البحرية الأميركية: الملاحة الدولية مهددة بزوارق {الحرس الثوري}

البحرية الأميركية: الملاحة الدولية مهددة بزوارق {الحرس الثوري}
TT

البحرية الأميركية: الملاحة الدولية مهددة بزوارق {الحرس الثوري}

البحرية الأميركية: الملاحة الدولية مهددة بزوارق {الحرس الثوري}

في ثالث حادث من نوعه خلال أقل من شهر، أعلنت البحرية الأميركية أمس احتكاكا جديدا بزوارق الحرس الثوري الهجومية في مضيق هرمز وسط مخاوف من مواجهة عسكرية محتملة في وقت تبادل الطرفين اتهامات بـ«السلوك غير الاحترافي»، فيما قال قيادي أميركي إن السلوك الإيراني في المياه الدولية بات «أكثر عدوانية وأقل قابلية للتنبؤ به».
ووجه قادة في البحرية الأميركية تهما إلى إيران بتهديد الملاحة الدولية من خلال «الاحتكاك» بالسفن الحربية التي تمر عبر مضيق هرمز محذرين من إمكانية «أن تؤدي الحوادث مستقبلا إلى مواجهات مسلحة إثر حسابات خاطئة».
في الحادث الجديد كشف قادة أميركيون عن أن حاملة الطائرات جورج إتش دبليو بوش واجهت مجموعتين من الزوارق الهجومية السريعة التابعة للحرس الثوري بعد اقترابها من خمس سفن بقيادة الولايات المتحدة عندما دخلت المضيق الثلاثاء 21 مارس (آذار) في رحلة من المحيط الهندي إلى الخليج وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
وقال الضابط المسؤول عن حاملة الطائرات الكابتن ويل بننغتون إن سلوك البحرية الإيرانية بات «أكثر عدوانية وأقل قابلية للتنبؤ به» مضيفا أن «لها كل الحق في أن تخرج وتستطلع من نحن وتستعلم عن نياتنا... لكن الطريقة التي يقومون بها في هذا الأمر تفتقر للمهنية وتزيد من مخاطر الحسابات الخاطئة فيما يتصل بمدى حاجتنا إلى المناورة بالسفينة وفي كثير من الأحيان تمثل خطرا على حركة النقل التجارية».
وهذه المرة السابعة منذ بداية 2017 التي تقترب فيها زوارق الحرس الثوري من سفن أميركية.
في بداية الشهر الحالي، قالت المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، إن أربع سفن بقيادة أميركا قامت بمناورة للابتعاد عن احتكاك «غير آمن ومهني» مع زوارق الحرس الثوري في مضيق هرمز. وكانت ثلاث سفن بريطانية ترافق حاملة الطائرات الأميركية، وبحسب وزارة الخارجية البريطانية فإنها كانت تقوم بعبور روتيني ضمن مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكانت مدمرة أميركية في يناير (كانون الثاني) أطلقت ثلاث طلقات تحذير على أربعة قوارب للحرس الثوري الإيراني على مقربة من المضيق بعد اقترابها بسرعة عالية وتجاهلها طلبات متتالية لإبطاء سرعتها.
نهاية الشهر الماضي، قال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، كانت إيران جربت صواريخ «كروز» من سفينة إيرانية قرب مضيق هرمز، وبموازاة ذلك جربت إيران صواريخ مسيرة بالليزر مضادة للسفن البحرية.
وهذه هي المرة الثانية التي تدخل فيها حاملة طائرات أميركية الممر المائي الضيق، الذي يمر عبره ما يصل إلى 30 في المائة من صادرات النفط العالمية سنويا، منذ تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه في يناير متعهدا باتخاذ موقف أكثر تشددا حيال إيران.
وحلقت طائرات هليكوبتر فوق الزوارق السريعة الإيرانية، الثلاثاء، التي اقتربت إلى مسافة 870 مترا من حاملة الطائرات الأميركية. وقال القادة الأميركيون إن الواقعة انتهت دون إطلاق رصاصة واحدة.
لكن الواقعة سلطت الضوء على التوتر المتنامي بين الولايات المتحدة وإيران منذ انتخاب ترمب، الذي ندد بالاتفاق النووي مع طهران ووصف إيران بأنها «الدولة الإرهابية الأولى». وكان ترمب خلال حملته الانتخابية هدد بإطلاق النار على الزوارق الإيرانية في حال واصلت الاقتراب من السفن الأميركية في مياه الخليج العربي.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.