تونس تستهدف جمع 400 مليون دولار من الصكوك الإسلامية

الجدل مستمر حول جدواها ومخاطرها

تونس تستهدف جمع 400 مليون دولار من الصكوك الإسلامية
TT

تونس تستهدف جمع 400 مليون دولار من الصكوك الإسلامية

تونس تستهدف جمع 400 مليون دولار من الصكوك الإسلامية

تتطلع الحكومة التونسية خلال السنة الحالية إلى جمع مبلغ مليار دينار تونسي (نحو 400 مليون دولار) عبر آلية الصكوك الإسلامية، بغرض تمويل الاقتصاد التونسي، والمساعدة في الحد من عجز ميزانية الدولة، وتمويل مشاريع عمومية مُلحة خلال مخطط التنمية الممتد من 2016 إلى 2020.
ووقعت بورصة الأوراق المالية بتونس في السادس من مارس (آذار) الماضي بروتوكول تعاون مع «ناسداك دبي» بالإمارات العربية المتحدة، يقضي بإصدار تونس مجموعة من الصكوك الإسلامية السيادية في بورصة دبي.
ويدعم هذا الاتفاق المبادرات الحكومية الرامية إلى الرفع من حجم رؤوس الأموال المتدفقة إلى تونس، وضبط حلول وآليات فعلية لتطبيق قانون 30 يوليو (تموز) 2013، المتعلق بالصكوك الإسلامية الذي أقره المجلس التأسيسي التونسي (البرلمان) دون أن يجد فعلياً طريقه نحو التطبيق، بسبب الجدل الذي أثير حوله.
وفي هذا الشأن، اعتبر سعد بومخلة الخبير المالي والاقتصادي أن اللجوء إلى إصدار الصكوك الإسلامية لدى بورصة «ناسداك دبي»، ينبع من توجه الدولة التونسية نحو تعبئة تمويلات من بلدان الخليج العربي. وأكد أن تعبئة التمويلات المالية عبر إصدار صكوك إسلامية يعتبر نوعاً من التداين، ولكنه أقل إجحافاً وضغوطاً وإملاءات من بقية أنواع التمويل الدولي.
وكان الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي التونسي قد دعا في أكثر من مناسبة إلى «تطوير سوق الصكوك الإسلامية في تونس، لأنها تتماشى مع الاقتصاد الحديث مع احترام المحاذير الشرعية». وأكد أن من مزايا التمويل الإسلامي عدم خلق مديونية مثلما هو الشأن بالنسبة لأساليب الاقتراض الأخرى.
وتقوم فكرة الصكوك الإسلامية على المشاركة في تمويل مشروع أو عملية استثمارية متوسطة أو طويلة الأجل، وفقاً للقاعدة الفقهية الإسلامية التي تقوم على مبدأ «الغُنْم بالغُرْم»، بمعنى «المشاركة في الربح والخسارة».
وأكد العياري ضرورة «فهم الصكوك الإسلامية وإزالة الحاجز النفسي حولها في تونس»، مشيراً إلى وجود دول متقدمة تفوقت في اعتماد أدوات استثمار وادخار ثورية عبر التمويل الإسلامي، ولكن تونس ما زالت تعتمد أكثر على التمويل البنكي التقليدي، مما يعيق التنمية، على حد تعبيره.
وأثير جدل قوي في تونس خلال إعداد ميزانية سنة 2016، وذلك على خلفية الإعلان عن تخلي الدولة عن بعض ممتلكاتها وجعلها في متناول البنوك الإسلامية في حال الحصول على صكوك إسلامية. وتساءل التونسيون عن جدوى تخلي الدولة عن ملعب رادس الأوليمبي (الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية) بهدف الحصول على تمويلات وقروض خارجية، مهما كان مصدرها باعتبارها تخلياً تدريجياً عن رموز سيادة البلاد.
وأقرت تونس قانوناً جديداً للاستثمار دخل حيز التنفيذ بداية من يوم أمس، ومن الانعكاسات الإيجابية المتوقعة لهذا القانون فتح مجال الاستثمار في السوق المالية التونسية مع إلغاء السقف المالي الذي كان محدداً في السابق أمام المستثمرين الأجانب.
وفي هذا الشأن، قال بلال سحنون مدير عام بورصة تونس في تصريح إعلامي، إن السوق المالية التونسية في انتظار تدفق ما لا يقل عن 500 مليون دينار تونسي (نحو 200 مليون دولار) خلال سنة واحدة من دخول هذا القانون حيز التنفيذ، وهو ما سيدعم نسق الاستثمار الأجنبي المباشر ويوفر سيولة مالية هامة لا يزال الاقتصاد التونسي في حاجة ماسة إليها.
واعتبر سحنون أن اللجوء إلى صيغة تمويل للحاجات الاقتصادية الملحة لا يعني التفويت (البيع أو الخصخصة) في أصول البلاد، على حد قوله، وأرجع الجدل الذي أثير حول الصيغ الجديدة للتمويل إلى سوء فهم بعض الآليات المالية من قبل العامة.



