الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي... هل دفع نجوم العرب لتجاهل الصحف الفنية؟

«إنستغرام» ساحة لأخبارهم وصور أعمالهم

الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي... هل دفع نجوم العرب لتجاهل الصحف الفنية؟
TT

الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي... هل دفع نجوم العرب لتجاهل الصحف الفنية؟

الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي... هل دفع نجوم العرب لتجاهل الصحف الفنية؟

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع «إنستغرام» مرآة لحياة الفنانين والفنانات العامة والخاصة، حيث يحرص عدد كبير من النجوم في مصر والوطن العربي والعالم على نشر يومياتهم وصورهم.
واللافت أن كثيرا من الفنانين والمطربين أصبحوا يعتمدون عليه كبديل إلى حد ما عن الصحافة الفنية، حيث أصبحت هذه المواقع ساحة يضعون فيها أخبار أو كواليس أعمالهم التي يقومون بتصويرها أو التحضير لها، ويمكنهم مخاطبة جمهورهم برسائل مباشرة من أي نوع ويتلقون الردود عليها.
وهو الدور الذي كانت تقوم به الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية الفنية، التي قل توزيعها كثيرا بل إن بعضها أغلق أبوابه، وهو ما أفاد به عدد من موزعي الصحف بالقاهرة.
ومن أشهر حسابات الفنانين العرب على موقع «إنستغرام» أحلام وهيفاء وهبي وإليسا ونجوى كرم ونانسي عجرم وأصالة نصري وغادة عبد الرزاق وعمرو دياب وأحمد حلمي وحسين الجسمي ومحمد عساف وتامر حسني.
طرحنا سؤالا على المتخصصين لماذا يلجأ الفنانون لهذه المواقع، وهل بالفعل أصبحوا يتجاهلون الصحافة الفنية؟
كانت بداية الحديث مع المؤلف والسيناريست المصري أيمن سلامة قال:
بدأ الفنانون العرب الاتجاه نحو هذه المواقع خطوة تلو الأخرى حيث بدأ التفاعل مع موقع «فيسبوك» ثم «تويتر» ثم أخيرا «الإنستغرام» وما يعرف بشبكات التواصل الاجتماعي ويرجع اهتمامهم بها بعد الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد في الوطن العربي وكان إحساسهم أن ما حدث كان نتيجة حركة هذه الوسائل، ومن هنا أصبح اهتمامهم بها، وكانوا لا يعرفون عنها الكثير قبل ذلك، بل كان معظمهم لا يهتم بها بالمرة.
يضيف المؤلف: بعد ذلك أصبح السباق محموما تجاه التفاعل مع هذه المواقع نظرا للدخول في سباق عالمي بالنظر إلى النجوم العالميين ولعدد متابعيهم ومن لديه متابعون أكثر من الفنان الآخر، ولذلك اتجه بعض من الفنانين بشراء متابعين وللتباهي بوجود عدد كبير من المتابعين على صفحاتهم الرسمية، وأصبح يهتم عدد كبير منهم بنقل كل تفاصيل حياتهم عبر هذه الوسائل وأصبحت هذه الوسائل تعبر عن نوع من النجومية للفنان، بل تعتبر دليلا على استمرار نجوميته.
ويوضح سلامة: من ناحية أخرى أهملوا للصحف والمجلات المقروءة وهذا شيء طبيعي لأن اهتمام الجمهور لهذا الجانب أصبح ضئيلا لدرجة أن بعض الصحف العالمية خفضت مطبوعاتها وأخرى أغلقت، واتجهوا إلى المواقع الإلكترونية وكان من الطبيعي أن الفنانين تتهافت على هذه المواقع وخاصة السوشيال ميديا وتتباعد عن الصحافة الفنية المقروءة والمكتوبة لعدم الاهتمام بها، وأصبحت أكبر مجلة فنية في مصر توزع 30 ألفا من 90 مليون مواطن تقريبا وهذا شيء ضئيل.
ويضيف: السائد حاليا هو غلق الصحف المطبوعة وأصبحوا يعتمدون على الإلكتروني، وأتوقع أن لا يحدث تراجع لاهتمام الفنان نحو السوشيال وعودته مرة أخرى إلى الصحافة المكتوبة لأنها تنتهي وهذا أمر محزن، وذلك لأن الجيل الجديد جيل إلكتروني والأمر منتهٍ.
ويؤكد أن هناك هوسا حقيقيا واضحا لدى الغالبية العظمى من بعض الفنانين بهذه المواقع خاصة على الإنستغرام وسنابشات وهذا متواجد لدى عدد من الفنانين في العالم.
ويكشف المؤلف أن البعض من الفنانين يديرون حساباتهم بنفسهم ومتابعتها بشكل مستمر على مدار اليوم ويقومون بالرد على التعليقات، ومنهم فنانون كبار أصبح الموبايل لا يفارقهم لتصوير كل لحظات حياتهم كنوع من الجذب.
وفي نفس السياق تقول الناقدة الفنية ماجدة خير الله: الصحافة تنسحب أمام السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية وكل ذلك يرجع إلى جهل البعض من العاملين في الصحافة الفنية الذي ساعد على اتجاه الفنانين بقوة إلى الاستعانة بهذه المواقع كبديل لتوضيح بعض الموضوعات الخاصة بهم، وبدأ البعض منهم «يشتري دماغه» بمعنى أنه يلجأ إلى وسائل يثق فيها وأصبحت الصحافة الفنية ليس لها ثقل وأي شخص يمكن أن يكون صحافي ولا يبذل مجهودا على عمل حوار مليء بالمعلومات مع الفنان.
كما وجهت الناقدة انتقادا إلى البعض من الفنانين قالت فيه: لكن في المقابل يوجد البعض من الفنانين يتجاهلون الصحافة الفنية عن عمد خاصة الجيل الجديد ومنهم من يصدر وكيل أعماله أو شخصا آخر للرد بالنيابة عنه برغم أن لديهم وقتا للرد بأنفسهم، وأصبحت المسائل متبادلة بين «سخافة» هؤلاء والبعض من الصحافيين الجدد، وكانت النتيجة الوضع الحالي للصحافة الفنية.
وقدمت خير الله نصيحة للمحرر الفني قالت: لا بد على الصحافي عمل جهد أكبر ويغامر ويقتحم ويجدد طريقه لتناول الموضوعات وأيضا يجدد وسائل التواصل مع مصادره لأن المصدر سيظل مصدرا مهما كان.
اتفق مع خير الله الناقد الفني كمال رمزي قائلا: مادة الفن في معظم الجرائد والمجالات مغرية بالنسبة للقارئ والبعض من الصحافيين يفتعل قضايا وتصريحات حول فنان معين ويضطر هذا الفنان لتصحيح ما قيل عنه باستخدام هذه الوسائل ويؤدي ذلك لانسحابه من الصحافة المقروءة، وهذا يرجع إلى ضعف واستسهال الصحافي وعدم بذل مجهود في نقل الموضوعات بالبحث والجدية، وكل ذلك يجعل الفنانين يفضلون الحديث مع الإعلام المرئي لثقته في العرض مع تقاضيه مبالغ مالية ومع هذه المواقع يجعله مكتفيا ولا يعطي أي اهتمام للصحافة المقروءة.
وأوضح الناقد: إنه يوجد نوعان في التناول وبعض المجلات قائمة على الفضائح والفنانون جمعيهم يحترمون أنفسهم ويحبون أن يظهروا بشكل محترم لذلك يرفضون التصريحات للصحف ويفضلون الظهور بالصوت والصورة.
وأنهى الناقد حديثه بحزنه الشديد إلى ما يحدث للصحافة الورقية موضحا أنها تعيش أزمة كبيرة وأوضاع الكتاب محزنة ومخيفة ويوجد بعض الصحافيين لا يتقاضون رواتبهم لشهور.



نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
TT

نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})

أكدت المطربة المصرية نوران أبو طالب أنها تحمست كثيراً لفكرة تقديم «ميدلي» من أغاني الأفلام في حفل افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» الذي شاركت فيه بالغناء مع المطربين محمد الشرنوبي وهنا يسري، مؤكدة أنها تتطلع لدخول مجال التمثيل وتقديم أعمال موسيقية في السينما.

وأضافت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بدأت كمطربة بإعادة أغنيات معروفة، واختارت أغنية «شبابيك»، كما أن الفنان محمد منير دعاها لتغني معه الأغنية، وأشارت إلى أنها تعمل بشكل مستقل مع فرقتها بعدما رفضت احتكار بعض شركات الإنتاج، وتجمع نوران بين الغناء وتأليف وتلحين بعض أغنياتها، وتؤكد أنها لا تسعى لتقليد نجوم الأغنية العربية.

نوران والفنان محمد الشرنوبي في حفل افتتاح مهرجان الجونة ({الشرق الأوسط})

وتقول عن حفل افتتاح مهرجان الجونة: «تحمست له لأنني من محبي أغاني الأفلام وتترات المسلسلات التي تظل في وجدان الناس رغم مرور السنوات، كما أن المُلحن ماهر الملاخ أعدّ الموسيقى بشكل لطيف، وقدمنا عرضاً موسيقياً متكاملاً مع الراقصين؛ لمحاكاة المشاهد الدرامية التي تخللت الغناء».

وتلفت نوران إلى أن أول أغنية خاصة بها كانت «تتر» مسلسل «علامة استفهام» الذي عُرض في رمضان 2019، وقامت هي بوضع ألحانها مع الموسيقي سامر جورج، كما غنت تتر مسلسلين آخرين هما «بيت فرح» و«كل يوم».

