«موديز» تخفض نظرتها لـ14 بنكاً تركياً من مستقر إلى سلبي

أنقرة تعيد فرض رسوم على القمح المستورد من موسكو

«موديز» تخفض نظرتها لـ14 بنكاً تركياً من مستقر إلى سلبي
TT

«موديز» تخفض نظرتها لـ14 بنكاً تركياً من مستقر إلى سلبي

«موديز» تخفض نظرتها لـ14 بنكاً تركياً من مستقر إلى سلبي

خفضت وكالة التصنيف الائتماني الدولي «موديز» نظرتها إلى الودائع طويلة الأجل في 14 بنكاً تركيًا من مستقر إلى سلبي، وذلك في إطار مراجعة تقييمها لـ17 بنكا من البنوك التركية، كما خفضت تصنيف أحد البنوك وأبقت على تصنيفها لبنكين آخرين.
وبحسب تقرير للوكالة نشر في تركيا أمس الثلاثاء، تم الإبقاء على التصنيف الائتماني لكل من بنوك: زراعات، الترناتيف، إتش إس بي سي، فاينانس، آي إن جي، أك بنك، خلق، وقف، جراني، بنك الاقتصاد، جي آر آي، تي إس كي، إيش ويابي كريدي وإكسبورت كريديت.
كما خفضت الوكالة تصنيفها الائتماني لبنك «شيكر» من درجة «بي 1» «بي 2» فيما أبقت على تصنيفها لبنكي «بورجان» من حيث قيمة الودائع بالعملة المحلية والأجنبية عند درجة «بي 3» و «دنيز بنك» عند درجة «بي 2» دون تغيير.
وأكدت الوكالة في تقريرها تدهور وضع الاقتصاد التركي في نهاية الربع الثالث من العام الماضي.
وقالت موديز إن قرارها بشأن البنوك التركية بني على توقعاتها بأن تصنيف البنوك التركية سيتعرض لضغوط ضعف قدرة الحكومة على دعمها عند الحاجة في ظل تخفيض التصنيف السيادي لتركيا وتزايد الظروف المعاكسة في بيئة الاقتصاد الكلي للبلاد.
وكانت موديز خفضت في 17 مارس (آذار) الحالي نظرتها الائتمانية للاقتصاد التركي من «مستقر» إلى «سلبي» ما يوحي بقرب مراجعة التصنيف السيادي الحالي لتركيا (بي إيه 1).
وأرجعت الوكالة خفض نظرتها للاقتصاد التركي إلى تضافر عدد من العوامل السلبية، مثل تدهور وضع مؤسسات البلاد في ظل التوتر الداخلي المستمر، وتراجع آفاق النمو الاقتصادي، وارتفاع الضغط على القدرات المالية الداخلية والخارجية للبلاد.
وسبق أن خفضت «موديز» التصنيف السيادي لتركيا وديونها طويلة الأجل، في سبتمبر (أيلول) 2016 من (بي إيه إيه 3) إلى (بي إيه 1) مرجعة ذلك إلى الضعف المستمر لاقتصادها في مواجهة التمويل الخارجي، الناجم عن التوترات السياسية بشكل خاص بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو (تموز) 2016.
وقالت «موديز» في بيانها إن «حالة تآكل القوة المؤسسية في تركيا تستمر وإن ضعف معدلات النمو والضغوط المتزايدة على الموازنة والتمويل الخارجي، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في مخاوف صدمة التمويل والائتمان، من أسباب تراجع نظرتها للاقتصاد التركي».
وأشارت إلى أن الضغوط المادية الداخلية والخارجية على ملف الائتمان في تركيا ابتداء من شهر سبتمبر الماضي، إلى الآن، لعبت دورًا مهمًا في خفض النظرة الائتمانية للاقتصاد.
على صعيد آخر، أعادت وزارة الاقتصاد التركية فرض رسوم جمركية على القمح المستورد من روسيا، بحسب ما أعلنت الممثلية التجارية الروسية في أنقرة.
وكانت تركيا تعفي القمح المستورد من روسيا من الرسوم الجمركية لكن القرار الذي أصدرته وزارة الاقتصاد التركية، أول من أمس الاثنين، سيؤدي إلى زيادة سعر القمح الروسي في السوق التركية، وإلى الحد من قدرته التنافسية.
وأشارت الممثلية التجارية الروسية إلى أن المستوردين الأتراك أكدوا توقف أنقرة عن شراء المنتجات الزراعية الروسية، قائلة إن المستوردين أكدوا توقف شراء القمح والذرة، وزيت دوار الشمس من روسيا.
وكانت وزارة الاقتصاد التركية نفت يوم الجمعة الماضي المعلومات حول فرض حظر على استيراد المنتجات الزراعية من روسيا، وقالت الوزارة التركية في بيان رسمي إن «سياسة أنقرة التجارية تمتثل بشكل كامل لقواعد منظمة التجارة العالمية ولا تحاول فرض حظر على أي من الموردين بغض النظر عن المنتج».
وقبل ذلك، تقدمت الرابطة الوطنية لمصدري المنتجات الزراعية التركية بطلب إلى وزير الزراعة الروسي ألكسندر تكاتشوف لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لرفع الحظر المفروض من قبل موسكو على المنتجات الزراعية من تركيا.
كما أشارت الرابطة إلى أن السلطات التركية فرضت منذ 15 مارس حظرا على استيراد المنتجات الزراعية من روسيا، حيث أوقفت إصدار تراخيص استيراد المنتجات الروسية.
وتعد تركيا ثانية أكبر مستورد للقمح الروسي بعد مصر، وإحدى أكبر أسواق الذرة وزيت دوار الشمس الروسي، كما أن القمح الروسي أحد أهم مصادر إمدادات مطاحن الدقيق في تركيا.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.