قال الدكتور عزي شريم وزير المياه والبيئة اليمني، إن الانقلابيين يلوثون مياه الشرب بطرق مختلفة في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، ويعملون على تهريب ما ترسله المناطق المحررة من مشتقات نفطية وأغذية إلى دول أفريقية.
وأضاف شريم لـ«الشرق الأوسط» أن أتباع الميليشيات يعملون على تلويث المياه بطرق بدائية، مشيراً إلى أن هذه الأعمال أدت إلى إصابة مواطنين بأمراض وبائية، بحسب ما وصل إلى الحكومة من أطباء في مستشفيات بشكل غير مباشر بسبب المخاوف على سلامتهم.
ولفت إلى أن الميليشيات تمنع باستمرار وصول صهاريج المياه إلى مدينة تعز، وفي حال السماح بذلك تعبث بهذه الكميات، وذلك بهدف الضغط على السكان، وفرض الأمر الواقع على المدنيين، والقبول بمطالب الانقلابيين ومنها عملية التجنيد، مؤكداً أن الميليشيات زرعت ألغاماً بشكل كبير حول الآبار وخزانات المياه في المناطق المحررة لمنع الاستفادة منها.
وأصدرت وزارة المياه، بحسب شريم، كثيراً من التراخيص للجهات المعنية لتوصيل الديزل وما يتعلق بالمياه والكهرباء إلى ميناء الحديدة، وما إن تصل هذه الشحنات إلى المدينة حتى تستولي الميليشيات عليها وتبيعها في السوق السوداء، كما أن كميات من هذا الدعم يهرب عبر البحر إلى بعض دول الأفريقية، ويتم الاستيلاء على كميات الديزل المخصصة لتشغيل مضخات المياه في كثير من المدن، بهدف الضغط على الحكومة الشرعية وتشويه صورتها أمام المدنيين.
وذكر الوزير اليمني أن اليمن يعتمد بشكل كامل على الآبار والمياه الجوفية مصدراً رئيسياً في توفير احتياجات المدنيين، وذلك من خلال سحبها بمضخات إلى الصهاريج مباشرة أو إيداعها في خزانات كبيرة مخصصة لحفظ المياه، ثم توصل عبر الشبكات إلى المناطق، موضحاً أن الميليشيات تسيطر على كل منطقة أحواض لتجميع المياه وتوزيعها في المدن غير المحررة.
وعن المجاعة في اليمن، قال شريم: «نقص المياه جزء من هذه المنظومة، التي تشمل نقص الغذاء والدواء، وفي هذا الصدد خاطبنا كثيراً من المنظمات الدولية لتوضيح الصورة كاملة حول الأعمال التي تقوم بها الميليشيات من استغلال كامل لمقدرات البلاد والاستفادة منها لمآربهم، بهدف الضغط على المدنيين لممارسة عمل سياسي».
وأشار إلى تواصل مباشر مع الهلال الأحمر الإماراتي، والجمعية الكويتية، والصليب الأحمر، بهدف توصيل المتطلبات الضرورية للشعب اليمني، وكان التجاوب كبيراً إلا أن العثرة التي تواجه هذه المساعي هي أن الميليشيات تسطو وتتلاعب بما يصل من المنظمات الدولية وتتاجر به بشكل علني.
ولفَتَ وزير المياه إلى أنه التقى، أول من أمس، في القاهرة، ممثلين عن مكتب إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي إلى اليمن، وطرح حجم المأساة في المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيات. وأكد وجود مغالطة كبيرة فيما تتناقله بعض الجهات، مشيراً إلى أن من تلك المغالطات أن المجاعة ستنتشر إن حرر الجيش الوطني المدعوم من قوات التحالف العربي مدينة الحديدة وميناءها، مشدداً على أن ما يحدث من قتل وبطش وتجويع من قبل الميليشيات هي المجاعة التي تتغافل عنها الجهات الدولية، داعياً إلى التحرك لتحرير ميناء الحديدة وفسح المجال لتوصيل الخدمات والمساعدات إلى اليمنيين في تلك المدن التي تقع سيطرة الميليشيات.
وعن مشروع محطة تحلية المياه التي ستنفذه السعودية، قال شريم: «هذه المحطة التي تعد الأولى من نوعها في اليمن، أطلق عليها مشروع تحلية مياه تعز، وسيوقع على هذا المشروع خلال الأيام القليلة المقبلة ما بين الجانب اليمني والسعودي، الذي تكفل بإنشائه في ميناء المخا، وهذا المشروع سيخدم سكان إب، وتعز، والقرى الواقعة في هذا المحيط، وهو مشروع عملاق سيخلد الدعم السعودي لليمن وأبنائه.
اتهامات لانقلابيي اليمن بتلويث المياه وتهريب النفط
الوزير شريم: الميليشيات طوقت مصادر المياه بالألغام
اتهامات لانقلابيي اليمن بتلويث المياه وتهريب النفط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة