رئيس الوزراء الصومالي يعلن حكومته الجديدة

تتكون من 68 عضواً... بينهم 8 نساء فقط

رئيس الوزراء الصومالي يعلن حكومته الجديدة
TT

رئيس الوزراء الصومالي يعلن حكومته الجديدة

رئيس الوزراء الصومالي يعلن حكومته الجديدة

بعد انتظار دام نحو شهر، أعلن رئيس الوزراء الصومالي حسن خيري، أمس، عن تشكيلة أعضاء حكومته التي عدها بعض المراقبين واحدة من أوسع الحكومات التي عرفتها الحياة السياسية الصومالية في السنوات الماضية، حيث تم اختيار 26 وزيراً، و26 نائب وزير، و15 وزير دولة، إضافة إلى نائب واحد لرئيس الوزراء.
وجاء هذا الإعلان بعد مخاض صعب ومشاورات كثيرة مع أعضاء البرلمان وزعماء القبائل والتيارات السياسية المختلفة في البلاد، استغرقت وقتاً أكثر مما كان متوقعاً.
وقال رئيس الوزراء الصومالي حسن خيري، في مؤتمر صحافي مقتضب، قبيل الإعلان عن التشكيلة الحكومية، إن «اختياري لهذا الفريق الحكومي يعكس جميع أطياف الشعب الصومالي، ولديهم القدرة على تنفيذ الخطط الحكومية لدفع عجلة التنمية إلى الأمام بروح جماعية».
ويشكل أعضاء البرلمان الصومالي (مجلس الشعب) معظم أعضاء الحكومة الجديدة، حيث يشكلون 62 في المائة من مجموع المقاعد، في خطوة فسر البعض أنها تهدف إلى تعزيز فرص حصولها على ثقة البرلمان. كما تشكل الوجوه الجديدة أيضاً معظم أعضاء الفريق الحكومي، لكنها في الوقت نفسه تضم عدداً من الأسماء البارزة التي يعد بعضها جديداً، وبعضها الآخر سبق له أن شغل مناصب وزارية سابقة.
وأسند منصب وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى يوسف غراد، سفير الصومال لدى الأمم المتحدة، وأسندت حقيبة المالية إلى الدكتور عبد الرحمن بيلي وزير الخارجية السابق، وأسندت وزارة الإعلام إلى المهندس عبد الرحمن يريسو، فيما تقلد عبد الرحمن حوش جبريل وزارة الدستور، وعبد القادر معلم نور وزارة شؤون الرئاسة، وعبد فارح جحا وزارة الداخلية والفيدرالية، بينما تقلد عبد الرشيد عبد الله محمد منصب وزير الدفاع.
وتضم الحكومة أيضاً 8 سيدات، حيث جرى إسناد وزارات الصحة والرعاية الاجتماعية، والتجارة والصناعة، ووزارة المرأة وحقوق الإنسان، والشباب والرياضة، والموانئ والنقل البحري، إلى سيدات، بعضهن شغل مناصب وزارية سابقة وأخريات جدد. لكن هذه النسبة أقل من نصف الكوتا المخصصة للمرأة، أي 30 في المائة، حسب الدستور الصومالي المعمول به حالياً.
وتم توزيع الحقائب الوزارية وفقاً لنظام المحاصصة القبلية المعمول به منذ عام 2000، وهو نظام يصنف القبائل الصومالية إلى 5 مجموعات قبلية رئيسية، وهو النظام نفسه المعمول به في اقتسام مقاعد غرفتي البرلمان (مجلس الأعيان ومجلس الشعب)، وكذلك الرئاسات الثلاثة (رئاسة الدولة، ورئاسة البرلمان، ورئاسة الحكومة).
ويحمل عدد كبير من أعضاء الحكومة الجديدة جنسيات مزدوجة، إذ يسمح الدستور الصومالي الحالي لحملة الجنسيات المزدوجة بشغل المقاعد البرلمانية، وتقلد أي منصب في الدولة، نتيجة هجرة ملايين الصوماليين إلى الخارج خلال العقود الماضية بسبب الوضع السياسي والحروب الأهلية التي اجتاحت البلاد، لكن هناك نقاشاً سياسياً علنياً خلال السنوات الماضية يطالب بتقنين هذه المسألة.
ومن المتوقع أن تعرض هذه الحكومة على البرلمان في وقت لاحق من هذا الشهر لنيل ثقة أعضاء البرلمان، البالغ عددهم 276 عضواً، ويرجح احتمال حصولها على هذه الثقة بحكم عضوية أكثر من نصف أعضاء الحكومة في البرلمان نفسه.
وتواجه الحكومة الصومالية الجديدة التحديات نفسها التي واجهتها الحكومات السابقة، ذلك أن الوضع الأمني، ورغم التحسن الملحوظ، لا يزال متعثراً، كما أن بناء الجيش الوطني لم يتم بعد، ما يحتم على الحكومة الجديدة الاستمرار في الاعتماد على قوات الاتحاد الأفريقي. كما أن حركة الشباب، ورغم خسارتها لمعظم المناطق الحضرية التي كانت تحكمها، فإنها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من وسط البلاد وجنوبها، وتشكل تهديداً أمنياً واضحاً في العاصمة والمدن الرئيسية.
علاوة على ذلك، تشكل العلاقة المضطربة بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم الفيدرالية (5 أقاليم) وإقليم أرض الصومال الانفصالي، تحدياً أمام الحكومة الجديدة، ذلك أن الأقاليم الفيدرالية، ورغم تبعيتها الشكلية للحكومة المركزية، فإنها تعد بمثابة دويلات داخل دولة، ولها أنظمتها الإدارية والأمنية الخاصة المستقلة عن الحكومة المركزية. وهناك أيضاً تحد آخر، يتمثل في غياب مصادر دخل وطنية كافية، الأمر الذي سيضطر الحكومة الجديدة إلى الاستمرار في الاعتماد على المعونات الخارجية بشكل أساسي لأداء مهامها، وهي معونات غير ثابتة، ترتفع وتنخفض حسب المزاج السياسي الدولي، كما أن حالة الجفاف وخطر المجاعة يشكل تحدياً عاجلاً أمام هذه الحكومة لإيصال المواد الغذائية والطبية إلى المناطق المتأثرة بهذا الجفاف، ومن بينها مناطق تقع خارج السيطرة الفعلية للحكومة.



الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.