غطاس يقبل بحبسه سنتين لإدخاله هواتف لأسرى فلسطينيين

المحكمة الإسرائيلية تقر الصفقة... ويوافق عليها وينتظر حكماً إضافياً

غطاس يقبل بحبسه سنتين لإدخاله هواتف لأسرى فلسطينيين
TT

غطاس يقبل بحبسه سنتين لإدخاله هواتف لأسرى فلسطينيين

غطاس يقبل بحبسه سنتين لإدخاله هواتف لأسرى فلسطينيين

أدانت محكمة الصلح، في بئر السبع، النائب العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) باسل غطاس، بتهمة محاولة تهريب هواتف جوالة ورسائل إلى أسرى فلسطينيين في سجن «كتسيعوت» الصحراوي. وصادقت على الصفقة التي توصل إليها غطاس مع النيابة، وبموجبها سيحكم عليه، بموافقته، بالسجن سنتين بشكل فعلي، وذلك بعدما كان قد استقال من الكنيست.
وقد عرضت النيابة ومحامو غطاس بنود الصفقة على المحكمة، ونصّت على:
اعتراف واضح وصريح بأنه حاول إدخال الهواتف والرسائل بشكل غير قانوني.
اعتراف بأنه ارتكب مخالفات تنطوي على ممارسة الخداع والمساس بالثقة والأمانة.
تسليم الهواتف لأسيرين فلسطينيين محكومين بمؤبدات عدة بعد إدانتهما بتهم خطيرة، مما يتيح إمكانية المساعدة على عمليات إرهاب تصدر الأوامر فيها من داخل السجن إلى الميدان.
الاستقالة من الكنيست فوراً (وقد استقال غطاس يوم الأحد الماضي، ودخلت استقالته حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، وحل محله نائب آخر عن حزبه، هو جمعة الزبارقة).
ترك مسألة عقوبة السجن مع وقف التنفيذ، وفرض غرامة، لتبت فيها المحكمة حسبما ترتئي.
وحسب لائحة الاتهام، فقد توجه الأسير الأمني، وليد دقة، المحكوم بالسجن المؤبد بسبب دوره في قتل الجندي موشيه تمام، إلى النائب غطاس، وطلب منه إدخال أجهزة هاتف جوالة إلى السجن، وتسليمها للأسير باسل البزرة، ابن نابلس المدان بتهم مشابهة لتنفيذ عمليات.
وتوجه غطاس إلى سلطة السجون، وطلب زيارة دقة والبزرة، مبرراً هدف زيارته بـ«سماع شكاوى الأسرى بشأن ظروف اعتقالهم، ومحاولة فحص إمكانية تسهيلها»، حسب ما جاء في لائحة الاتهام.
وفي 18 ديسمبر (كانون الأول)، التقى غطاس مع أسعد دقة، شقيق وليد، في محطة للوقود في شارع 6، وتسلم منه 4 مغلفات تحوي 12 جهاز هاتف جوالاً، و16 بطاقة ذاكرة، وشاحنين، وسماعة، ورسائل عدة. وأخذ غطاس المغلفات معه إلى سجن كتسيعوت، وعندما دخل إلى السجن، واجتاز الفحص الأمني، رن جهاز الفحص منذراً بوجود مادة معدنية على جسده، لكن بسبب عضويته في الكنيست، وما توفره من حصانة، امتنع السجان عن إجراء فحص على جسده.
وفي الساعة 12:29، بعد 17 دقيقة من بداية اللقاء مع دقة، سلمه غطاس وثائق «ليست ذات أهمية أمنية»، حسب لائحة الاتهام. ووضع دقة الوثائق داخل ملابسه، وعندما خرج من اللقاء جرى تفتيشه، وعثر عليها. وعند الساعة 13:35، التقى غطاس بالأسير باسل البزرة، وخلال اللقاء، سلمه مغلفات المعدات الإلكترونية، التي ضبطتها الشرطة خلال تفتيشه بعد خروجه من اللقاء. وقد جرى توثيق اللقاء كله بواسطة كاميرات تم تركيبها مسبقاً في الغرفة (ما يعني أن هناك إخبارية وصلت مسبقاً إلى مصلحة السجون والمخابرات، فنصبت له كميناً وقع فيه).
وقد طلب ممثل النيابة العامة من المحكمة أن تفرض على غطاس عقوبة إضافية، بالسجن مع وقف التنفيذ، بدعوى أن الحكم بالسجن الفعلي مخفف، وتغريمه بمبلغ يتراوح بين 100 و200 ألف شيقل (الدولار يساوي 3.67 شيقل). كما طالبت باعتبار مخالفته وصمة عار، من أجل منع حصوله على امتيازات مالية، ومنعه من الترشح من جديد إلى الكنيست، أو أي منصب جماهيري لمدة 7 سنوات، بعد خروجه من السجن. ولكن محامي الدفاع عنه، أفيغدور فيلدمان، طالب المحكمة بأن لا تفرض غرامة مالية على غطاس، لأن ما فعله لم يسفر عن أرباح مالية. كما طلب فحص معنى «وصمة العار»، وقال إنه سيعارض فرض غرامة وقيود تمنع إعادة انتخاب غطاس للكنيست.
وقال غطاس في المحكمة: «منذ اللحظة الأولى، قلت إنني لم أفعل ذلك بهدف المس بشخص أو بأمن الدولة. كل ما فعلته كان بدافع إنساني، حتى وإن كان خطأ». وأضاف: «شعوري هو أنني لا أقف أمام جهاز يبحث عن العدالة، وإنما أمام طواحين هواء تريد تصفيتي». وعندما خرج من المحكمة، قال: «أتمنى لمن سيحل محلي في الكنيست التوفيق والنجاح. ومن جهتي، قمت بواجب إنساني وأخلاقي لخدمة الأسرى، وأتحمل نتيجة فعلتي. وفي المرحلة المقبلة، سأنتقل من الساحة النضالية البرلمانية إلى ساحة نضالية أخرى، هي السجن».
وقررت المحكمة قبول الصفقة، وعينت يوم التاسع من أبريل (نيسان) المقبل للبت في القضايا الثلاث المتبقية: الغرامة، ومنعه من الانتخاب مجدداً، وفرض الحكم بالسجن مع وقف التنفيذ.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.