السعودية: إطلاق حملة لتسوية أوضاع مخالفي نظام الإقامة والعمل

ولي العهد: موافقة الملك سلمان تهدف لمساعدة المخالفين والإعفاء من العقوبات

الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي خلال إطلاقه أمس «وطن بلا مخالف» (واس)
الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي خلال إطلاقه أمس «وطن بلا مخالف» (واس)
TT

السعودية: إطلاق حملة لتسوية أوضاع مخالفي نظام الإقامة والعمل

الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي خلال إطلاقه أمس «وطن بلا مخالف» (واس)
الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي خلال إطلاقه أمس «وطن بلا مخالف» (واس)

أطلقت السعودية أمس، حملة «وطن بلا مخالف»، التي وافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على إطلاقها، رغبة في تسوية أوضاع مخالفي نظام الإقامة والعمل وأمن الحدود.
وبيّن، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، أن حملة «وطن بلا مخالف» التي وافق عليها خادم الحرمين الشريفين، تأتي لمساعدة من يرغب في إنهاء مخالفته وإعفائه مما يترتب عليها من عقوبات.
ودعا، خلال تدشينه حملة «وطن بلا مخالف» في مكتبه بديوان وزارة الداخلية أمس المخالفين إلى أن ينتهزوا هذه الفرصة خلال المهلة الممنوحة لهم التي حُددت بتسعين يوماً اعتباراً من يوم الأربعاء الموافق 29 مارس (آذار) المقبل، وأن يتعاون الجميع في تحقيق أهداف هذه الحملة، موجهاً الجهات المعنية بتسهيل إجراءات من يبادر بالمغادرة خلال المهلة المحددة وإعفائه مما يترتب عليه من عقوبات.
حضر التدشين الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والدكتور علي الغفيص وزير العمل والشؤون الاجتماعية، والدكتور أحمد السالم وكيل وزارة الداخلية رئيس اللجنة الإشرافية العليا الدائمة للحملة، والفريق أول سعيد القحطاني مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات، ومحمد المزيد مساعد وزير المالية السعودي، والفريق عثمان المحرج مدير الأمن، وأعضاء اللجنة الإشرافية للحملة.
وفي مؤتمر صحافي بهذا الشأن، عقد بمقر نادي ضباط قوى الأمن الداخلي أمس، دعا اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، كل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل والحدود لانتهاز هذه الفرصة خلال المدة الممنوحة، وإلى أن يتعاون الجميع في تحقيق أهداف هذه الخطة.
وشدد التركي خلال المؤتمر على أن الحملة تأتي استمرارا للحملة الأمنية الميدانية التي انطلقت قبل نحو 3 أعوام، إلا أن هذه الحملة الجديدة شهدت توسيعاً لدائرة المشاركة لتشمل كل الجهات الحكومية والبالغ عددها 19 جهة حكومية.
ولفت إلى أن من يصحح وضعه من المخالفين، خلال الفترة الممنوحة يحتفظ بحقه في العودة إلى السعودية مجدداً، كما أنه سيتم استثناؤه من بصمة مُرحّل التي توجب عدم دخوله لأراضي السعودية مجدداً بصورة نظامية.
ولفت إلى أن تعقب المطلوبين سيكون في كل المناطق ولن تكون هناك مناطق مستثناة، منوهاً إلى أن الحملة تستهدف كل الوافدين الذين لا يحملون إقامة نظامية، أو من تتوفر لديه إقامة وخالف نظام الإقامة أو العمل، أو أولئك الذين دخلوا بتأشيرات عمرة أو حج أو زيارة دون الحصول على تصريح بذلك.
وحث المتحدث الأمني بوزارة الداخلية المخالفين لنظام الإقامة والعمل وحرس الحدود على المبادرة بتصفية حقوقهم الشخصية قبل الشروع في البدء في إجراءات المغادرة، في حين ناشد كل المواطنين والمقيمين بطريقة صحيحة بعدم تشغيل أي مخالف أو التستر عليه أو إيوائه أو نقله، كما دعا كل المواطنين إلى إبلاغ الجهات الأمنية عن ملاحظة أي أمر لكي يتسنى التحقيق والقبض على المخالفين.
