السيسي يؤكد للحريري دعم مصر للاستقرار السياسي في لبنان

السيسي خلال لقائه مع الحريري في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
السيسي خلال لقائه مع الحريري في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي يؤكد للحريري دعم مصر للاستقرار السياسي في لبنان

السيسي خلال لقائه مع الحريري في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
السيسي خلال لقائه مع الحريري في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

جدّد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم بلاده الكامل للاستقرار السياسي في لبنان، ومساندتها في مواجهة تداعيات الأزمة السورية، وحثَّ المجتمع الدولي على تقديم المساعدة اللازمة لتحمل أعباء استضافة اللاجئين على أراضي لبنان.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي في القاهرة، أمس، لسعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، وذلك بحضور شريف إسماعيل رئيس الوزراء.
وبدأ الحريري، أول من أمس، زيارة إلى القاهرة على رأس وفد رسمي تستغرق ثلاثة أيام، وهي الزيارة الأولى له منذ توليه رئاسة الوزراء قبل عدة أشهر. ومن المنتظَر أن تشهد القاهرة اجتماعات اللجنة العليا المصرية - اللبنانية المشتركة، ومنتدى الأعمال المصري - اللبناني، فضلاً عن توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين في عدد من مجالات التعاون المشترك.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي التقى الحريري، وأعرب عن التقدير لأن تكون زيارته الخارجية الأولى منذ توليه منصبه إلى القاهرة، بما يعكس خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، كما أعرب عن تطلعه للمضي قدماً في تعزيز التعاون بين البلدين في ضوء الزخم الذي تشهده العلاقات عقب زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون لمصر، الشهر الماضي، مشيداً بدور الحريري في التوصل إلى توافق بين جميع مكونات الشعب اللبناني.
وأضاف المتحدث أن الحريري أعرب خلال اللقاء عن تقديره لمكانة مصر في العالم العربي، مؤكداً قوة وعمق العلاقات بين البلدين، ومشيداً بمواقف مصر الثابتة من لبنان ودعمها لأمنه واستقراره. كما أكد رئيس الوزراء حرص بلاده على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية مع مصر، وزيادة مستوى التبادل التجاري بين البلدين، وتكثيف تبادل الخبرات في مجالات النقل والصحة والتعليم، وتشجيع الاستثمار والقطاع الخاص في كلا البلدين.
وذكر السفير يوسف أنه تم خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات، حيث أشار السيسي إلى اعتزاز مصر بالنموذج اللبناني، وحرصها على مساندة ودعم التنوع الذي يميز المجتمع اللبناني بجميع طوائفه ومذاهبه، مؤكداً تأييد مصر الكامل لمواقف الحكومة اللبنانية في إعلاء قيم الاعتدال، وتجنب كل أشكال التوتر والتطرف المذهبي والديني، ورفض مساعي التدخل في شؤونه الداخلية. كما أشار المتحدث إلى أن الحريري أعرب عن تقديره لما حققته مصر بفضل التفاف الشعب المصري حول قيادته، من تقدُّم كبير على صعيد تعزيز الاستقرار والأمن، ووضع الاقتصاد على مساره الصحيح، لتعود مصر للاضطلاع بدورها المحوري في العالم العربي والإسلامي.
ومن جانبه، نوه الحريري بحرص لبنان على تعزيز التعاون مع مصر في مواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد أمن الدول والمجتمعات في المنطقة والعالم، مؤكداً أهمية دور مصر في هذا الصدد باعتبارها ركيزة أساسية للأمن القومي العربي.
وأضاف السفير يوسف أن الاجتماع شهد أيضاً بحث تطورات القضايا الإقليمية، حيث أكد السيسي وقوف مصر ولبنان معاً في المعركة المشتركة ضد الإرهاب والفكر المتطرف، منوهاً بضرورة معالجة جذور الأزمات القائمة في المنطقة بشكل يضمن الحفاظ على وحدة أراضي دولها وسلامتها الإقليمية واستعادة استقرارها بما يصون مصالح ومقدرات شعوبها.
وضمن لقاءاته بالقاهرة، زار الحريري مقر مشيخة الأزهر، حيث التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وقال الحريري إن الأزهر يمثل قِبلة اللبنانيين بجميع مكوناتهم وطوائفهم، باعتباره يمثل منهج الإسلام المعتدل، البعيد كل البعد عن الغلو والتطرف، معرباً عن تطلُّع اللبنانيين إلى الاستفادة من تجربة بيت العائلة المصرية.
واختتم الحريري لقاءاته بزيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية شرق القاهرة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.