محادثات أميركية ـ إسرائيلية حول الاستيطان قريباً

بعد اختتام الجولة الثانية منها في واشنطن بلا نتيجة

محادثات أميركية ـ إسرائيلية حول الاستيطان قريباً
TT

محادثات أميركية ـ إسرائيلية حول الاستيطان قريباً

محادثات أميركية ـ إسرائيلية حول الاستيطان قريباً

بعد إعلان الطرفين الأميركي والإسرائيلي في بيان مشترك أن الجولة الثانية من محادثاتهما حول الاستيطان في واشنطن، لم تسفر عن نتيجة، تنوي الإدارة الأميركية دعوة الوفد الإسرائيلي إلى جولة ثالثة قريباً.
وكانت الجولة الثانية جرت على مدى أربعة أيام، واختتمت أول من أمس، وكان هدفها التوصل إلى «إجراءات عملية قابلة للتنفيذ على المدى القريب سعياً إلى تحسين الأجواء بهدف إعطاء دفعة إلى الأمام لفرص تحقيق سلام حقيقي ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين».
وترَأَّس المفاوضات، الممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، وضمَّت من الجانب الأميركي مندوبين عن مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وترأسها عن الجانب الإسرائيلي رئيس طاقم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤاف هوروفيتس، وضمت أيضاً السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر ومندوبين عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
وحسب البيان المشترك، فإن «القضايا التي بحثتها البعثتان تعتبر معقدة للغاية، لكن قيام الحكومتين بتكريس بعثتين رفيعتي المستوى لإجراء مباحثات على مدار أسبوع تقريباً يعكس التعاون الوطيد بين الدولتين، والأهمية التي يوليها الطرفان لتلك المهمة الحيوية. وكان محور المباحثات الإجراءات التي قد تؤثر بشكل إيجابي على المناخ الاقتصادي في الضفة الغربية وغزة كي يستطيع الفلسطينيون أن يحققوا بشكل أكبر إمكاناتهم الاقتصادية». ورحّب الإسرائيليون برغبة الولايات المتحدة في مواصلة لعب دور تسهيلي في تحريك القضايا التي تتعلق بالكهرباء والمياه بشكل يفيد إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء، ويدفع الفلسطينيين قدماً نحو الاعتماد الذاتي في هذه المجالات الحيوية.
وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا بعد المباحثات التي أجراها غرينبلات الأسبوع الماضي في رام الله على «أهمية تطبيق إجراءات تحسن أوضاع سكان غزة، وفي هذا السياق بحثت البعثتان ضرورة إيفاء جميع الأطراف التي شاركت في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد في القاهرة عام 2014 بوعودها لتقديم معونات إنسانية وتطوير اقتصادي إلى غزة، بسبل تحسن أوضاع السكان من دون أن تعزز أكثر حركة حماس أو سائر التنظيمات الإرهابية».
وناقش الجانبان أيضاً ملف البناء في المستوطنات بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن وزيارة غرينبلات الأخيرة إلى إسرائيل. وعبرت البعثة الأميركية مرة أخرى عن قلق الرئيس ترمب من الأنشطة الاستيطانية في سياق المضي قدماً نحو اتفاقية سلام. وأوضحت البعثة الإسرائيلية أنها تنوي المضي قدماً في اعتماد سياسة حول الأنشطة الاستيطانية «تأخذ تلك الهموم بعين الاعتبار».
وأبدت قوى اليمين الإسرائيلي قلقاً من طرح موقف أميركي حول الاستيطان شبيه بمواقف الإدارة السابقة في عهد الرئيس باراك أوباما. واتهموا بذلك عدداً من المسؤولين الذين كانوا قد عملوا مع إدارة أوباما ويستمرون اليوم في العمل ضمن إدارة ترمب.
وقال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش من حزب المستوطنين (البيت اليهودي)، إن «هناك أناساً لا يريدون أن يحصل التغيير الذي شعرنا به في خطاب الرئيس الجديد». وأضاف أنه لا يعفي نتنياهو من المسؤولية عن عدم حصول هذا التغيير. ودعاه إلى تمثيل مصالح اليمين الإسرائيلي والأميركي بشكل أفضل في هذه المحادثات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.