ونوه إلى أنه لا يمكن إجراء حصر دقيق لأعداد مجهولي الهوية المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، مضيفاً: «لا تستطيع الجزم في كل الحالات بأن هذا مخالف يجب أن يغادر. وهناك بعض المخالفات قد تأتي من صاحب العمل كعدم تجديد الإقامة لفترة طويلة».
وشدد اللواء منصور التركي على أن هدف الحملة هو تنفيذ الأنظمة والقوانين، وأنه لا يمكن ترحيل أي مواطن دون مستند نظامي، وأن المقيم بطريقة نظامية يحتفظ بكل حقوقه وامتيازاته.
وأضاف حول موضوع التسلل أن «حرس الحدود» يبذل جهوداً لاعتراض كل حالات التسلل وإعادة المتسللين إلى حيث أتوا، والسعودية تمكنت من إنشاء مشروع بالحدود الشمالية منع تماماً حالات التسلل، في حين أن الحدود الجنوبية لم يستكمل المشروع بها؛ نظراً للأوضاع القائمة هناك أو الحالات التضاريسية.
وأشار اللواء منصور التركي إلى أن الحملة التي تم إطلاقها قبل نحو 3 أعوام نتج عنها مغادرة أكثر من مليونين ونصف المليون مخالف لأنظمة الإقامة والعمل، وأن الحملة الجديدة الحالية أخذت بعداً يشمل كل الجهات الحكومية، وهو الأمر الذي يصاحبه تدقيق أكثر ومتابعة مستمرة للعاملين في كل النشاطات.
وذكر التركي أنه تم إشعار كل السفارات وممثليات الدول في السعودية بالحملة، وطُلب منهم من قبل وزارة الخارجية بالمشاركة في الحملة، منوهاً إلى وجود آليات لترحيل المخالفين في حالة عدم وجود أموال تكفي لذلك.
وحول ارتباط مخالفي أنظمة العمل بالأعمال الإرهابية، أشار اللواء منصور التركي إلى أن هناك احتمالا لأن يكون «مجهول الهوية» متورطاً في كثير من المخالفات الأمنية، وليس هذا الأمر منحصرا في ارتكاب جرائم إرهابية.
إلى ذلك، أوضح خالد أبا الخيل، المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، أن مكاتب العمل تفصل في بلاغات المنشآت المتعلقة بغياب العمالة الوافدة، كما أنها توقع العقوبات عند ثبوت أنه بلاغ كيدي، كاشفاً عن أن العام الماضي تم حصر نحو 285 ألف متغيب، منهم نحو 45 ألف عمالة منزلية، مشدداً على أن المنشأة وصاحب العمل لا يعفيان من الرسوم أو الغرامات في حال ثبوت مخالفتهما لأنظمة الإقامة والعمل.
وأكد أبا الخيل أن نحو 8 آلاف بلاغ تم تقديمها عبر البوابة الإلكترونية للوزارة تفيد بوجود مخالفات تتعلق بنظام الإقامة والعمل، وأن نحو 800 مفتش ينفذون جولات ميدانية للتحقق من ذلك.
من جانب آخر، أشار العقيد سامي الشوريخ، المتحدث الأمني للأمن العام، أن دور الأمن العام يتمثل في تطبيق يتركز بإجراءات الضبط والمتابعة وتعقب المخالفين أو الذين ينقلون المخالفين.
في حين بيّن العقيد ساهر الحربي، المتحدث باسم «حرس الحدود»، بأن جهاز الحرس يتصدى لكل محاولات اختراق الحدود من داخل وخارج السعودية، من خلال تنفيذ الموانع والحواجز، وشهرياً يتم ترحيل آلاف المتسللين.
في مقابل ذلك، أوضح المقدم طلال الشلهوب، المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات، أن المديرية استعدت لاستقبال المخالفين لاستكمال إجراءاتهم، منوهاً إلى أن هناك قلة في أعداد المخالفين لنظام الحج والعمرة.
وأكد المقدم الشلهوب، أن وزارة الداخلية أتاحت للجنسيتين السورية واليمنية الإقامة في البلاد حتى انتهاء الأوضاع في بلديهما، مؤكداً أن المديرية تدرس الأوضاع وتمنح من يستحق «إقامة مقيم».



