«الأهداف المتوقعة»... نماذج تحليلية جديدة تحدث ثورة في عالم كرة القدم

«التحليلات الكروية» لن تؤثر على استمتاع الجماهير باللعبة بل ستجذب إليها نوعاً آخر من المشاهدين

تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)
تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)
TT

«الأهداف المتوقعة»... نماذج تحليلية جديدة تحدث ثورة في عالم كرة القدم

تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)
تتبع الإحصائيات في بداية الموسم الماضي أدى إلى تنبؤ البعض بفوز ليستر ببطولة الدوري في نهايته («الشرق الأوسط») - لغة الأرقام توقعت هبوط نوريتش سيتي الموسم الماضي («الشرق الأوسط») - معدل الأهداف التي سجلها فاردي في بداية الموسم الماضي كان مرتفعا للغاية («الشرق الأوسط»)

كانت المرة الأولى التي أرى فيها عبارة «الأهداف المتوقعة» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وكنت قد انقطعت لفترة عن عالم الإنترنت واكتفيت بالدخول على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، وعندما عدت للظهور كان ذلك من خلال موقع يسمى «ستاتسبومب»، ومقال نشر عليه بعنوان «ليستر سيتي ورحلته إلى منطقة كاميكازي». (كلمة «كاميكازي» تستخدم للإشارة إلى هجمات انتحارية قام بها الطيارون اليابانيون ضد سفن الحلفاء في الجزء الأخير من حملة المحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية).
وفي تلك المرحلة من هذا الموسم الإعجازي لليستر سيتي، كان النادي لا يزال في بداية انطلاقته ويحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان مهاجم الفريق جيمي فاردي يواصل تسجيل أهدافه للمباراة التاسعة على التوالي. لكن كاتب المقال، واسمه محمد محمد، تحدث عن شيء غير مألوف بالمرة عن ليستر سيتي، وهو أن معدل الأهداف التي يسجلها ويستقبلها النادي كان مرتفعا بشكل لا يصدق. وكان هذا المعدل، في حال استمراره حتى نهاية الموسم، من شأنه أن يجعل ليستر سيتي هو النادي الخامس الذي يسجل أكثر من 60 هدفا في الوقت الذي تستقبل فيه شباكه أكثر من 50 هدفا في موسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن بين الأربعة فرق التي حققت هذا المعدل من قبل كان نادي ليفربول بقيادة بريندان رودجرز ونادي نيوكاسل يونايتد تحت قيادة السير بوبي روبسون. ومن الواضح أن شيئا غير عادي كان يحدث، لكن لم تكن البيانات والأرقام في ذلك الوقت تعكس تبني ليستر سيتي لطريقة لعب تتسم بالمغامرة الشديدة، حيث كانت النسبة المتوقعة للفارق بين الأهداف التي يسجلها الفريق والأهداف التي يستقبلها تصل إلى 0.5 فقط.
وفي تلك اللحظة تعرفت على فرع جديد من تحليلات كرة القدم يُنشر على الملأ وفي كثير من الأحيان يكون الجمهور هو من يقوم بإنشائه، وهو تحليل سوف يغير على الأرجح الطريقة التي يشاهد بها الجمهور كرة القدم، بل والطريقة التي يتحدث بها عن اللعبة بشكل عام. لم أكن بالطبع أول من اكتشف ذلك التحليل، حيث كان هناك بالفعل مجتمع رقمي مزدهر للغاية في هذا الإطار، لكن في نفس الوقت لم أكن قد سمعت به في أي مناقشات أو تقارير حول أي مباراة في كرة القدم. وشعرت وقتها بشيء من القلق، والحذر بكل تأكيد، لكنني كنت مضطرا للاستمرار في قراءة كل شيء حول هذا التحليل الجديد.
