اجتماع أوروبي في روما لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا

تابع ليبيا (كادر)

اجتماع أوروبي في روما لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا
TT

اجتماع أوروبي في روما لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا

اجتماع أوروبي في روما لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا

عقد وزراء داخلية مجموعة الاتصال حول المتوسط مساء أول من أمس في روما اجتماعا لوضع خطة لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا، الذين تم إنقاذ أكثر من خمسة آلاف منهم الأحد الماضي وأول من أمس الاثنين.
ويبحث الاتحاد الأوروبي عن ترتيبات مع ليبيا بخصوص الهجرة. لكنها ترتيبات معقدة جدا بسبب الفوضى في البلاد والأهمية الاقتصادية لتهريب المهاجرين في بعض المناطق الساحلية الليبية.
وبعد عشرة أيام قل فيها عدد المنطلقين من ليبيا بسبب سوء الأحوال الجوية، أعلن خفر السواحل الإيطاليون أنهم نسقوا الاثنين عمليات إنقاذ نحو 1800 شخص قبالة ليبيا.
ويأتي هؤلاء ليضافوا إلى أكثر من 3300 تمت نجدتهم الأحد في هذه المنطقة. وارتفع بذلك إجمالي الواصلين إلى إيطاليا منذ بداية 2017 إلى أكثر من 21 ألف مهاجر، في زيادة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة.
وجاء في إعلان النوايا لوزراء الداخلية الإيطالي والألماني والنمساوي والسلوفيني والسويسري والمالطي والليبي والتونسي، أنه «يجب أن يتركز الاهتمام على جهود مشتركة من أجل إدارة أفضل للوضع في وسط البحر الأبيض المتوسط»، دون الدخول في تفاصيل.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي إثر الاجتماع، الذي شارك فيه لفترة قصيرة فايز السراج رئيس الحكومة الليبية: «إن الهدف هو التحكم في تدفق المهاجرين»، بدلا من مجرد التعامل مع نتائج هذا التدفق.
وذكرت صحيفة «كورييري ديلاسيرا» إن حكومة الوفاق الوطني طلبت في الأيام الأخيرة رادارات وزوارق ومروحيات وحتى آليات رباعية الدفع بقيمة 800 مليون يورو للسيطرة على الحدود الجنوبية والمياه الإقليمية لليبيا. لكن كثيرين يخشون أن تستولي ميليشيات مسلحة على قسم من هذه المعدات.
ومن جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي برونو ليرو إنه يجب التأكد من أن حرس السواحل الليبيين «الذين تم تدريبهم يتولون مهامهم بدقة».
وينهي نحو 90 من حرس السواحل الليبيين حاليا تدريبهم بإشراف الاتحاد الأوروبي، وتستعد إيطاليا لتسليمهم عشرة زوارق ليبية كانت حجزتها في 2011. وستكون عملانية نهاية أبريل (نيسان) أو بداية مايو (أيار) المقبلين، بحسب الوزير الإيطالي.
والهدف هو اعتراض المهاجرين قبل أن يصلوا إلى المياه الدولية، واقتيادهم إلى مخيمات في ليبيا، تضمن ظروف إقامة لائقة واحترام حقوقهم، ما من شأنه أن يمثل «خطوة كبيرة إلى الأمام» مقارنة بالظروف غير اللائقة حاليا في ليبيا، بحسب الوزير الإيطالي.
وأضاف مينيتي أن المهاجر الذي لا يملك الحق في الحماية الدولية سيعاد إلى بلده دون توضيح مصير من يملكون هذا الحق، الذين يمثلون حاليا 40 في المائة من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى إيطاليا.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».