جنبلاط يسلّم ابنه تيمور «كوفية الزعامة» السياسية

أوصاه خلال احتفال في المختارة بحمل تراث جده وإشهار كوفية المصالحة والحوار

وليد جنبلاط ويبدو رئيس الحكومة سعد الحريري إلى يساره، يلقي كلمة وسط الحشود في احتفال ببلدة المختارة في لبنان أمس لتسليم ابنه الزعامة الجنبلاطية، في الذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط (إ.ب.أ)  -  صورة التقطت في يوليو 2010 لتيمور جنبلاط يقف بالقرب من لوحة لجده كمال جنبلاط في مقر العائلة في المختارة بلبنان (أ.ف.ب)
وليد جنبلاط ويبدو رئيس الحكومة سعد الحريري إلى يساره، يلقي كلمة وسط الحشود في احتفال ببلدة المختارة في لبنان أمس لتسليم ابنه الزعامة الجنبلاطية، في الذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط (إ.ب.أ) - صورة التقطت في يوليو 2010 لتيمور جنبلاط يقف بالقرب من لوحة لجده كمال جنبلاط في مقر العائلة في المختارة بلبنان (أ.ف.ب)
TT

جنبلاط يسلّم ابنه تيمور «كوفية الزعامة» السياسية

وليد جنبلاط ويبدو رئيس الحكومة سعد الحريري إلى يساره، يلقي كلمة وسط الحشود في احتفال ببلدة المختارة في لبنان أمس لتسليم ابنه الزعامة الجنبلاطية، في الذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط (إ.ب.أ)  -  صورة التقطت في يوليو 2010 لتيمور جنبلاط يقف بالقرب من لوحة لجده كمال جنبلاط في مقر العائلة في المختارة بلبنان (أ.ف.ب)
وليد جنبلاط ويبدو رئيس الحكومة سعد الحريري إلى يساره، يلقي كلمة وسط الحشود في احتفال ببلدة المختارة في لبنان أمس لتسليم ابنه الزعامة الجنبلاطية، في الذكرى الأربعين لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط (إ.ب.أ) - صورة التقطت في يوليو 2010 لتيمور جنبلاط يقف بالقرب من لوحة لجده كمال جنبلاط في مقر العائلة في المختارة بلبنان (أ.ف.ب)

ألبس رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، نجله تيمور «كوفية الزعامة الجنبلاطية»، خلال احتفال حاشد في المختارة، في الشوف بجبل لبنان، في الذكرى الأربعين لاغتيال والده كمال جنبلاط.
وفي احتفال جماهيري حاشد حضره رئيس الحكومة سعد الحريري والقائم بالأعمال السعودي وليد البخاري وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية، وشارك فيه الآلاف من أبناء الجبل، ألقى جنبلاط كلمة توجه بها إلى الجمهور وابنه تيمور، وأوصاه بحمل تراث جده، وقال: «منذ أربعين عاماً وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية... فكان قدري أن أحمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط».
وبعدما وضع كوفية الزعامة على كتفي ابنه، توجه له بالقول: «سر يا تيمور رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، وأشهر عاليا كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. واحضن أصلان بيمينك وعانق داليا بشمالك، وعند قدوم الساعة ادفنوا أمواتكم وانهضوا، وسيروا قدما، فالحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم، لا للضعفاء».
وبدأ تيمور (35 عاما) في السنتين الأخيرتين في استقبال الوفود الشعبية التي تزور دار المختارة، قصر العائلة التاريخي، أسبوعيا، والاستماع إلى مطالبها، كما شارك في كثير من اللقاءات والنشاطات السياسية الحزبية والعامة في لبنان.
وتيمور هو نجل جنبلاط من زوجته الأولى جيرفيت، متخرج من الجامعة الأميركية في بيروت في اختصاص العلوم السياسية. كما تابع دراسات عليا في باريس. متزوج من سيدة شيعية من آل زعيتر تعرف إليها على مقاعد الدراسة الجامعية، ولديهما طفلان. وهو الابن الأكبر لجنبلاط إلى جانب أصلان وداليا.
وفي كلمته ذكّر وليد جنبلاط بيوم اغتيال والده قائلا: «منذ أربعين عاما وفي السادس عشر من مارس (آذار)، وقفنا في ساحة الدار وحبسنا الدمعة وكتمنا الحزن ورفعنا التحدي، وكان شعارنا (ادفنوا موتاكم وانهضوا)». مضيفا: «منذ أربعين عاما وبفضل ثقتكم ومحبتكم وإخلاصكم وتضحياتكم، قدنا السفينة سويا وسط الأمواج والعواصف، وسط التحديات والتسويات، وسط التقلبات والمفاجآت، ندفن الشهيد تلو الشهيد، نودع الرفيق تلو الرفيق، ونبكي الصديق تلو الصديق، ادفنوا موتاكم وانهضوا. منذ أربعين عاما رافقتموني واحتضنتموني فاستشهد من استشهد، واغتيل من اغتيل، وغاب من غاب، لكن بقي الحزن واحدا موحدا، شامخا معززا، عاليا مكرما، ادفنوا موتاكم وانهضوا».
وتابع: «منذ أربعين عاما سار معي ثوار 58، ورافقتني العمامة البيضاء في أصعب الظروف، ووقف الرجال في الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وقفوا معنا وقاتلوا معنا واستشهدوا معنا». وتوجّه إلى الجماهير بالقول: «ادفنوا موتاكم وانهضوا. ولولا جيش التحرير الشعبي، قوات الشهيد كمال جنبلاط، لما كنا اليوم وبعد أربعين عاما هنا في المختارة في هذه الدار، ادفنوا موتاكم وانهضوا. وعلى مدى أربعين عاما، محطات ناصعة البياض لا خجل منها ولا تردد، سطرناها بالدم مع رفاقنا الوطنيين، كل الوطنيين، والإسلاميين، كل الإسلاميين، والسوريين، في إسقاط السابع عشر من أيار، وفي التصدي للعدوان الإسرائيلي، وفي الدفاع عن عروبة لبنان، ادفنوا موتاكم وانهضوا».
وأضاف: «لكن ومنذ أربعين عاما وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية، وسرت آنذاك مع الشيخ الجليل نحاول وأد الفتنة، نجحنا هنا وفشلنا هناك، لكن الشر كان قد وقع، فكان قدري أن أحمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط ورفيقيه حافظ وفوزي، ودم الأبرياء الذين سقطوا غدرا في ذلك النهار الأسود المشؤوم، ادفنوا موتاكم وانهضوا».
وتابع: «على مدى عقود انتظرنا الساعة، لحظة المصالحة، فنهضوا ونهضنا، وكان يوم عقد الراية بين العمامة البيضاء وبين العمامة المقدسة للبطريرك مار نصر الله بطرس صفير في أغسطس (آب) 2001، هنا في المختارة، مصالحة الجبل، مصالحة لبنان، ادفنوا موتاكم وانهضوا. وبعد أربعين عاما أوصيكم بأنه مهما كبرت التضحيات من أجل السلم والحوار والمصالحة، تبقى هذه التضحيات رخيصة أمام مغامرة العنف والدم أو الحرب».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».