فما هو بالضبط هذا التحليل الجديد، الذي يطلق عليه اسم «الأهداف المتوقعة»؟ يجيب عن هذا السؤال مايكل كالي، وهو أحد المسؤولين عن تطوير هذا التحليل، قائلا: «تكمن الفكرة في تحديد احتمال تسجيل هدف من محاولة التسديد على المرمى (أو أي فرصة أخرى للتسجيل). أعتقد أنها فكرة بديهية تماما، فدائما ما يقول المديرون الفنيون في كرة القدم إنهم يسعون لخلق فرص أفضل لتسجيل الأهداف، و«الأهداف المتوقعة» هي في الأساس مجرد تقدير كمي لهذه الفكرة. ربما يوجد هذا المفهوم العام منذ فترة طويلة في عالم كرة القدم - فكرة تشارلز ريب التي تقول إن «تسديدة من بين كل تسع تسديدات تدخل المرمى» هي بالفعل نسخة مبكرة من فكرة الأهداف المتوقعة.
ويتمثل الفارق الرئيسي بين المفهوم الذي وضعه ريب - وهو محلل كروي برز في خمسينات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية ومخترع لعبة الكرة الطويلة - وبين تفسير كالي في كلمة «الكمي». وبدأ كالي، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الدراسات الدينية من جامعة هارفارد، العمل في بيانات كرة القدم منذ أن كان طالبا، لكنه يتفرغ لهذه المهنة الآن بشكل كامل. ومثله في ذلك مثل الكثير من زملائه الذين يعشقون التحليل، يبحث كالي دائما عن بيانات كرة القدم لمعرفة احتمالات تحويل أي فرصة إلى هدف في نهاية المطاف. ويبدأ الأمر بمكان الفرصة نفسها، كأن تقول على سبيل المثال إن تسديدة من بين كل ست تسديدات من منطقة الست ياردات قد تتحول إلى هدف، لكن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بكل تأكيد.
ويتحدث كالي عن المتغيرات التي تحدث في نموذج «الأهداف المتوقعة» لديه، قائلا: «في الوقت الحالي يعمل النموذج الذي أضعه على تقييم محاولات التسديد على المرمى من عدة محاور مختلفة: من أين تم تسديد الكرة؟ ما نوع التمريرة التي أدت إلى تسديد الكرة في النهاية؟ بأي جزء من الجسم تم تسديد الكرة؟ هل راوغ المهاجم مدافع الفريق الآخر قبل محاولة التسديد؟ ما سرعة المهاجم عندما سدد الكرة؟ هل كانت التسديدة من الحركة أم من كرة ثابتة؟ كل هذه العوامل تؤثر بشكل واضح على احتمال تسجيل الهدف. ومن خلال تجميع هذه المعلومات في النموذج، يمكنني تقدير احتمال تسجيل الفرص المختلفة خلال مباراة واحدة أو على مدار موسم بأكمله».
نعم، لقد فهمت ما يحدث الآن. إنه أمر جيد، لأن التحليل الإحصائي الكمي (دعونا نطلق عليه اسم «بيانات كرة القدم الكبيرة»)، سيكون مؤثرا بقوة في تلك اللعبة. وعلى مدى العقد الماضي، أصبحنا نستخدم تحليل كرة القدم بشكل أكثر عمقا من أي وقت مضى: بدءا من الثورات الكبيرة التي حدثت في عالم التغذية واللياقة البدنية وحتى التحليل في البرامج التلفزيونية من قبل محللين مثل غاري نيفيل وغيره. في الحقيقة، تعد بيانات كرة القدم الكبيرة قفزة أخرى تماما. وفي حين يعكس ذلك التطورات التي تحدث في الكثير من الصناعات الأخرى، بدءا من تجارة التجزئة ووصولا إلى الخدمات اللوجيستية، فإنه يطرح التساؤل عما إذا كان عالم كرة القدم، بما في ذلك الأندية والجمهور على حد سواء، سوف يكون مستعدا للنهج الذي يقول: «أنا أقدر وأحترم رأيك، لكن هذه هي الحقائق التي لا تقبل أي شك». ولتوضيح ذلك، يمكن للمرء أن يبحث على محرك «غوغل» للبحث عن اللقاء الذي عقد مؤخرا على إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية بين الصحافي غابرييل ماركوتي ولاعب كرة القدم الاسكوتلندي السابق كريغ بيرلي، حيث بدأت المواجهة بحديث ماركوتي عن «الأهداف المتوقعة» وانتهت بقول بيرلي: «يكفي الحديث عن هذا الهراء»، وهو ما يعني أن البعض يشكك في مثل هذه التحليلات. يدير تيد نوتسون موقع «ستاتسبومب»، وهو اسم الموقع الإلكتروني ومجموعة الأدوات التحليلية التي يأمل نوتسون أن يبيعها لأندية كرة القدم. ومثله مثل كالي، يحمل نوتسون الجنسية الأميركية، حيث ولد في ولاية شيكاغو، لكنه يعيش في المملكة المتحدة. وفي الواقع، يمكن وصف ما يكتبه نوتسون على حسابه على موقع «تويتر» بأنه «سلسلة من التكهنات النفسية تقريبا» (وصف نوتسون نادي نوريتش سيتي، الذي أشجعه، بأنه في مركز زائف وغير مناسب لإمكاناته في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي /شامبيونشيب/ قبل يومين تقريبا من بدء هبوطه الدراماتيكي من مقدمة جدول الترتيب إلى مركز لا يؤهله حتى لخوض مباريات فاصلة من أجل الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز).
