مشروع سعودي لمنع تلاعب الشركات ومكاتب المحاسبة بالتقارير والقوائم المالية

أمين «هيئة المحاسبين» لـ «الشرق الأوسط»: يكتمل بعد ثلاث سنوات.. وينهي عصر القوائم الورقية إلى إلكترونية

مشروع سعودي لمنع تلاعب الشركات ومكاتب المحاسبة بالتقارير والقوائم المالية
TT

مشروع سعودي لمنع تلاعب الشركات ومكاتب المحاسبة بالتقارير والقوائم المالية

مشروع سعودي لمنع تلاعب الشركات ومكاتب المحاسبة بالتقارير والقوائم المالية

تعتزم السعودية إلزام الشركات والمكاتب المحاسبية تقديم التقارير المالية إلكترونيا إلى الجهات المعنية، بدلا من الطريقة التقليدية الورقية، بهدف التحقق من نزاهة التقارير ومنع تزويرها، بالإضافة إلى ضمان عدم التلاعب في إخراج الزكاة، وذلك في مشروع تبنته الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، عبر إنشاء مركز إلكتروني للقوائم المالية يرتبط مباشرة بالشركات والمكاتب المحاسبية، بحيث يتم إيداع القوائم بصورة إلكترونية في هذا الموقع.
ويكشف الدكتور أحمد المغامس، وهو أمين عام الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين، أن المشروع من المنتظر أن يرى النور عام 2017. أي بعد نحو ثلاث سنوات من الآن، وعن تفاصيل المشروع يقول: «يسمح المشروع بأن يكون هناك نسخة واحدة فقط من قوائم الشركات يتم تداولها في البلاد من قِبل الشركات والبنوك ومصلحة الزكاة والجهات المعنية»، مؤكدا أن ذلك سيقضي بدوره على الكثير من المخالفات والقوائم المالية المكررة، خاصة مع كون البعض لديه قائمة مالية للزكاة وأخرى للبنوك، حسب قوله.
وتابع المغامس خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «بعض المحاسبين قد يتم تزوير أوراقهم»، مشيرا إلا أنه في حال تمت عملية التزوير وتقديم القوائم المالية لمصلحة الزكاة فإن المصلحة لا تعلم إن كانت هذه القوائم صادقة من المكتب المحاسبي أم تم تزويرها، خاصة مع وجود عشرات الآلاف من القوائم المالية، ويضيف «ليس من المنطقي أن ترجع مصلحة الزكاة لكل مكتب محاسبي وتستفسر عن القوائم المالية».
وأفاد بأن هذه الأسباب دعت للتوجه إلى إعداد هذا المشروع، حيث من المتوقع أن تكتفي مصلحة الزكاة والدخل بتسلم البيانات المالية من خلال المركز الإلكتروني، وتابع بالقول: «هذا سيقضي بدوره على الكثير من أنواع الفساد في القوائم المالية، من ناحية وجود أكثر من قائمة أو وجود قوائم مالية مزورة، ومن ناحية توفرها أيضا».
وأشار أمين عام الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين إلى أن هذا الإيداع الإلكتروني من شأنه أن يسهم في توفير معلومات اقتصادية وطنية تساعد على معرفة اتجاه السوق الاقتصادية والتجارية والصناعية والمالية،
وذلك في حال تجمع البيانات ومعالجتها بشكل إلكتروني، بحسب قوله، قائلا: «هنا ستكون لدينا بيانات إحصائية هامة جدا».
من جهة ثانية، تُوقع الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين منتصف شهر مايو (أيار) الحالي، مذكرة تفاهم مع معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، وبسؤال المغامس عن انعكاسات ذلك يقول: «المذكرة تضم عدد من النقاط ذات العلاقة بتطوير أداء المهنة في المملكة، على سبيل المثال: في التعليم والتدريب، مراقبة أداء المكاتب المحاسبية، تنفيذ برامج تدريبية متخصصة أو عقد ندوات ومؤتمرات وملتقيات علمية».
وأشار المغامس إلى أهمية التوافق المشترك بين الزمالات المهنية والاعتراف المتبادل بين الشهادات المهنية من خلال توقيع مثل هذه المذكرات، إلى جانب تزويد كل جهة بمستجدات المهنة في السعودية والبلدان الأخرى، ومعرفة كل مستحدث في هذا الشأن، قائلا: «الهيئة حتى الآن وقعت عدد من مذكرات التفاهم مع عدة جهات دولية، ومجمل هذه المذكرات تأتي في إطار تبادل الخبرات».
تجدر الإشارة إلى مجلس إدارة الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين عقد مؤخرا اجتماعه العاشر للدورة السابعة برئاسة الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة الهيئة، وتم في الاجتماع اعتماد المرحلة الأولى من مشروع التحول للمعايير الدولية في المحاسبة والمراجعة، وتشكيل لجنة للمراجعة في الهيئة، كما اعتمد المجلس توصية لجنة الاختبارات بمنح شهادة الزمالة لعدد 18 متقدم منهم أربع سيدات.
كما وافق المجلس على تفويض الأمين العام للهيئة بتوقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة ومع معهد المحاسبين القانونيين بإنجلترا وويلز، وذلك لإرساء التعاون المتبادل بين هاتين المؤسستين للنهوض بالمعرفة المحاسبية والتطوير المهني والتنمية الفكرية، وترقية مصالح أعضاء كل منهما، والمساهمة بشكل إيجابي في تطوير مهنة المحاسبة في السعودية.



رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».