تكتب وتلحن بعض أغنياتها لكنها لاتحتكر موهبتها ({الشرق الأوسط})

وتؤكد المطربة الشابة أن «الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي، بتأثير والدتي الدكتورة نسرين رشدي عميدة معهد الكونسرفتوار حالياً، ووالدي الدكتور أسامة أبو طالب رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق»، وتضيف: «أراد والدي أن يوجهني للشعر والموسيقى، وقال لي (جربي أن تلحني أحد الدواوين)، وكان عمري 9 سنوات حيث قمت بتلحين عدة قصائد من ديوان للشاعر سيد حجاب».

ورغم دراستها القانون، فإنها كانت تدرس أيضاً الموسيقى طوال الوقت؛ فدرست آلة العود وتعرفت على موسيقيي الفرق المستقلة، وتقول: «في لحظة شعرت أنني لا بد أن أغني، كان ذلك بتشجيع من موسيقيين كبار مثل الراحل صلاح عرام، وراجح داود ويحيى خليل وفتحي سلامة، كما كانت والدتي تشجعني لكنها لم تتوقع أن أحترفه».

عندما غنت شبابيك مع المطرب محمد منير ({الشرق الأوسط})

بدأت نوران الغناء بإعادة تقديم أغنيات مطربين آخرين ولكن بشكل مختلف، وكانت أول أغنية تقدمها هي «شبابيك» لمحمد منير التي تراها «أغنية حزينة جداً لكن موسيقاها بها قدر من الحماس»، وقد عرفها الجمهور من خلالها ونشرتها على حسابها بـ«فيسبوك»، وسمعها المطرب الكبير محمد منير فدعاها لتشاركه غناءها في حفل عُرض «أونلاين» خلال جائحة «كوفيد 19».

وتشير نوران إلى أن أحدث أغنياتها المصورة التي طرحتها عبر مختلف المواقع الموسيقية «ليلة» هي من كتبت كلماتها، وقبلها قدمت أغنية «في ظروف تانية»، وأنها سجلت 8 أغانٍ تنوي طرحها ضمن ألبوم، خصوصاً بعد نجاح ألبوم أنغام والمطرب «تو ليت» اللذين طرحا أخيراً عبر «السوشيال ميديا»، مما يشجع لعودة فكرة الألبوم مجدداً، وفق قولها.

الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي

نوران أبو طالب

وقدمت نوران حفلات عدة بالأوبرا ومكتبة الإسكندرية ومسارح الجامعة الأميركية، كما غنت قبل أيام في روما خلال حفل المنتدى السنوي لمنظمة «الفاو» كأول مصرية وعربية تقدم أغنية المنتدى، وتقول عن ذلك: «سعدت جداً بهذا الحفل وقدمت خلاله أغنية حماسية للشباب الذين جاءوا من مختلف بلدان العالم وتضمنت جزءاً بالعربية وآخر بالإنجليزية، وأحدثت صدى أسعدني»، كما أحيت حفلات بالدنمارك والأردن والبحرين، وأكدت أنه «من المهم لكل مغنٍ أن يكون له تواجد على الأرض بين الجمهور».

وكونت المطربة المصرية فرقة موسيقية تضم 5 عازفين، وتوضح أنها «لا تعتبر فرقتها مجرد موسيقيين يصاحبونها بل هم جزء مما تقدمه».

جديدي أغنية «كان لك معايا» وستطرح على جميع المنصات الموسيقية

نوران أبو طالب

وعن خوضها تجربة تلحين بعض أغنياتها تقول: «وجدت نفسي أرغب في خوض هذه التجربة، وقد شجعني عليها موسيقيون لديهم خبرة مثل سامر جورج وهاني بدير ومصطفى سعيد، خصوصاً أن التلحين اختلف عما كان عليه في الماضي، حين كان المطرب يذهب للملحن ويبحث لديه عن أغان جديدة، الآن هناك فنانون يجمعون بين الغناء والتلحين، وفي الفرق المستقلة بعض المطربات يضعن ألحانهن، سواء في مصر أو العالم العربي، لكنني أيضاً أحب التعامل مع ملحنين آخرين».

تؤكد نوران اعتزازها بأنها قدمت أعمالاً تشبهها لكنها قد تتغير في أي وقت؛ لأن الإنسان نفسه يتغير، كما تعتز بأنها لم تسع لتقليد أحد ولم تقدم أي أغنية لإحداث «فرقعة»، مؤكدة: «لدي مشروعي الفني الذي أشعر بالمسؤولية تجاهه، لأنني أتعامل مع تجربتي بشكل مستقل».

وكشفت المطربة المصرية عن طرحها أغاني جديدة من بينها «كان لك معايا» من كلمات مصطفى ناصر وألحان تيام، وستطرحها على كل المنصات الموسيقية، كما تخوض تجربة التمثيل عبر أعمال تختار من بينها، مشددة على «ضرورة عودة العروض المسرحية الموسيقية وكذلك الأفلام الغنائية».