«الأهداف المتوقعة»... نماذج تحليلية جديدة تحدث ثورة في عالم كرة القدم

«التحليلات الكروية» لن تؤثر على استمتاع الجماهير باللعبة بل ستجذب إليها نوعاً آخر من المشاهدين

تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)
تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)
TT

«الأهداف المتوقعة»... نماذج تحليلية جديدة تحدث ثورة في عالم كرة القدم

تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)
تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)

كانت المرة الأولى التي أرى فيها عبارة «الأهداف المتوقعة» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وكنت قد انقطعت لفترة عن عالم الإنترنت واكتفيت بالدخول على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، وعندما عدت للظهور كان ذلك من خلال موقع يسمى «ستاتسبومب»، ومقال نشر عليه بعنوان «ليستر سيتي ورحلته إلى منطقة كاميكازي». (كلمة «كاميكازي» تستخدم للإشارة إلى هجمات انتحارية قام بها الطيارون اليابانيون ضد سفن الحلفاء في الجزء الأخير من حملة المحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية).
وفي تلك المرحلة من هذا الموسم الإعجازي لليستر سيتي، كان النادي لا يزال في بداية انطلاقته ويحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان مهاجم الفريق جيمي فاردي يواصل تسجيل أهدافه للمباراة التاسعة على التوالي. لكن كاتب المقال، واسمه محمد محمد، تحدث عن شيء غير مألوف بالمرة عن ليستر سيتي، وهو أن معدل الأهداف التي يسجلها ويستقبلها النادي كان مرتفعا بشكل لا يصدق. وكان هذا المعدل، في حال استمراره حتى نهاية الموسم، من شأنه أن يجعل ليستر سيتي هو النادي الخامس الذي يسجل أكثر من 60 هدفا في الوقت الذي تستقبل فيه شباكه أكثر من 50 هدفا في موسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن بين الأربعة فرق التي حققت هذا المعدل من قبل كان نادي ليفربول بقيادة بريندان رودجرز ونادي نيوكاسل يونايتد تحت قيادة السير بوبي روبسون. ومن الواضح أن شيئا غير عادي كان يحدث، لكن لم تكن البيانات والأرقام في ذلك الوقت تعكس تبني ليستر سيتي لطريقة لعب تتسم بالمغامرة الشديدة، حيث كانت النسبة المتوقعة للفارق بين الأهداف التي يسجلها الفريق والأهداف التي يستقبلها تصل إلى 0.5 فقط.
وفي تلك اللحظة تعرفت على فرع جديد من تحليلات كرة القدم يُنشر على الملأ وفي كثير من الأحيان يكون الجمهور هو من يقوم بإنشائه، وهو تحليل سوف يغير على الأرجح الطريقة التي يشاهد بها الجمهور كرة القدم، بل والطريقة التي يتحدث بها عن اللعبة بشكل عام. لم أكن بالطبع أول من اكتشف ذلك التحليل، حيث كان هناك بالفعل مجتمع رقمي مزدهر للغاية في هذا الإطار، لكن في نفس الوقت لم أكن قد سمعت به في أي مناقشات أو تقارير حول أي مباراة في كرة القدم. وشعرت وقتها بشيء من القلق، والحذر بكل تأكيد، لكنني كنت مضطرا للاستمرار في قراءة كل شيء حول هذا التحليل الجديد.
فما هو بالضبط هذا التحليل الجديد، الذي يطلق عليه اسم «الأهداف المتوقعة»؟ يجيب عن هذا السؤال مايكل كالي، وهو أحد المسؤولين عن تطوير هذا التحليل، قائلا: «تكمن الفكرة في تحديد احتمال تسجيل هدف من محاولة التسديد على المرمى (أو أي فرصة أخرى للتسجيل). أعتقد أنها فكرة بديهية تماما، فدائما ما يقول المديرون الفنيون في كرة القدم إنهم يسعون لخلق فرص أفضل لتسجيل الأهداف، و«الأهداف المتوقعة» هي في الأساس مجرد تقدير كمي لهذه الفكرة. ربما يوجد هذا المفهوم العام منذ فترة طويلة في عالم كرة القدم - فكرة تشارلز ريب التي تقول إن «تسديدة من بين كل تسع تسديدات تدخل المرمى» هي بالفعل نسخة مبكرة من فكرة الأهداف المتوقعة.
