باحث هولندي وسعوديون يتحدثون عن الشعر النبطي والأنثروبولوجيا

عاد الشعر النبطي (الشعبي) إلى الواجهة مجدداً عبر المناشط الثقافية لوزارة الثقافة والإعلام السعودية، باستضافة مركز الملك فهد الثقافي ندوة «ليالي الشعر النبطي»، تقام ابتداء من اليوم 28 وحتى يوم غد، متضمنة محاضرة وأمسيات وفنونا وأنغاما شعرية، ومعرضا عن هذا اللون من الشعر، وتكريم أربعة من رموز الشعر النبطي الحديث في الجزيرة العربية، الذين رحلوا مؤخراً وتركوا سفراً من إنتاجهم الشعري أثروا به الساحة الشعرية على مدى عقود.
وتتميز ليالي الشعر النبطي التي تبدأ فعالياتها اليوم (الثلاثاء) بحضور رجالي ونسائي، بمحاور متعددة تضع هذا الشعر تحت المجهر النقدي من قبل خبراء فيه من داخل السعودية وخارجها، وذلك خلال المحاضرة التي يشارك بها كل من: الدكتور سعد الصويان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود والباحث المختص في التاريخ الشفهي والشعر النبطي في الجزيرة العربية، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة كاليفورنيا الأميركية، والدكتور مارسيل كوربرشوك المستكشف والدبلوماسي الهولندي المهتم بالقبائل والأشعار النبطية العربية، والمؤلف والمطلع على تراث الجزيرة العربية، وأحد خبراء الشعر النبطي واللهجات العربية، والدكتور عبد السلام الوايل الأستاذ في قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود وحامل الدكتوراه في علم اجتماع المعرفة والعلوم في جامعة كاليفورنيا سيت الأميركية، والمؤلف والكاتب والمهتم بسوسيولوجيا المعرفة والعلوم والتقنية، والدكتور سعود الصاعدي رئيس قسم النقد في جامعة أم القرى.
وتكرم ليالي الشعر النبطي أربعة من الشعراء الراحلين حديثاً الذين سجلوا حضوراً لافتاً في شعرهم النبطي بألوانه المختلفة، إذ سيتم تكريم كل من الشاعر الراحل أحمد الناصر الشايع المولود عام 1921 والمتوفى في الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي، ويعد واحدا من كبار الشعراء في هذا النوع، ومن المعروفين على مستوى الخليج وبعض الدول العربية. وقضى الشاعر قرابة 82 عاما من عمره في مزاولة الشعر، حتى أن بعض الشعراء الذين مروا عليه في ساحة المحاورة أعدوه مدرسة للشعر الشعبي نظما ومحاورة، وكتب كثيرا من القصائد التي غنّيت لاحقا من قبل بعض الفنانين الشعبيين المميزين مثل الفنان سلامة العبد الله والفنان حمد الطيار والفنان خالد عبد الرحمن والفنان عزازي وغيرهم الكثير، مرورا بفناني الخليج أمثال عائشة المرطا وعلي عبد الستار.
أما المكرم الثاني من رموز الشعر النبطي في الجزيرة العربية فهو الشاعر الراحل رشيد الزلامي المولود 1926، وله قصائد في الرد والرثاء، وحاور كثيرا من الشعراء فيما يسمى في القلطة أو الملعبة، واشتهرت قصيدة قيل إنها القصيدة الأخيرة له، حيث توفي عام 2014 بعد معاناته مع المرض.
أما ثالث الشعراء المكرمين في ندوة ليالي الشعر النبطي فهو الشاعر سعد بن جدلان المولود عان 1947، واشتهر بأسلوبه الجزل، وتميزه في الشعر النبطي، وأجاد شعر المحاورة، والعرضة والنظم. وقد لقب بـ«ملك الوصف». وقد صدرت له دواوين شعرية مسموعة وديوان شعري واحد مطبوع اسمه «سمان الهرج»، وتوفي الشاعر في 26 أبريل (نيسان) 2016.
وتكرم الندوة الشاعر مساعد الرشيدي المولود في السعودية عام 1962 وانتقل مع أسرته للكويت بسبب ظروف عمل والده الذي كان يعمل في القطاع العسكري، ثم انتقل إلى جازان وفيها كتب أول محاولة شعرية، وعاش جزءاً من مراهقته في خميس مشيط، قبل أن ينتقل للدراسة في أرامكو لمدة عام ونصف العام، ثم التحق بكلية الملك خالد العسكرية في الرياض، وتخرج منها برتبة ملازم، وكان الخامس على دفعته، وواصل عمله في قطاع الحرس الوطني إلى أن وصل إلى رتبة عميد في سلاح المدفعية، وكان مطلعاً وشغوفاً بالقراءة، وعد أحد الشعراء الذين برزوا فترة الثمانينات، وحافظوا على قيمة الشعر الشعبي من رحلة البدايات إلى ساعة رحيله، وتوفي بشهر يناير من هذا العام.