مصر والسودان تستنكران «محاولات للوقيعة» بينهما

على خلفية طرح قضية حلايب وشلاتين... والحريري يلتقي السيسي في القاهرة اليوم

سامح شكري -  إبراهيم غندور
سامح شكري - إبراهيم غندور
TT

مصر والسودان تستنكران «محاولات للوقيعة» بينهما

سامح شكري -  إبراهيم غندور
سامح شكري - إبراهيم غندور

أعرب وزيرا خارجية مصر والسودان، أمس، عن رفضهما الانجرار إلى ما اعتبراه «محاولات للوقيعة» بين بلديهما، والتعامل غير المسؤول من جانب «وسائط إعلامية» تستهدف الإضرار بالعلاقة بين البلدين، رداً على إثارة قضية مثلث حلايب وشلاتين الذي تطالب الخرطوم باستعادته من القاهرة.
وتبلغ مساحة المنطقة الحدودية محل النزاع في جنوب مصر نحو 22 ألف كيلومتر. وتقع تحت السيادة المصرية. وطَفَت القضية، بعدما صرح مسؤول سوداني قبل أيام بعزم بلاده تكوين لجنة لحسم القضية وترحيل المصريين، مما تَبِعه جدل قانوني وتراشُق عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وذكر بيان مشترك لوزارتي خارجية مصر والسودان أن اتصالاً هاتفياً جرى أمس بين الوزير المصري سامح شكري ونظيره السوداني إبراهيم غندور، تناولا خلاله مختلف جوانب العلاقات. وأشار البيان إلى أن الوزيرين «اتفقا على الالتزام بتوجيهات القيادة السياسية في البلدين بضرورة العمل المتواصل على توثيق أواصر التعاون والتضامن والتنسيق المشترك، والمضي قدماً نحو تنفيذ برامج التعاون التي تم إقرارها خلال اجتماعات اللجنة الرئاسية العليا الأخيرة برئاسة الرئيسين عمر حسن البشير وعبد الفتاح السيسي». وأكد الوزيران «رفضهما الكامل للتجاوزات غير المقبولة أو الإساءة لأي من الدولتين أو الشعبين الشقيقين تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الأسباب أو المبررات». وشددا على «ضرورة تكثيف التعامل بأقصى درجات الحكمة مع محاولات الإثارة والتعامل غير المسؤول من جانب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية الذين يستهدفون الوقيعة والإضرار بتلك العلاقة، بما لا يتفق وصلابتها ومتانتها والمصالح العليا لشعبي البلدين».
وأعرب الوزيران عن «تقديرهما الكامل لثقافة وتاريخ وحضارة كل بلد، وإيمانهما بأن نهر النيل شريان الحياة الذي يجري في أوصال الشعبين السوداني والمصري موثقاً عُرَى الإخاء والمصير المشترك على مر العصور».
كما اتفقا على عقد جولة التشاور السياسي المقبلة في الخرطوم على مستوى وزيري الخارجية خلال النصف الأول من الشهر المقبل.
وكانت وسائل إعلام سودانية نقلت عن رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود في السودان عبد الله الصادق قوله إن «لجنة تضم جميع الجهات ذات الصلة» شُكِّلَت لحسم قضية منطقة مثلث حلايب وأبو رماد وشلاتين الحدودية، وأن اللجنة عقدت اجتماعاً تمهيداً لوضع خريطة طريق لكيفية إخراج المصريين من المنطقة بالطرق الدبلوماسية، وهو التصريح الذي ووجه بعاصفة انتقادات من نواب في البرلمان المصري. وترى مصر أن الأمور محسومة لمصلحتها في المنطقة الخاضعة لسيطرتها، ولا ترغب بمزيد من التصعيد، اعتماداً على أن السيادة على الأرض لها، بما يشمل العملة المستخدمة والنظام المصرفي، والوجود الفعلي لقوات الجيش والشرطة المصرية، إضافة إلى المدارس الحكومية ونظام التعليم وغيرها من المؤسسات.
وقالت الخارجية المصرية في بيانات سابقة إن «مصر غير راغبة في النزاع حول شيء تمتلكه بالفعل، كما أنها تمتلك من الوثائق والأدلة الكافية لإثبات حقها إن اقتضى الأمر ذلك».
وجددت وزارة الخارجية السودانية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شكوى تبعية مثلث حلايب إلى السودان لدى مجلس الأمن الدولي. وفي أبريل (نيسان) 2016، رفضت القاهرة طلب الخرطوم بالتفاوض المباشر حول المنطقة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي الذي يتطلب أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه.
من جهة أخرى، وصل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى القاهرة، مساء أمس، على رأس وفد وزاري كبير، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السيسي، وعدداً من المسؤولين المصريين اليوم.
ويرأس الحريري خلال زيارته للقاهرة وَفْد بلاده في أعمال اللجنة العليا المصرية - اللبنانية المشتركة، كما يلقي كلمة في ملتقى رجال الأعمال اللبناني - المصري.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».