ترمب يدعو العبادي لمزيد من التنسيق لهزيمة «داعش» والإرهاب

غوتيريس من بغداد: حماية المدنيين «أولوية مطلقة»

وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يستقبله في بغداد أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يستقبله في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

ترمب يدعو العبادي لمزيد من التنسيق لهزيمة «داعش» والإرهاب

وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يستقبله في بغداد أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يستقبله في بغداد أمس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى استمرار التنسيق والتعاون في المجال العسكري، بهدف مكافحة الإرهاب، ودحر تنظيم داعش، الذي يحتل مدينة الموصل ومناطق أخرى منذ أشهر كثيرة.
وفي بيان صادر عن «المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء» العراقي، أكد أن العبادي تلقى اتصالاً هاتفياً، من الرئيس ترمب جرى خلاله «بحث تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والانتصارات المتحققة على (داعش) والدعم الدولي للعراق في محاربة الإرهاب». من جانبه، قال العبادي إن «هزيمة (داعش) أصبحت قريبة جداً»، مشيراً إلى «أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق».
وكان ترمب تعهد بدعم جهود مكافحة تنظيم داعش في العراق خلال محادثاته مع العبادي قبل نحو عشرة أيام في البيت الأبيض.
في هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس، إلى جعل حماية المدنيين «أولوية مطلقة» وذلك خلال زيارته العراق، حيث لا يزال مئات آلاف الأشخاص عالقين وسط المعارك في مدينة الموصل. وقال غوتيريس في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر»: «وصلت للتو إلى العراق للاطلاع على الأوضاع الإنسانية بشكل ميداني» مشدداً على أن «حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية المطلقة».
والتقى الأمين العام رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد أن أجرى لقاءات مع وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، قبل التوجه إلى أربيل كبرى مدن إقليم كردستان.
وقال العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريس إن «شعب العراق أثبت قدرته على هزيمة الإرهاب وطرد (داعش) ونحن في المرحلة الأخيرة لتحرير الموصل». وأضاف أن «قواتنا تبذل كامل جهودها لحماية المدنيين، وأن (داعش) يستهدف السكان المدنيين ويتخذهم دروعاً بشرية، وفي الوقت نفسه يكثف ماكينته الدعائية لبث الشائعات».
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري خلال استقباله الأمين العام: «زيارتكم تأتي في ظرف مهم وحساس وتاريخي، حيث تواجه البشرية أشرس محنة وأخطر حرب في مواجهة الجماعات المتطرفة الدموية الإرهابية التي تسعى إلى إنهاء مظاهر الحياة». وأضاف: «نتمنى على الأمم المتحدة ممثلة بالأمين العام للأمم المتحدة السعي لمضاعفة دعم الجهد الإنساني لاستيعاب تفاقم المشكلات التي بدأت تظهر مؤخراً بسبب ضعف المقدرات».
وقال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري خلال لقائه الأمين العام إن «العراق بحاجة لخطة شبيهة بمشروع مارشال الذي ساهم ببناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لتقديم المساعدات للعراقيين ودعم التنمية وتجاوز آثار الحرب ضد عصابات (داعش) الإرهابية». وأضاف أن «المدن العراقية بحاجة لإعادة إعمار البنى التحتية وتوفير المستلزمات الضرورية لعودة النازحين لمناطق سكنهم، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جميع دول العالم التي دافع العراق نيابة عنها ضد إرهابيي (داعش)». وقالت الأمم المتحدة مطلع الشهر الحالي إن نحو 600 ألف مدني لا يزالون داخل الجانب الغربي لمدينة الموصل، بينهم 400 ألف محاصرين داخل المدينة القديمة وسط ظروف سيئة للغاية. والبقاء داخل المدينة يعرض السكان إلى مخاطر كبيرة، وأفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل أكثر من 300 مدني الشهر الماضي، مضيفاً أن هذه الحصيلة قد تتجاوز 400 في حال تأكيد معلومات عن قتلى إضافيين.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.