حكم غير مسبوق لـ«حماس» بإعدام تاجري مخدرات

حكم غير مسبوق لـ«حماس» بإعدام تاجري مخدرات
TT

حكم غير مسبوق لـ«حماس» بإعدام تاجري مخدرات

حكم غير مسبوق لـ«حماس» بإعدام تاجري مخدرات

صعدت حركة حماس من حربها ضد تجار المخدرات في قطاع غزة، ضمن الحملة الواسعة التي أطلقتها قبل أسبوعين لمواجهة انتشار المواد المخدرة، فقررت محكمة عسكرية، أمس، إعدام تاجرَي مخدرات، في أول عقوبة من نوعها في الأراضي الفلسطينية.
وقضت المحكمة العسكرية بإعدام عسكري برتبة رقيب رمياً بالرصاص، بتهمة «حيازة مواد مخدرة بقصد الاتجار بها». وجاء في نص لائحة الاتهام أن العسكري المحكوم ضبط على الحدود الجنوبية للقطاع وبحوزته 40 «كرتونة» مواد مخدرة من نوع «أترامال» بداخلها 3985 حبة بقصد الاتجار.
كما قضت المحكمة بالإعدام شنقاً على مدان آخر بـ«الاتجار بالمواد المخدرة والمؤثرات العقلية»، بعد ضبطه متلبساً وبحوزته كيس يحتوي على كمية كبيرة من المواد المخدرة من نوع «أترامال» والحشيش والأفيون، جلبها عن طريق الحدود الجنوبية بغرض الاتجار.
وتعاني «حماس» من تنامي ظاهرة ترويج المخدرات بشكل كبير أخيراً. وقد نجح مروّجون في تهريب كميات كبيرة للغاية عبر الأنفاق مع مصر، وكذلك من جهة إسرائيل، مما دق ناقوس الخطر في القطاع. ولجأت «حماس»، من أجل القضاء على الظاهرة الجديدة، إلى إحالة التجار المدنيين على محاكم عسكرية، تحت مبرر أن الأمر له أبعاد أمنية، وليس مجرد تجارة، ومن ثم بدأت في إصدار قرارات ضدهم بالإعدام.
واتهم مسؤولون أمنيون في «حماس» الاستخبارات الإسرائيلية بالوقوف خلف عمليات إدخال كميات كبيرة من المخدرات والعقاقير المختلفة «لمحاولة إسقاط الشبان، واستغلالهم لاحقاً»، بتجنيدهم للتجسس على «حماس» والفصائل في غزة. وبحسب مسؤولين، فإن بعض تجار المخدرات اعترف أثناء التحقيق بعلاقة مع الإسرائيليين.
وقالت المحكمة العسكرية، أمس، بعد إصدار أحكام الإعدام، إن هذه الأفعال تشكل تهديداً للأمن القومي الفلسطيني، بأبعاده الأمنية والاقتصادية والسياسية. وتأمل «حماس» بأن تشكل أحكام الإعدام رادعاً لبقية التجار.
وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة، إياد البزم، أن وزارته «لن ترأف بتجار المخدرات ومروجيها»، مشدداً على أن «كل من يتاجر بالمخدرات لن يقل جرمه عن التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي»، وكشف أن «ما ضبطته شرطة مكافحة المخدرات في غزة من مواد مخدرة في يناير (كانون الثاني) فقط من العام الحالي، يساوي ما تم ضبطه خلال عام 2016 كاملاً».
وينتظر تجار مخدرات آخرون أحكاماً مشابهة. وقال رئيس هيئة القضاء العسكري العميد ناصر سليمان، خلال مؤتمر صحافي أمس، في غزة، إن «هناك أكثر من 30 قضية موقوفة للقضاء العسكري لتجار سموم انتهت إجراءاتها في النيابة، وسيحال أصحابها على المحاكم»، وأوضح أن «بينهم من هو أخطر من المحكومين» اليوم.
ولفت سليمان إلى أن المحكوم عليهم بالإعدام «لم تردعهم أحكام سابقة، وهو ما قاد إلى تشكيل محكمة عسكرية متخصصة ومتفرغة للتحقيق في جرائم المخدرات، ولسرعة البت في قضايا المخدرات»، وأوضح أن «حجم التهريب عجّل بهذه الإجراءات».
وخلال الشهور الثلاثة الماضية، ضُبط 1250 فرش حشيش و400 ألف قرص مخدر من نوع «ترامادول»، إضافة إلى القبض على عدد من أكبر تجار المخدرات. ويضاف الحكم بإعدام تجار المخدرات، وهو الأول من نوعه، إلى أحكام إعدام في قضايا أخرى أصدرتها محاكم غزة في قرارات تقول السلطة الفلسطينية إنها مخالفة للقانون، بسبب عدم الاختصاص، ولأن تنفيذ قرارات الإعدام يحتاج، بحسب القانون الأساسي الفلسطيني، إلى توقيع الرئيس.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.