ويقول نوتسون إنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق من تلك الطريقة الجديدة في التحليل، مضيفا: «من المؤكد أن بعض الأشخاص داخل اللعبة يترددون في الاعتماد على البيانات، فهناك شكل من أشكال المعارضة لذلك وأنا أتفهم ذلك تماما. يشعر البعض أن استخدام البيانات يشير إلى أن السنوات الـ30 الماضية من معلوماتهم ليست ذات صلة، لكن أولا هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق، وثانيا يجب على المرء أن يكون منفتحا على الأفكار الجديدة من أجل تحسين وتطوير قدراته. ودائما ما كانت كرة القدم تعتمد عن الآراء، وكان الكثير من الناس لديهم آراؤهم الجيدة التي كونوها على مدى سنوات طويلة من الخبرة، ويجب أن يعرفوا أن التحليلات الجديدة تعزز هذه الخبرة ولا تلغيها».
وربما كان أصل فكرة «الأهداف المتوقعة» قد بدأ عن طريقة شركة «أوبتا» المتخصصة في تحليل مباريات كرة القدم منذ عام 2001، والتي تسجل جميع المعلومات التي ظهرت على مدى سنوات في الملخصات الإحصائية الصغيرة التي تقام عقب كل مباراة على شاشات التلفزيون وفي الصحف. ووفقا لكالي، كان اثنان من محللي الشركة، وهما سام غرين وديفين بليولر، هما من شرعا لأول مرة في تصميم نموذج «الأهداف المتوقعة» في أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة. وفي نفس الوقت، كانت سارة رود من موقع «ستات دي إن إيه»، وهي أميركية الجنسية أيضا، تعمل على إنشاء نماذج مماثلة.
ولكي نعرف أهمية تلك التحليلات في كرة القدم في الوقت الحالي يجب أن نشير إلى أن موقع «ستات دي إن إيه» قد تم الاستحواذ عليه من قبل نادي آرسنال عام 2014، وتؤخذ الأبحاث التي يقوم بها بعين الاعتبار من قبل صناع القرار في النادي. وفي الوقت نفسه، ذهب غرين للعمل في نادي أستون فيلا، في حين يترأس بليولر فريق التحليلات في نادي تورونتو الذي يلعب في الدوري الأميركي الممتاز. وهناك مثال آخر على أهمية تلك التحليلات في عالم كرة القدم، حيث عُين مايكل إدواردز، وهو محلل بيانات، كمدير رياضي جديد في نادي ليفربول. ورغم أنني اتفق تماما مع النقطة التي أثارها نوتسون بشأن اعتراض البعض داخل اللعبة على تلك النماذج الجديدة في التحليلات، فمن المؤكد أن تأثير تلك التحليلات داخل كرة القدم سوف ينمو بصورة كبيرة للغاية.
