف على إدارة المعارك بين الانقلابيين

الجيش يتحرى عن ضباط الحرس الجمهوري مع تزايد طلبات الخروج الآمن
TT

الجيش يتحرى عن ضباط الحرس الجمهوري مع تزايد طلبات الخروج الآمن

الجيش يتحرى عن ضباط الحرس الجمهوري مع تزايد طلبات الخروج الآمن

عمد الجيش اليمني، مع تزايد طلبات الخروج الآمن والالتحاق بالحكومة الشرعية لضباط في الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، من صنعاء وبعض الجبهات في إقليم أزال، إلى تكثيف عمليات البحث والتحري عن الضباط ومواقعهم العسكرية، والأسباب التي دفعتهم للتواصل مع قيادات عسكرية بارزة في الجيش لتسليم السلاح.
ويأتي تحرك الجيش في هذا السياق، بحسب اللواء ركن أحمد حسان، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، للتأكد من سلامة ونيات هؤلاء الضباط قبل عملية إخراجهم من مواقعهم، موضحاً أن عمليات البحث والتحري تكون أثناء التواصل ومعرفة رتبهم، للتحقق من الخلفية العسكرية وانتمائه، وأسباب تراجعه والانضمام للحكومة الشرعية، وعندما تجمع كل المعلومات تدقق من الخبرات العسكرية قبل الشروع في أي عمل.
وقال اللواء ركن حسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك أعداداً لا يمكن حصرها في الوقت الراهن من ضباط الحرس الجمهوري، بسبب التواصل مع مناطق عسكرية مختلفة تتبع الحكومة الشرعية، قد أبدوا رغبتهم الأكيدة في الخروج وترك السلاح في مواقع وجودهم، على أن يكون هذا الخروج آمن على سلامتهم، خصوصاً في هذه المرحلة التي يتقدم فيها الجيش بشكل ملحوظ في كثير من الجبهات.
وعندما تكتمل كل المعلومات، سيلتحق ضباط الحرس الجمهوري، وفقاً للواء حسان، بمعسكرات خصصها الجيش، وستكون بمواقع آمنة للفارين من اضطهاد الانقلابيين، وخلال وجودهم في المعسكر، سيعكف الجيش على دراسة وتقييم أوضاعهم بشكل عام وشامل، كذلك التعرف على قدراتهم العسكرية، تمهيداً لانخراطهم في صفوف الجيش على الجبهات الرئيسية، وذلك بعد سلسلة من الاختبارات التي سيخضع له ضباط الحرس الجمهوري. ولن يزج الجيش بجميع ضباط الحرس الجمهوري، بل سيتحفظ على أعداد منهم في المعسكر، وذلك حفاظاً على سلامة الجيش، وفقاً للواء حسان الذي لم يفصح عن الأسباب، إلا أنه أكد أنه ليس كل المعلومات يعتد بها وتصبح أكيدة، فهناك معلومات يجب مراجعتها عشرات المرات في مثل حالة الجيش اليمني الذي يقوم بأعمال قتالية على جميع الجبهات.
وأرجعت مصادر عسكرية أسباب ارتفاع عدد الضباط الراغبين في ترك الخدمة العسكرية إلى نمو الخلافات بين قيادات الجانبين، خصوصاً أن الحوثيين فرضوا سيطرتهم على عدد من القيادات الرئيسية في الحرس الجمهوري الموالي أصلاً لعلي صالح، الحليف الاستراتيجي لما يعرف بـ«أنصار الله»، مدبري الانقلاب على الحكومة الشرعية، وأصبحوا يتحكمون بشكل مباشر في ترقية الضباط وإدارة المعارك. ويواجه الانقلابيون أزمتين رئيسيتين، تتمثلان في نقص السلاح بعد تضييق الخناق عليهم في الساحل الغربي، وتحديداً «المخا، والحديدة» التي كانت تعول عليها الميليشيات في تهريب السلاح، كذلك نقص أفراد مقاتليها على الجبهات، ورفض كثير من المدنيين ومشايخ القبائل في المدن التي تقبع تحت سيطرة الميليشيات الانضمام إلى الجبهات، يضاف إليها الخلاف في إدارة المعارك بين قيادات الحرس الجمهوري والحوثيين.
كان اللواء ركن أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادية، أكد لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن هناك أعداداً كبيرة من ضباط الحرس الجمهوري في صنعاء ألقي القبض عليهم، وزج بهم في السجون.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».