الحريري يدق ناقوس الخطر: أزمة اللاجئين بلغت الذروة

حذّر من من تحول {التوتر} إلى {اضطرابات مدنية}

الحريري يدق ناقوس الخطر: أزمة اللاجئين بلغت الذروة
TT

الحريري يدق ناقوس الخطر: أزمة اللاجئين بلغت الذروة

الحريري يدق ناقوس الخطر: أزمة اللاجئين بلغت الذروة

نبّه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من أن «التوتر» بين اللبنانيين والسوريين يمكن أن يتحول إلى «اضطرابات مدنية»، لافتاً إلى أن أزمة اللاجئين السوريين وصلت إلى «الذروة» في لبنان.
وأشار الحريري خلال لقاء مع وسائل الإعلام الأجنبية في بيروت، إلى أنه سيقدم إلى المجتمع الدولي الأسبوع المقبل خلال قمة حول سوريا في بروكسل «خطة تتضمن استثمارات». وقال إن لبنان الذي يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل أصبح «مخيماً كبيراً للاجئين». وأضاف: «لقد بلغت هذه القضية الذروة، نريد أن يصغي المجتمع الدولي لنا ويدرك أن لبنان يواجه أزمة».
وحذّر الحريري من أن «الوضع أكثر خطورة من أي وقت مضى، خصوصا على الصعيد الاجتماعي». وأوضح في هذا الصدد أنه «في معظم البلدات التي تستضيف اللاجئين، هناك توتر كبير بين اللبنانيين والسوريين». وتابع قائلا: «استقبل رؤساء بلديات، طلبوا مني التوصل إلى وسيلة تسمح بترحيلهم إلى سوريا. هذا شيء لن نفعله مطلقاً كحكومة لأننا نعرف المخاطر التي سيتعرض لها اللاجئون، لكن هذا يعكس مدى توتر الناس».
ويقيم اللاجئون السوريون في مخيمات بائسة أو في شقق، وخصوصاً في شمال وشرق البلاد قرب الحدود مع سوريا. ويتلقون المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة لكن الحريري أكد أن هذه الأخيرة ليست كافية.
وأوضح رئيس الحكومة اللبنانية أنّه سيقدم إلى قمة بروكسل «برنامجاً على مدى خمس إلى سبع سنوات، يلتزم خلالها المجتمع الدولي بدفع مبلغ من 10 إلى 12 ألف دولار عن كل لاجئ من خلال الاستثمار في البنى التحتية» في لبنان.
وأشار الحريري إلى أن تلامذة المدارس اللبنانية ارتفع عددهم من 200 ألف إلى 450 ألفا خلال ست سنوات. وأضاف: «يجب على المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً، وإلا فإن لبنان سيجد نفسه محشوراً في نهاية المطاف. وقد تدفع هذه الأزمة المستمرة اللاجئين إلى عدم البقاء في لبنان».
وحذّر قائلا: «نحن لا نريد اتخاذ قرارات كما فعلت بلدان أخرى، فتحت أبوابها وتركت (السوريين) يذهبون إلى أوروبا»، في إشارة إلى تركيا التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين لاجئ سوري. وأضاف: «لا نريد أن نصل إلى هذا» الأمر.
من جهته، قال وزير الطاقة سيزار أبي خليل في مؤتمر صحافي عقده (الجمعة) إن النازحين السوريين يستهلكون 490 ميغاواط، «أي يحرمون اللبنانيين من 5 ساعات تغذية يومياً ويكلفون الدولة اللبنانية 330 مليون دولار».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».