ويتمثل الفارق الرئيسي بين المفهوم الذي وضعه ريب - وهو محلل كروي برز في خمسينات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية ومخترع لعبة الكرة الطويلة - وبين تفسير كالي في كلمة «الكمي». وبدأ كالي، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الدراسات الدينية من جامعة هارفارد، العمل في بيانات كرة القدم منذ أن كان طالبا، لكنه يتفرغ لهذه المهنة الآن بشكل كامل. ومثله في ذلك مثل الكثير من زملائه الذين يعشقون التحليل، يبحث كالي دائما عن بيانات كرة القدم لمعرفة احتمالات تحويل أي فرصة إلى هدف في نهاية المطاف. ويبدأ الأمر بمكان الفرصة نفسها، كأن تقول على سبيل المثال إن تسديدة من بين كل ست تسديدات من منطقة الست ياردات قد تتحول إلى هدف، لكن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بكل تأكيد.
ويتحدث كالي عن المتغيرات التي تحدث في نموذج «الأهداف المتوقعة» لديه، قائلا: «في الوقت الحالي يعمل النموذج الذي أضعه على تقييم محاولات التسديد على المرمى من عدة محاور مختلفة: من أين تم تسديد الكرة؟ ما نوع التمريرة التي أدت إلى تسديد الكرة في النهاية؟ بأي جزء من الجسم تم تسديد الكرة؟ هل راوغ المهاجم مدافع الفريق الآخر قبل محاولة التسديد؟ ما سرعة المهاجم عندما سدد الكرة؟ هل كانت التسديدة من الحركة أم من كرة ثابتة؟ كل هذه العوامل تؤثر بشكل واضح على احتمال تسجيل الهدف. ومن خلال تجميع هذه المعلومات في النموذج، يمكنني تقدير احتمال تسجيل الفرص المختلفة خلال مباراة واحدة أو على مدار موسم بأكمله».
نعم، لقد فهمت ما يحدث الآن. إنه أمر جيد، لأن التحليل الإحصائي الكمي (دعونا نطلق عليه اسم «بيانات كرة القدم الكبيرة»)، سيكون مؤثرا بقوة في تلك اللعبة. وعلى مدى العقد الماضي، أصبحنا نستخدم تحليل كرة القدم بشكل أكثر عمقا من أي وقت مضى: بدءا من الثورات الكبيرة التي حدثت في عالم التغذية واللياقة البدنية وحتى التحليل في البرامج التلفزيونية من قبل محللين مثل غاري نيفيل وغيره. في الحقيقة، تعد بيانات كرة القدم الكبيرة قفزة أخرى تماما. وفي حين يعكس ذلك التطورات التي تحدث في الكثير من الصناعات الأخرى، بدءا من تجارة التجزئة ووصولا إلى الخدمات اللوجيستية، فإنه يطرح التساؤل عما إذا كان عالم كرة القدم، بما في ذلك الأندية والجمهور على حد سواء، سوف يكون مستعدا للنهج الذي يقول: «أنا أقدر وأحترم رأيك، لكن هذه هي الحقائق التي لا تقبل أي شك». ولتوضيح ذلك، يمكن للمرء أن يبحث على محرك «غوغل» للبحث عن اللقاء الذي عقد مؤخرا على إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية بين الصحافي غابرييل ماركوتي ولاعب كرة القدم الاسكوتلندي السابق كريغ بيرلي، حيث بدأت المواجهة بحديث ماركوتي عن «الأهداف المتوقعة» وانتهت بقول بيرلي: «يكفي الحديث عن هذا الهراء»، وهو ما يعني أن البعض يشكك في مثل هذه التحليلات. يدير تيد نوتسون موقع «ستاتسبومب»، وهو اسم الموقع الإلكتروني ومجموعة الأدوات التحليلية التي يأمل نوتسون أن يبيعها لأندية كرة القدم. ومثله مثل كالي، يحمل نوتسون الجنسية الأميركية، حيث ولد في ولاية شيكاغو، لكنه يعيش في المملكة المتحدة. وفي الواقع، يمكن وصف ما يكتبه نوتسون على حسابه على موقع «تويتر» بأنه «سلسلة من التكهنات النفسية تقريبا» (وصف نوتسون نادي نوريتش سيتي، الذي أشجعه، بأنه في مركز زائف وغير مناسب لإمكاناته في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي /شامبيونشيب/ قبل يومين تقريبا من بدء هبوطه الدراماتيكي من مقدمة جدول الترتيب إلى مركز لا يؤهله حتى لخوض مباريات فاصلة من أجل الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز).
