بوتفليقة يدعو الجزائريين إلى «اليقظة» حفاظا على السلم

الحكومة تعاني من غياب التخطيط الاقتصادي

بوتفليقة يدعو الجزائريين إلى «اليقظة» حفاظا على السلم
TT

بوتفليقة يدعو الجزائريين إلى «اليقظة» حفاظا على السلم

بوتفليقة يدعو الجزائريين إلى «اليقظة» حفاظا على السلم

دعا الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، مواطني بلده إلى «التحلي باليقظة لنستغل نتائج الإصلاحات، ونحافظ على المكاسب ونضمن استمراريتها بما يجعل المواطن يعيش حرا في إطار الديمقراطية».
وقال بوتفليقة في رسالة إلى الجزائريين، بمناسبة «عيد النصر» الموافق 19 مارس (آذار)، قرأها نيابة عنه مستشاره علي بوغازي في مؤتمر استحضر تاريخ الاستعمار الفرنسي، نظم أمس بجنوب غربي البلاد، إن «الخيارات الاستراتيجية في تفعيل وتحسين الاقتصاد الوطني، وفق السبيل الذي تنتهجه البلاد لمواكبة الوضع الراهن، الذي يمر به الاقتصاد العالمي وتحقيقا للتنمية الشاملة في كافة الميادين، هو خيار يأخذ حقا في الحسبان الوضعية الحقيقية للإمكانيات المتاحة للوطن، ويأخذ في الحسبان كذلك كل الحقائق للعالم الذي نعيش فيه... عالم يشهد توترات وتغيرات إقليمية ودولية, وتجري فيه تحولات متسارعة تتطلب المواكبة بالحكمة والحنكة التي يجب أن لا تكون منحصرة عند النخبة، وإنما يجب أن يكون متشبعا بها وواعيا لها مجتمعنا برمته».
ويواجه النظام حاليا حالة مزدوجة من الضعف تتمثل في غياب خطة اقتصادية فعالة لمعالجة وضع اجتماعي متوتر ناجم عن شح الموارد المالية، الناجم بدوره عن انكماش مداخيل الجزائر من بيع النفط والغاز. ويثار إلى جانب ذلك غياب بوتفليقة عن المشهد السياسي بسبب مرضه، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرته على الاستمرار في الحكم. يشار إلى أن بوتفليقة لم يظهر إلى العلن منذ 23 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد درج على التواصل مع الجزائريين عبر رسائل منذ إصابته بجلطة دماغية في 27 أبريل (نيسان) 2013.
ويرمز «عيد النصر» إلى المفاوضات التي جرت بسويسرا في الستينات بين وفد من مجاهدي حرب التحرير، ووفد عن الحكومة الفرنسية انتهت بوقف إطلاق النار. ومما جاء في رسالة الرئيس: «إن يوم النصر، يعد محطة بارزة في تاريخ الجزائر وتتويجا لكفاح مرير ضد استعمار عانى ويلاته الشعب الجزائري، وما يزال يعاني من آثاره. إنه يوم أنهى فيه شعبنا البار، حقبة طويلة من الاستعمار ووقف فيه وقفة عز ومجد وانتصار، بعد ثورة نوفمبر المجيدة التي صنعها أبناؤه بما وهبهم الله من إرادة وإيمان، لا يصدهما عن بلوغ الغاية الحديد ولا النار، وبما قدموا من تضحيات جسام ملايين من (الشهداء)، والمعطوبين ومن الأيامى واليتامى، فضلا عن الخراب والدمار، وما خلف كل ذلك من وضعيات مأساوية مست كل أسرة في كافة أنحاء البلاد».
ودعا بوتفليقة إلى «الافتخار بما أنجزه أبناؤنا وبناتنا وما حققوه، في محيط استطاعوا فيه استعادة الأمن والسلم، بفضل تضحيات شعبهم ووعيه، وفي المقدمة أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، وقوات الأمن من درك وشرطة الساهرين على أمن البلاد والعباد. وإنها لمناسبة نجدد لهم فيها جميعا ضباطا وضباط صف، وجنودا وعناصر تحية إكبار وتقدير، وانحناء خاشع على شهداء الواجب الوطني». في إشارة إلى فترة الصراع مع الإرهاب في تسعينات القرن الماضي، يطلق عليها «العشرية السوداء». ويقول بوتفليقة دائما إنه مخلص الجزائريين من الإرهاب، بفضل سياسات تهدئة نفذها، مثلما كان واحدا ممن خلَصهم من الاستعمار الفرنسي، لما كان عضوا بجيش التحرير.
وبحسب الرئيس: «تمكنت الدولة من تجسيد سلطان القانون في الميدان، واستقلالية القضاء وتطبيق الإصلاحات التي جاء بها الدستور، الذي كرس تحولات عميقة بما يمكن من تحصين الوطن وجعله في أمان ومأمن في الداخل والخارج».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.