الرياض: قطاع المقاولات يطالب ببنك خاص لتوفير التمويل اللازم.. ويتهم الجهات المعنية بالتلكؤ

نسبة المشروعات المتعثرة تبلغ 30 في المائة بقيمة 32 مليار دولار

جانب من أعمال البناء في أحد المشاريع في العاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من أعمال البناء في أحد المشاريع في العاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

الرياض: قطاع المقاولات يطالب ببنك خاص لتوفير التمويل اللازم.. ويتهم الجهات المعنية بالتلكؤ

جانب من أعمال البناء في أحد المشاريع في العاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من أعمال البناء في أحد المشاريع في العاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)

اتهم مقاولون سعوديون جهات معنية بعدم الالتزام بتنفيذ قراري مجلس الوزراء، المتعلقين بمعالجة تعثر تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية حتى الآن، مشيرين إلى أن غياب المرجعية والتلكؤ في تأسيس هيئة مستقلة بالقطاع يعتبر أساس المعوقات التي تعترض انطلاقة قطاع المقاولات بالشكل الذي يناسب مساهمته في الاقتصاد الوطني.
وأكدت لجنة المقاولين بمجلس الغرف السعودية لـ«الشرق الأوسط» أنه لا مناص لحل عثرة القطاع إلا بإنشاء بنك أو صندوق لتوفير التمويل اللازم للمقاولين، وإصدار الضمانات الابتدائية والنهائية بغية تنفيذ المشروعات وفق المعايير المطلوبة.
يأتي ذلك في ظل تقديرات تشير إلى أن حجم المشروعات المتعثرة في المملكة لا يتجاوز 30 في المائة من إجمالي المشروعات المنفذة في الوقت الراهن، بقيمة تقدّر بـ120 مليار ريال (32 مليار دولار). وفي هذا السياق، قال محمد الحمادي، رئيس اللجنة الوطنية بمجلس الغرف السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن القطاع للأسف تواجهه حزمة من التحديات، إذ لا نزال ننتظر ميلاد هيئة للمقاولين لتكون مرجعا للمقاولين في أمورهم كافة؛ من تصاريح وتأشيرات واستخراج وتجديد المستندات الثبوتية الخاصة بالمقاول كافة».
ولفت إلى أن شح التمويل وآلياته يعتبر أول التحديات التي تواجه القطاع، مشددا على ضرورة إنشاء بنك خاص، أو صندوق للمقاولين يضمن تمويل المقاول وإصدار الضمانات الابتدائية والنهائية ومساعدته في شراء المعدات والمواد الخام والخصم من مستخلصاته. ويعتقد رئيس لجنة المقاولين أن تفعيل القرارات الوزارية أصبح هو الآخر معضلة إضافية، لأنها تحتاج في رأيه إلى متابعة لاستكمال تنفيذها، خاصة قراري مجلس الوزراء اللذين صدرا لمعالجة تعثر تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية الطموحة، مشيرا إلى أن الجهات ذات العلاقة لم تلتزم بتنفيذ ما ورد فيهما.
ونوه بأن استقدام العمالة في هذا القطاع يعتبر تحديا كبيرا، مبينا مساعي اللجنة لإيجاد حل لها بالتعاون مع وزارة العمل والجهات ذات العلاقة، ومنها منح المقاولين جميع التأشيرات اللازمة لاحتياجات المشروعات الإنشائية، وفق ما تصدره الجهة صاحبة المشروع، وذلك في مدة زمنية قصيرة. وأوضح الحمادي أن هناك حاجة أيضا لإنشاء مركز معلومات لخدمة المقاول وتقديم الخدمات التي يحتاج إليها المقاول كافة، ومعاقبة المقاول المقصر في عمله، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب تعاونا من الجهات ذات الصلة أيضا لإنجازه بالشكل المطلوب. وأبان أن التحديات التي تواجه المقاولين في كل مناطق السعودية متشابهة، غير أنه يرى أهمية توفير مواقع عمل للمقاولين حول مكة المكرمة، ومعالجة مشكلات مصانع الخرسانة، ودرجات التصنيف، مشددا على ضرورة استفادتهم من المشروعات العملاقة.
أما في ما يتعلق بآلية تفعيل قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بقطاع المقاولات، خصوصا الترتيبات الخاصة بمعالجة تأخر أو تعثر مشروعات الجهات الحكومية التنموية والخدمية، فأوضح الحمادي أن الحل الأمثل يكمن في الالتزام بتنفيذ جميع ما ورد بقرارات المجلس، رقم 260 ورقم 155، لإيجاد البيئة الصحية للقطاع. وقال «كان عدد المقاولين ما يقارب 300 ألف سجل تجاري لمزاولة نشاط المقاولات، وتقلص العدد حاليا إلى ما يقارب 100 ألف مقاول، مما يعني خروجهم من السوق جراء التغييرات السريعة في أنظمة سوق العمل بالسعودية».
وتوقع الحمادي أن يمر القطاع بتغييرات، منها ما هو سلبي يؤثر على نموه بشكل عام، ومنها ما هو إيجابي وتسعى اللجنة لتحقيقه، مثل تنظيم القطاع عبر إيجاد مرجعية له لتنظيمه، والاسترشاد بالعقود العالمية، وإيجاد آليات لتمويل المقاولين، وتعويضهم.
ولفت رئيس لجنة المقاولين إلى أنه لا توجد أي إحصائيات عن حجم المشروعات المتعثرة، مبينا أنه يجب التفريق بين المشروعات المتعثرة والمشروعات المتأخرة، غير أن تصريحات صحافية أطلقها مسؤولان في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة»، أشارت إلى ذلك. وأشارت المصادر الصحافية، إلى أن حجم المشروعات المتعثرة لا يتجاوز 120 مليار ريال (32 مليار دولار)، استنادا إلى تصريح أدلى به محمد الشريف، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، حيث أوضح أن حجمها لا يتجاوز 30 في المائة من إجمالي المشروعات المنفذة حتى الآن.
وقدّر المهندس عبد الله البابطين، من منسوبي «نزاهة»، في منتدى التشييد الذي أقيم أخيرا، قيمة المشروعات المتعثرة بأنها تصل إلى نحو 40 مليار ريال (10.6 مليار دولار) بنسبة تقترب من 33 في المائة من تلك المشروعات، مرجعين ذلك إلى ضعف التخطيط وانعدام الرؤية، فضلا عن ضعف الإمكانات الفنية لبعض شركات المقاولات.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.