«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
TT

«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)

أعلنت «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، الخميس، إيقاف قاض وكاتب عدل وضباط وموظفين في جهات حكومية وخاصة بعد مباشرتها عدة قضايا جنائية خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن العمل جارٍ لاستكمال الإجراءات النظامية بحق مرتكبيها.

وأوضحت الهيئة في بيان، أنه جرى بالتعاون مع وزارة العدل، القبض على قاضٍ بمحكمة عامة لحظة تسلمه مبلغ 670 ألف ريال من أصل مليون ريال مقابل إنهاء قضية منظورة لمواطن بشأن نزع مالي بقيمة 19 مليون ريال بمساعدة قاضٍ آخر يعمل بالمحكمة ذاتها «تم إيقافه»، كذلك كاتب عدل ومواطن لحصولهما على 4 ملايين و461 ألفاً و500 ريال لإفراغ أرض بطريقة غير نظامية.

وأشارت إلى إيقاف موظف بكلية صناعية لاستيلائه على مكافآت شهرية عائدة لطلاب منتهية علاقتهم بها بلغت قيمتها مليوناً و492 ألفاً و72 ريالاً من خلال قيامه بالتلاعب في كشوفات الصرف بإضافة حسابات بنكية لأقاربه ومعارفه، واشتراكهم معه مقابل حصولهم على نصف المبلغ، وموظف بشركة متعاقدة مع هيئة حكومية لحظة تسلمه 150 ألف ريال من مالك كيان تجاري متعاقد مع الشركة بمشروع صيانة تابع للهيئة مقابل صرف مستحقات مالية بمبلغ يفوق 800 ألف ريال.

وأضافت الهيئة أنه تم بالتعاون مع وزارة الداخلية، القبض على ضابط برتبة رائد يعمل بـ«مديرية السجون» لحظة تسلمه 60 ألف ريال من أصل 100 ألف ريال من وكيل موقوف أجنبي بسجن الإبعاد مقابل إطلاق سراحه وعدم إبعاده، وضابط صف بمركز شرطة لحصوله على 100 ألف ريال من مقيمين لحفظ قضيتهم وعدم إحالتها للنيابة العامة، وموظف سابق بالأحوال المدنية لتسلمه 20 ألف ريال لإصدار تعميد لكيان تجاري بالشراء المباشر بطريقة غير نظامية، وضابط صف يعمل بالدوريات الأمنية لاستيقافه مقيماً والاستيلاء على 30 ألف ريال.

ونوّهت بإيقاف موظفين اثنين يعملان بأمانة محافظة لحصولهما على 15 ألف ريال من مواطن «وسيط - تم إيقافه» لإنهاء إجراءات معاملة إصدار شهادة إشغال موقع يملكه رجل أعمال «تم إيقافه»، وعمدة حي لحظة تسلمه 800 ريال للتصديق على نموذج كفالة لمواطن، وموظف بـ«هيئة المواصفات» لحظة تسلمه 6 آلاف ريال لإنهاء إجراءات معاملة بطريقة غير نظامية، وموظف بإحدى الهيئات الملكية لإصداره خطاباً من بلدية موجهاً لمحكمة عامة يتضمن معلومات غير صحيحة تثبت ملكيته لعقار، وترتب على ذلك صدور صك لصالحه بذلك.

وبيّنت أنه جرى بالتعاون مع رئاسة أمن الدولة، إيقاف موظف يعمل بقوات الأمن الخاصة لاستيلائه على أجهزة حاسب آلي وملحقاتها من مقر عمله، كما تم بالتعاون مع «وزارة الشؤون الإسلامية»، إيقاف موظف يعمل بالوزارة لتلاعبه في مسيرات رواتب المتعاقدين لاختلاس مبالغ مالية من خلال إضافة حسابات بنكية لأقارب زميل يعمل معه «تم إيقافه» بغرض التمويه عن مصدرها واقتسام المبالغ بينهما.

وأكدت الهيئة استمرارها في رصد وضبط كل من يتعدى على المال العام أو يستغل الوظيفة لتحقيق مصلحته الشخصية أو للإضرار بالمصلحة العامة ومساءلته حتى بعد انتهاء علاقته بالوظيفة؛ كون جرائم الفساد المالي والإداري لا تسقط بالتقادم، مشددة على مضيها في تطبيق ما يقتضي به النظام بحق المتجاوزين دون تهاون.