الخرطوم: البشير سيشارك في القمة و«الجنائية الدولية» تجاوزها الزمن

سيطرح موضوعي تنمية السودان وإحلال السلام فيه

الخرطوم: البشير سيشارك في القمة و«الجنائية الدولية» تجاوزها الزمن
TT

الخرطوم: البشير سيشارك في القمة و«الجنائية الدولية» تجاوزها الزمن

الخرطوم: البشير سيشارك في القمة و«الجنائية الدولية» تجاوزها الزمن

قطعت الرئاسة السودانية الشكوك حول مشاركة الرئيس عمر البشير في القمة العربية التي تنطلق في العاصمة الأردنية نهاية هذا الأسبوع، متجاوزة المحكمة الجنائية الدولية، في إشارة إلى البيان الذي دعت فيه منظمة حقوق الإنسان الأميركية الأردن بمنع البشير من دخول أراضيها أو توقيفه، موضحة أنها لا تفيد ولا تغني ولا تسمن من جوع.
وقال الفريق طه عثمان الحسين مدير عام مكاتب الرئيس البشير والمبعوث الشخصي له في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» قبل أن تحط الطائرة التي تقلّه في سماء الرياض: «مشاركة البشير مؤكدة ومرحّب بها من الأردن، والجنائية الدولية تجاوزها الزمن، ما عادت تشغل بالنا ولا نعيرها اهتماما، لقد ماتت، ودفنها القادة الأفارقة في قاع النسيان، بإعلانهم الانسحاب كليا من عضويتها، قبل أن تلحق بها دول أخرى خارج أفريقيا».
وقال الحسين: «الحديث عن المحكمة الجنائية وملاحقة البشير، هذا كلام أصبح من الماضي ومن المؤكد لن يستجيب له الأردن، لأنه ملتزم بتطبيق ميثاق الجامعة العربية المتعلق بهذا الأمر، حيث جاءت الدعوة بالمشاركة من الجامعة العربية».
ولفت إلى أن الرئيس زار كثيرا من البلاد العربية والخليجية والأفريقية والآسيوية وليس من شيء يعكر أو يعرقل زياراته، مؤكدا أن هذه المنظمة لا تستحق التعليق على بيانها، منوها إلى أن وجوده في الرياض، يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر الشامل بين البلدين في مختلف القضايا.
وأضاف: «الرئيس البشير سيشارك بقوة في كل مباحثات وقرارات القمة العربية بالأردن، وسيقدم موضوعي تنمية السودان وإحلال السلام الكامل فيه، وسيلتقي عددا من القادة العرب على هامش هذه القمة، من بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والملك عبد الله الثاني ملك الأردن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي».
ولفت الفريق الحسين ، إلى أن مباحثات الرئيسين البشير والسيسي، ستركز على ضرورة المضي قدما في إطار التشاور بين الطرفين ورسم الرؤى المشتركة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية بشكل عام، والمنطقة على وجه الخصوص، وتحريك الملفات والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في مختلف المجالات، والتأكيد على أن أمن مصر من أمن السودان والعكس صحيح، للحفاظ على الجيرة والشراكة السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيرا إلى أن الحملات الإعلامية التي ساءت لعلاقة البلدين، لا تمثل البعد السياسي الرسمي للبلدين.
يذكر أن منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية، أصدرت بيانا، طالبت فيه الأردن بمنع دخول الرئيس السوداني عمر البشير إلى الأراضي الأردنية للمشاركة بأعمال القمة العربية أو طلب توقيفه.
وقالت المنظمة في بيانها: «على الأردن منع دخول رئيس السودان عمر البشير إلى أراضيه أو توقيفه إذا دخل البلاد»، بحجة أن البشير مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية منذ 2009. وأصدرت ضده مذكرتي توقيف في 2009 و2010 بسبب زعم بأن له دورا في أحداث دارفور، موجهة له تهمة الإبادة الجماعية وجرائم حرب.
وفي هذا الإطار، ترفض الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، التعاون مع قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يطالب باعتقاله وتقديمه للمحكمة، في وقت جال وصال فيه البشير في عدد كبير من الدول الأفريقية والعربية والخليجية والآسيوية، وباءت كل محاولات المحكمة الجنائية بالفشل على توقيفه في أي من هذه البلاد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.