ويقول نوتسون إنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق من تلك الطريقة الجديدة في التحليل، مضيفا: «من المؤكد أن بعض الأشخاص داخل اللعبة يترددون في الاعتماد على البيانات، فهناك شكل من أشكال المعارضة لذلك وأنا أتفهم ذلك تماما. يشعر البعض أن استخدام البيانات يشير إلى أن السنوات الـ30 الماضية من معلوماتهم ليست ذات صلة، لكن أولا هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق، وثانيا يجب على المرء أن يكون منفتحا على الأفكار الجديدة من أجل تحسين وتطوير قدراته. ودائما ما كانت كرة القدم تعتمد عن الآراء، وكان الكثير من الناس لديهم آراؤهم الجيدة التي كونوها على مدى سنوات طويلة من الخبرة، ويجب أن يعرفوا أن التحليلات الجديدة تعزز هذه الخبرة ولا تلغيها».
وربما كان أصل فكرة «الأهداف المتوقعة» قد بدأ عن طريقة شركة «أوبتا» المتخصصة في تحليل مباريات كرة القدم منذ عام 2001، والتي تسجل جميع المعلومات التي ظهرت على مدى سنوات في الملخصات الإحصائية الصغيرة التي تقام عقب كل مباراة على شاشات التلفزيون وفي الصحف. ووفقا لكالي، كان اثنان من محللي الشركة، وهما سام غرين وديفين بليولر، هما من شرعا لأول مرة في تصميم نموذج «الأهداف المتوقعة» في أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة. وفي نفس الوقت، كانت سارة رود من موقع «ستات دي إن إيه»، وهي أميركية الجنسية أيضا، تعمل على إنشاء نماذج مماثلة.
ولكي نعرف أهمية تلك التحليلات في كرة القدم في الوقت الحالي يجب أن نشير إلى أن موقع «ستات دي إن إيه» قد تم الاستحواذ عليه من قبل نادي آرسنال عام 2014، وتؤخذ الأبحاث التي يقوم بها بعين الاعتبار من قبل صناع القرار في النادي. وفي الوقت نفسه، ذهب غرين للعمل في نادي أستون فيلا، في حين يترأس بليولر فريق التحليلات في نادي تورونتو الذي يلعب في الدوري الأميركي الممتاز. وهناك مثال آخر على أهمية تلك التحليلات في عالم كرة القدم، حيث عُين مايكل إدواردز، وهو محلل بيانات، كمدير رياضي جديد في نادي ليفربول. ورغم أنني اتفق تماما مع النقطة التي أثارها نوتسون بشأن اعتراض البعض داخل اللعبة على تلك النماذج الجديدة في التحليلات، فمن المؤكد أن تأثير تلك التحليلات داخل كرة القدم سوف ينمو بصورة كبيرة للغاية.
