روسيا تدين تبرير «البنتاغون» ضرب المدنيين في الموصل

مقتل 7 من قوات البيشمركة بعبوة في شمال بغداد

روسيا تدين تبرير «البنتاغون» ضرب المدنيين في الموصل
TT

روسيا تدين تبرير «البنتاغون» ضرب المدنيين في الموصل

روسيا تدين تبرير «البنتاغون» ضرب المدنيين في الموصل

اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أمس أن بيان البنتاغون بشأن «احتمالية» سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين في قصف نفذه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق «ليس إلا تسويغاً مرفوضاً لقتل الأبرياء».
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيجور كوناشينكوف القول إن «هذا التبرير، وإن دلّ على شيء، فإنه يدل على مستوى التخطيط للعمل العسكري الذي يحكم مسبقاً على قتل الأبرياء بالقنابل الذكية».
وكان البنتاغون أعلن أن «هناك احتمالية كبيرة لأن تكون ضربة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق قد لعبت دوراً في وفاة عدد من المدنيين في الموصل»، وتعهد ببحث مسألة «رفع السرية عن تسجيل الفيديو الذي يظهر كيف يزج المسلحون بالمدنيين في مباني الشطر الغربي من الموصل، ويطلقون منها النار لاستدعاء نار التحالف عليها».
وأضاف كوناشينكوف: «يتبادر إلى الذهن تساؤلان اثنان؛ ما دوافع القيادة العسكرية الأميركية لتسدل ستار السرية على جرائم الحرب التي يرتكبها الإرهابيون وتخفيها عن الرأي العام؟ وما مبرر تحالف واشنطن الدولي رغم امتلاكه معلومات كهذه، لاستمراره في قصف المباني بالقنابل (الذكية) والحكم مسبقاً بالإعدام على المدنيين القابعين في هذه المباني؟».
وأكد الجيش الأميركي في بيان أول من أمس أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا قتلت 4 مدنيين في فبراير (شباط) الماضي في تحديث لحصيلة الضحايا الذين يسقطون عرضاً خلال القتال ضد تنظيم داعش.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن 229 مدنياً على الأقل قتلوا عرضاً في ضربات جوية منذ بدأت عمليات التحالف ضد المتشددين قبل نحو 3 أعوام.
والحصيلة الرسمية للقتلى من المدنيين منذ بدء الحملة وحتى الآن أقل كثيراً مما تقوله جماعات أخرى عن الفترة ذاتها. وقالت منظمة «إيروورز»، المعنية برصد آثار الضربات الجوية للتحالف على المدنيين، إن أكثر من 2800 مدني قتلوا في ضربات جوية للتحالف.
وقال شهود إن ما يصل إلى 200 شخص دفنوا تحت الأنقاض بعد غارة جوية للتحالف في الموصل منتصف مارس (آذار) الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تحقق في تلك الواقعة وعشرات التقارير عن حالات أخرى لوفيات مدنية في العامين الماضيين. على صعيد آخر، أفاد مصدر أمني في قوات البيشمركة، أمس (الأحد)، بأن 7 من عناصر البيشمركة أصيبوا بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة غرب قضاء طوز خرماتو جنوب كركوك (250 كلم شمال بغداد).
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إن «عبوة ناسفة انفجرت اليوم لدى مرور رتل من آليات عسكرية تابعة لقوات البيشمركة بالقرب من جسر الزركة غرب قضاء طوز خرماتو جنوب كركوك، مما أدى إلى إصابة 7 من عناصر البيشمركة بجروح، 3 منهم حالتهم خطيرة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».