توشيح الروائية المغربية ليلى السليماني بوسام فرنسي رفيع

في حفل ترأسته أودري أزولاي وزيرة الثقافة والاتصال

أزولاي وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا
أزولاي وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا
TT

توشيح الروائية المغربية ليلى السليماني بوسام فرنسي رفيع

أزولاي وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا
أزولاي وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا

بعد أقل من 5 أشهر على تتويجها بجائزة «غونكور» الفرنسية، عن روايتها «أغنية هادئة»، تسلمت ليلى السليماني، الروائية ذات الأصول المغربية، أول من أمس، بباريس، الوسام الفرنسي للفنون والآداب، من درجة ضابط، من يد أودري أزولاي، وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا، وذلك خلال حفل نظم بمناسبة احتضان العاصمة الفرنسية للدورة الـ37 لمعرض الكتاب، التي تستقبل المغرب «ضيف شرف»، وذلك في حضور عدد من المسؤولين والمثقفين، فرنسيين ومغاربة.
وتوقف عدد من المتتبعين عند رمزية تسلم الروائية الشابة، التي ولدت عام 1981 في الرباط، من أم من أصول جزائرية وأب مغربي، لوسام «يسلم للشخصيات التي تميزت بإبداعاتها في المجال الفني أو الأدبي، أو بمساهمتها في إشعاع الفنون والآداب في فرنسا والعالم»، من يد وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا، التي تنحدر، هي الأخرى، من أصول مغربية، ما دام أن والدها هو أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس. لذلك قالت ليلى السليماني إنها تحمل المغرب في داخلها، بشكل قوي، فيما قالت أودري أزولاي: «نتشارك المغرب وفرنسا، بشكل يؤكد رؤية مشتركة للحوار عبر الثقافة».
وتعتبر «أغنية هادئة»، التي فازت بالـ«غونكور»، ثاني روايات السليماني، بعد «في حديقة الغول» (2014)، روايتها الأولى، التي استلهمت أحداثها من قضية اتهام دومينيك ستروس كان باغتصاب عاملة في فندق أميركي.
وفضلاً عن روايتيها، سبق لسليماني أن نشرت، في 2013، بالدار البيضاء، أول مؤلفاتها، الذي حمل عنوان «خليج الداخلة: التجول الساحر بين البحر والصحراء».
وتشارك السليماني في فعاليات معرض الكتاب بباريس، إلى جانب عدد من الكتاب المغاربة، بينهم الطاهر بن جلون وعبد اللطيف اللعبي وحسن نجمي ومحمد برادة وفؤاد العروي ومحمد بنطلحة ومحمد بنيس ومحمد الأشعري ومحمد حمودان وماحي بنبين وعبد الفتاح كيليطو وزكية داود.
وقال محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة في المغرب، إن معرض باريس للكتاب يبقى «من التظاهرات الثقافية المرموقة بفرنسا»، لأنه «يتيح فرصةً استثنائية للتعريف بغنى وتنوع الثقافة المغربية بشتى تعابيرها الأدبية والفنية، سواء لدى الجمهور الواسع، أو بالنسبة لمهنيي الكِتاب بفرنسا والدول المشارِكة في هذا المعرض»، مشيراً إلى أن حضور المغرب في هذه التظاهرة، «ضيف شرف»، يعكس «عمقَ ومتانة العلاقات التاريخية والثقافية المتميزة بين المغرب وفرنسا، القائمة على التقدير المتبادَل والمستوى الراقي للتعاون الثقافي بين البلدين».
وزاد الوزير المغربي، متحدثاً عن الأمل في أن تكون مشاركة المغرب «ضيف شرف» لمعرض باريس، «في مستوى هذه العلاقات الثنائية المتميزة، وكذا في حجم هذا الحدث الثقافي الكبير، وذلك لإبراز صورة المغرب المتفرِّد بثقافته والمنفتح على التنوع وعلى قَبول الاختلاف».
ويضمُّ الرواق المغربي، المنسجم مع تِيمة «المغرب بكتاب مفتوح»، مكتبة كبرى، تَعرِض رصيداً وثائقياً يصلُ إلى نحو 3 آلاف عنوان، في 17 ألف نسخة، تم نشرها من 60 ناشراً ومؤسسة مغربية، إلى جانب 30 مؤسسة فرنسية أصدرت لكتاب مغاربة. كما يشمَل فضاءات مخصَّصة للقاءات، ستُمكن من تنظيم نحو 45 ندوة ولقاءً، يتم تنشطيها من طرف 90 كاتباً ومحاضراً، فيما سيمكن فضاءُ التوقيعات من اللقاء المباشر بين الكُتاب المغاربة والجمهور.
وبمناسبة المشاركة المغربية، في معرض باريس للكتاب، تنظم 3 تظاهرات فنية، تشمل حفل «الأوركسترا الفيلارمونية بالمغرب»، وحفل «الموسيقى اليهودية المغربية»، وحفل «موسيقى كناوة»، في الاختتام بـ«باتاكلان»، يوم 27 مارس.
وتسعى مشاركة المغرب، «ضيف شرف»، في المعرض الفرنسي، حسب الصبيحي، إلى «إبراز صورة المغرب، ما بعد دستور 2011، الذي تمَكَّن من تحقيق تقدم كبير على مستوى الاعتراف وتثمين التنوع الثقافي واللغوي ضمن الهوية الوطنية الموحدة وإقرار الحق في الثقافة ودعم الإبداع الثقافي والفني، في احترام تام لحرية الفكر والإبداع». كما تهدف إلى «التعريف بالحيوية الثقافية التي يشهدها المغرب، والتي تتجلى، على مستوى مجال الكتاب والأدب بشكل خاص، في غنى المنتج الأدبي الوطني، وفي حصول عدد من الكتاب المغاربة، رجالاً ونساءً، بمختلف التعابير اللغوية الوطنية والأجنبية، على جوائز أدبية مرموقة»، مع إبراز وجه «مغرب يتقدم، مغرب يبدع، مغرب يصون الحقوق الثقافية، مغرب منفتح على الآخر».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.