«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني، إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات المحلية المصنفة. إلا إن رأت أن هذه الزيادة قد تؤثر بشكل أكبر على هوامش ربحها بشكل عام وقدرتها التنافسية، حيث ستظهر التكلفة الإضافية في البيانات المالية للشركات بدءاً من الربع الأول من العام الحالي.

ورغم ذلك، تؤكد الوكالة في تقرير حديث اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الشركات الكبرى مثل «سابك» و«المراعي» و«الشركة السعودية للكهرباء» ستكون قادرة على إدارة هذه الزيادة في التكاليف دون تأثير ملموس على جودة الائتمان الخاصة بها. وبالنسبة لـ«سابك» و«المراعي»، لا يُتوقع أن تؤثر زيادة أسعار المواد الأولية بشكل كبير على ربحية الشركتين. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فإن الوكالة تشير إلى أن الحكومة قد تقدم دعماً استثنائياً في حال الحاجة.

تجدر الإشارة إلى أن «أرامكو السعودية» كانت قد أعلنت رفع أسعار الديزل إلى 1.66 ريال للتر، بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي. فيما أبقت على أسعار كل أنواع المحروقات الأخرى كما هي عند 2.18 ريال للتر البنزين 91، و2.33 للتر البنزين 95، و1.33 ريال للكيروسين، و1.04 لغاز البترول المسال.

وبحسب التقرير، من المتوقع أن يسهم هذا القرار «في تقليص تكاليف الدعم الحكومي، مع إمكانية إعادة توجيه المدخرات الناتجة لدعم مشاريع (رؤية 2030)، التي تتطلب تمويلات ضخمة تقدر بأكثر من تريليون دولار».

وفيما يتعلق بـ«سابك»، تتوقع الوكالة أن تتمكن الشركة من التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة على هوامش الربح بفضل الحصول على أكثر من نصف المواد الأولية بأسعار تنافسية من مساهمها الرئيسي «أرامكو»، وأن تظل قادرة على التفوق على نظيراتها العالمية في مجال الربحية. وعلى سبيل المثال، تقدر الشركة أن تكلفة مبيعاتها سترتفع بنسبة 0.2 في المائة فقط، ومن المتوقع أن تظل هوامش الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بين 15 و18 في المائة في الفترة 2024-2025، مقارنةً مع 14.9 في المائة خلال 2023.

أما «المراعي»، فتتوقع الوكالة أن تكون تكاليفها الإضافية بسبب زيادة أسعار الوقود نحو 200 مليون ريال في عام 2025، بالإضافة إلى تأثيرات غير مباشرة من أجزاء أخرى من سلسلة التوريد. ومع ذلك، تظل الشركة واثقة في قدرتها على الحفاظ على نمو الإيرادات والربحية، مع التركيز على تحسين الكفاءة التشغيلية والتخفيف من هذه الآثار، وفق التقرير. وبحسب التقرير، تشير النتائج المالية الأخيرة لـ«المراعي» إلى زيادة في الإيرادات بنسبة 9 في المائة خلال الـ12 شهراً حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2024، حيث بلغ إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 4.2 مليار ريال.

وتتوقع الوكالة نمواً في إيرادات الشركة بنسبة 6 إلى 12 في المائة عام 2025، بفضل النمو السكاني وزيادة الاستهلاك، بالإضافة إلى إضافة سعة جديدة ومنتجات مبتكرة. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فتشير الوكالة إلى أن الحكومة قد تغطي جزءاً من التكاليف الإضافية الناتجة عن ارتفاع أسعار الغاز، بما يعادل 6 إلى 7 مليارات ريال.