وهناك مزايا واضحة للأندية التي تحصل على مثل هذه التحليلات، لا سيما في سوق انتقالات اللاعبين. يقول نوتسون: «تنفق الكثير من الأموال على التعاقد مع اللاعبين، ولو نجحت تلك التحليلات في إنقاذ ناد من توقيع صفقة كبيرة مع لاعب دون المستوى فإن ذلك سوف يوفر للنادي مبالغ مالية كبيرة تعادل ما يدفع لهيئات التحليل على مدى سنوات».
هذا فيما يتعلق بالأندية، لكن ماذا عن الجمهور؟ هناك رجل هولندي متخصص في تحليل بيانات كرة القدم وينشر رسائل على موقع «تويتر» على حساب «11Tegen11» ويصف الخدمة التي يقدمها بأنها «انتقال من مجرد مشاهدة عابرة لمباراة كرة قدم إلى متابعة دقيقة لمباراة كرة قدم». وعقب نهاية كل أسبوع، ينشر هذا المحلل صورا مركبة تظهر تحليلات «الأهداف المتوقعة» للفريقين المشاركين في كل مباراة، بالإضافة إلى خريطة توضيحية للجهد الذي بذله كل فريق من أجل الوصول لمرمى الفريق المنافس (وكلما كانت النقاط أكبر، كانت الفرص أفضل)، وكذلك خريطة رائعة لتمريرات كل فريق توضح تحركات اللاعبين داخل الملعب وكذلك عدد ونوعية التمريرات (ومرة أخرى، كلما كانت النقاط أكبر كانت مرات لمس الكرة أكثر). وقد بدأت بالفعل المحطات التلفزيونية تعرض خرائط مماثلة، كما أعلن الدوري الأميركي الممتاز لكرة القدم الأسبوع الماضي أنه سيعرض بيانات «الأهداف المتوقعة» بعد كل مباراة من مباريات البطولة، وهو ما يعني أن «بيانات كرة القدم الكبيرة»، كما نطلق عليها، سوف تغزو كرة القدم العالمية.
وبالنسبة لكالي، فإن تطبيق التحليلات الجديدة لن تؤثر على استمتاع الجمهور باللعبة، لكن نوتسون يعتقد أن ذلك سيجعلنا نشاهد المباريات بطريقة مختلفة، حيث يقول: «أعتقد أن الناس سيبدأون في مشاهدة كرة القدم بشكل مختلف، لأن نشر الأهداف المتوقعة عقب كل مباراة سوف يكون نقطة حوار بين الجميع، وسوف يمنح الجمهور معلومات جديدة يتحدث بشأنها، علاوة على أن تلك البيانات سوف تُظهر للجمهور ما يحدث خلال عدد هائل من التسديدات على المرمى، وسوف يوضح لكم الخبراء إمكانية حدوث ذلك».
وأضاف: «سوف تؤدي تلك التحليلات إلى جذب نوع جديد من جمهور كرة القدم، لأن هذا النوع من البيانات سوف يتداخل مع الناس الذين يمارسون لعبة (فوتبول مانيجر) أو غيرها من الألعاب الإلكترونية المتعلقة بكرة القدم. إنه بالضبط نفس الشيء، إذ تحصل على معلومات عن اللاعبين ثم تقيم أداءهم بنفسك. وإذا كنت تريد أن تكون أفضل في ألعاب كرة القدم، فأنت تحتاج إلى بيانات بالطبع. في الولايات المتحدة، يعشق الجميع الألعاب الإلكترونية لكرة القدم بقدر عشق اللعبة في العالم الحقيقي».
لقد واصل ليستر سيتي مسيرته، كما تعرفون، حتى حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016، وقبل انتهاء العام، غير المدير الفني السابق للفريق كلاوديو رانييري من طرق لعبه ولعب بشكل به قدر أكبر من التحفظ، وهو ما جعل النادي يفوز بعدد متتال من المباريات بنتيجة هدف واحد من دون مقابل، لينهي الموسم الماضي مسجلا 68 هدفا، في الوقت الذي اهتزت فيه شباكه بـ36 هدفا فقط، ليصل الفارق بين الأهداف التي أحرزها والتي استقبلها إلى 0.52.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».