انطلاق أعمال اجتماع وزراء خارجية دول الجوار السوري غدا

مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يصل الأردن للمشاركة

المفوض الأعلى في الأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس
المفوض الأعلى في الأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس
TT

انطلاق أعمال اجتماع وزراء خارجية دول الجوار السوري غدا

المفوض الأعلى في الأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس
المفوض الأعلى في الأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس

بدأ المفوض الأعلى في الأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس أمس الجمعة في زيارة إلى الأردن تستغرق بضعة أيام، يشارك خلالها صباح غد (الأحد) الاجتماع الوزاري الذي يضم وزراء خارجية الأردن والعراق وتركيا ومصر، ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني.
وحسب علي بيبي، الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، فإن غوتيريس، وهو وزير سابق لوزراء البرتغال، سيلتقي كبار المسؤولين الأردنيين خلال زيارته، وسيبحث معهم التحديات التي تواجه الأردن في استضافته لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين والأعباء المترتبة على ذلك. وأكد بيبي في بيان صحافي أن غوتيريس سيبحث سبل تعزيز العلاقات بين المفوضية والأردن وسبل تحفيز المجتمع الدولي لدعم الأردن بشكل يتناسب مع حجم الاحتياجات والأعباء الملقاة على كاهله.
وسيطلع غوتيريس كذلك خلال زيارته على أوضاع اللاجئين السوريين داخل وخارج المخيمات. فيما سيبحث الاجتماع الوزاري الآثار الإنسانية لأزمة اللجوء السوري والأعباء الملقاة على كاهل دول الجوار في هذا الصدد، والاستجابة الدولية لهذه الأزمة، وكذلك الحاجات المتزايدة لدعم المجتمع الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه هذه الدول.
وكان أعلن رسميا أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة وجه الدعوات رسميا لكل من وزراء خارجية لبنان جبران باسيل، والعراق هوشيبار زيباري، وتركيا أحمد داود أوغلو، ومصر نبيل فهمي، إلى جانب غوتيريس للمشاركة في المؤتمر الوزاري للدول المضيفة للاجئين السوريين الذي سيعقد غدا في مخيم الزعتري بالأردن.
وأشار مصدر دولي إلى أن عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار وصل إلى نحو 2.9 مليون شخص، بحسب أرقام المفوضية، فيما تلقت المنظمة الأممية حتى الآن نحو 24 في المائة فقط من المبلغ الذي طلبته لتمويل أعمالها مع اللاجئين في المنطقة في العام الحالي، والذي بلغ نحو أربعة مليارات وربع المليار دولار.
وكان وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس دعا المجتمع الدولي في حديث إذاعي إلى الضغط من أجل إقامة مخيمات للاجئين السوريين في الداخل السوري للحد من أزمة تدفق مئات الآلاف من اللاجئين إلى لبنان، حيث وصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان إلى مليون لاجئ. وقال درباس إن ما يقرب من خمسين ألف لاجئ سوري يدخلون إلى لبنان شهريا حسب إحصاءات رسمية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشيرا إلى وجود نحو 100 ألف تلميذ سوري في المدارس اللبنانية، بينما ينتظر نحو 300 ألف تلميذ آخرين فرصة للانضمام إليها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.