وهناك مزايا واضحة للأندية التي تحصل على مثل هذه التحليلات، لا سيما في سوق انتقالات اللاعبين. يقول نوتسون: «تنفق الكثير من الأموال على التعاقد مع اللاعبين، ولو نجحت تلك التحليلات في إنقاذ ناد من توقيع صفقة كبيرة مع لاعب دون المستوى فإن ذلك سوف يوفر للنادي مبالغ مالية كبيرة تعادل ما يدفع لهيئات التحليل على مدى سنوات».
هذا فيما يتعلق بالأندية، لكن ماذا عن الجمهور؟ هناك رجل هولندي متخصص في تحليل بيانات كرة القدم وينشر رسائل على موقع «تويتر» على حساب «11Tegen11» ويصف الخدمة التي يقدمها بأنها «انتقال من مجرد مشاهدة عابرة لمباراة كرة قدم إلى متابعة دقيقة لمباراة كرة قدم». وعقب نهاية كل أسبوع، ينشر هذا المحلل صورا مركبة تظهر تحليلات «الأهداف المتوقعة» للفريقين المشاركين في كل مباراة، بالإضافة إلى خريطة توضيحية للجهد الذي بذله كل فريق من أجل الوصول لمرمى الفريق المنافس (وكلما كانت النقاط أكبر، كانت الفرص أفضل)، وكذلك خريطة رائعة لتمريرات كل فريق توضح تحركات اللاعبين داخل الملعب وكذلك عدد ونوعية التمريرات (ومرة أخرى، كلما كانت النقاط أكبر كانت مرات لمس الكرة أكثر). وقد بدأت بالفعل المحطات التلفزيونية تعرض خرائط مماثلة، كما أعلن الدوري الأميركي الممتاز لكرة القدم الأسبوع الماضي أنه سيعرض بيانات «الأهداف المتوقعة» بعد كل مباراة من مباريات البطولة، وهو ما يعني أن «بيانات كرة القدم الكبيرة»، كما نطلق عليها، سوف تغزو كرة القدم العالمية.
وبالنسبة لكالي، فإن تطبيق التحليلات الجديدة لن تؤثر على استمتاع الجمهور باللعبة، لكن نوتسون يعتقد أن ذلك سيجعلنا نشاهد المباريات بطريقة مختلفة، حيث يقول: «أعتقد أن الناس سيبدأون في مشاهدة كرة القدم بشكل مختلف، لأن نشر الأهداف المتوقعة عقب كل مباراة سوف يكون نقطة حوار بين الجميع، وسوف يمنح الجمهور معلومات جديدة يتحدث بشأنها، علاوة على أن تلك البيانات سوف تُظهر للجمهور ما يحدث خلال عدد هائل من التسديدات على المرمى، وسوف يوضح لكم الخبراء إمكانية حدوث ذلك».
وأضاف: «سوف تؤدي تلك التحليلات إلى جذب نوع جديد من جمهور كرة القدم، لأن هذا النوع من البيانات سوف يتداخل مع الناس الذين يمارسون لعبة (فوتبول مانيجر) أو غيرها من الألعاب الإلكترونية المتعلقة بكرة القدم. إنه بالضبط نفس الشيء، إذ تحصل على معلومات عن اللاعبين ثم تقيم أداءهم بنفسك. وإذا كنت تريد أن تكون أفضل في ألعاب كرة القدم، فأنت تحتاج إلى بيانات بالطبع. في الولايات المتحدة، يعشق الجميع الألعاب الإلكترونية لكرة القدم بقدر عشق اللعبة في العالم الحقيقي».
لقد واصل ليستر سيتي مسيرته، كما تعرفون، حتى حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016، وقبل انتهاء العام، غير المدير الفني السابق للفريق كلاوديو رانييري من طرق لعبه ولعب بشكل به قدر أكبر من التحفظ، وهو ما جعل النادي يفوز بعدد متتال من المباريات بنتيجة هدف واحد من دون مقابل، لينهي الموسم الماضي مسجلا 68 هدفا، في الوقت الذي اهتزت فيه شباكه بـ36 هدفا فقط، ليصل الفارق بين الأهداف التي أحرزها والتي استقبلها إلى 0.52.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.