بلجيكا: ما حدث في لندن يؤكد ضرورة أن تبقى أوروبا في يقظة مستمرة

بروكسل تبقي على الاستنفار الأمني وتتوقع حدوث هجوم إرهابي جديد

بلجيكا: ما حدث في لندن يؤكد ضرورة أن تبقى أوروبا في يقظة مستمرة
TT

بلجيكا: ما حدث في لندن يؤكد ضرورة أن تبقى أوروبا في يقظة مستمرة

بلجيكا: ما حدث في لندن يؤكد ضرورة أن تبقى أوروبا في يقظة مستمرة

قال رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال، إن ما حدث في لندن خلال الساعات القليلة الماضية، يُظهِر أن أوروبا يجب أن تبقى في حالة يقظة مستمرة، واتفق معه في الرأي وزير الداخلية جان جامبون، في تصريحات منفصلة.
ومن جانبه، قال مركز تحليل المخاطر الإرهابية في بلجيكا، إن الاعتداء الذي وقع في لندن ليس له تأثير فوري على الوضع الأمني في بلجيكا. وكتب رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشال على «تويتر»، معزياً الشعب البريطاني وعائلات الضحايا، مضيفاً أن بلجيكا تقف إلى جانب بريطانيا في مواجهة الإرهاب.
وقال ميشال في تصريحات للتلفزيون البلجيكي، إن ما حدث في لندن يثبت أن أوروبا تواجه خطراً، ويجب علينا أن نظل في حالة يقظة مستمرة.
من جانبه، قال وزير الداخلية جان جامبون: «لقد رأينا ما حدث في أورلي بفرنسا، وبعد ساعات وقع الهجوم في لندن، وهذا يعني من جديد أن كل شيء وارد»، وأشار إلى أن مركز تحليل المخاطر في بلجيكا يرى أن الفرص كبيرة في إمكانية تعرض بلجيكا لهجوم جديد، وهذا مجرد تقدير للأمور.
ولَمَّح الوزير إلى ما حدث في برلين ونيس وقال إنه «منذ الصيف الماضي أصبحت تلك هي الطريقة التي يعملون بها؛ أن يقود شخص سيارة ويدهس بها المارة في الشارع، وهذا أمر يمكن لأي شخص القيام به، ولا يحتاج إلى تدريب أو حمل أسلحة، وهذه هي الطريقة الثالثة التي يتبعها تنظيم داعش، ويشجع الأشخاص من مؤيديه على القيام بها».
من جهته، قام مركز تحليل المخاطر الإرهابية بتحليل المعلومات المتوفرة حتى الآن، واتضح بعدها أنه لن يكون هناك تأثير فوري لما وقع في لندن على الوضع الأمني في بلجيكا... ولهذا سيظل الوضع على حالة التأهب من الدرجة الثالثة، ولن يكون هناك إجراءات أمنية إضافية، بحسب ما ذكر بيتر مارتينز المتحدث باسم مركز الأزمات في وزارة الداخلية البلجيكية.
من جانبه، قال رئيس البرلمان البلجيكي سغريد باراك: «لن يكون هناك أي إجراءات أمنية إضافية حول مبنى البرلمان، وستبقى الإجراءات المتبعة وفقاً لحالة الاستنفار الأمني الحالية من الدرجة الثالثة». وكانت هجمات بروكسل، التي وقعت في 22 مارس من العام الماضي، وطالت المطار الدولي وإحدى محطات المترو، قد أودَت بحياة 32 شخصاً، وأدَّت إلى جرح المئات من جنسيات مختلفة.
وعاشت العاصمة بروكسل، اليومين الماضيين، على وقع مراسم إحياء ذكرى هذه الهجمات في أماكن مختلفة. وحرص رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي على التعبير عن تضامنهم مع الحكومة والشعب في بلجيكا، مؤكدين على وحدة الصف الأوروبي في التصدي للإرهاب.
وأوضح زعماء المؤسسات الأوروبية، في تعليقات متفرقة لهم على الحدث، أن الجميع في دول الاتحاد مدين لضحايا الهجمات الذين قضوا في سبيل القيم الأوروبية.
وأعرب كل من رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك، ورئيس البرلمان أنطونيو تاياني، عن مساندتهما للشعب في بلجيكا، وتعاطفهما مع أسر الضحايا والجرحى وكل من أصابتهم هذه الهجمات بأذى.
أما رئيس المفوضية جان كلود يونكر، فقد قال: «عبر التضامن بين جميع الأوروبيين، أظهرنا تصميمنا على الدفاع عن قيمنا وحريتنا مهما كلف الأمر». وشدَّد على أن وحدة الصف الأوروبي قد دَلَّت على أن الإرهابيين قد فشلوا، إذ إن الشعوب الأوروبية ردَّت على العنف والحقد بمزيد من الالتزام بإعلاء شأن الديمقراطية والعيش المشترك ضمن التنوع.
وشهدت بروكسل عدة فعاليات لإحياء الذكرى الأولى لتفجيرات مارس (آذار) من العام الماضي، التي ضربت مطار ومحطة للقطارات في العاصمة البلجيكية، مما أدى لمقتل العشرات وجرح المئات.
وأُقِيمَت المراسم في مناطق مختلفة من بروكسل بمشاركة كبار المسؤولين يتقدمهم العاهل البلجيكي وزوجته، ورئيس الحكومة شارل ميشال، وذلك في ظل تدابير أمنية مشددة لتأمين أماكن الاحتفالات المختلفة، مما أدى إلى إرباك في حركة السير.
وانطلقت مراسم إحياء ذكرى الهجمات في الثامنة صباحاً من مطار بروكسل، وفي توقيت وقوع التفجيرات العام الماضي، ووقف الجميع دقيقة صمت، وأُلقِيَت كلمات بهذه المناسب، كما انتقلت المراسم بعدها إلى محطة القطارات الداخلية في مالبيك حيث وقع التفجير الآخر في التاسعة صباحاً، وبعد الظهر تمت إزاحة الستار عن النصب التذكاري لضحايا التفجيرات، بالقرب من مقار مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وقال جان هنري كومبير، النحات والفنان البلجيكي الذي أعد النصب، أنه يريد توجيه رسالة تضامن مع جميع الضحايا، مبيناً أنه «نصب لتكريم جميع ضحايا الأعمال الإرهابية سواء في بروكسل أو باريس أو نيس أو تونس».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.