الجيش اللبناني والطيران السوري يلاحقان مسلحين في جرود عرسال

إصابة خمسة عسكريين في كمين وآخرين خلال الاشتباكات

الجيش اللبناني والطيران السوري يلاحقان مسلحين في جرود عرسال
TT

الجيش اللبناني والطيران السوري يلاحقان مسلحين في جرود عرسال

الجيش اللبناني والطيران السوري يلاحقان مسلحين في جرود عرسال

توتر الوضع الأمني أمس في منطقة جرود عرسال في البقاع، شرق لبنان، على الحدود مع سوريا، إثر إطلاق نار من مسلحين استهدفوا عناصر من الجيش اللبناني، تلاه اشتباكات، ما أدى إلى إصابة سبعة جنود نقلوا إلى مستشفيات المنطقة للمعالجة.
وعمدت وحدات من الجيش اللبناني إلى ملاحقة المسلحين، تزامنا مع قصف الطيران السوري المنطقة التي كانوا يوجدون فيها. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان أن الطيران الحربي السوري أغار على منطقة رأس وادي طاهر في جرود عرسال التي شهدت انتشارا كثيفا للمسلحين السوريين.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان لها أن «دورية تابعة للجيش تعرضت في منطقة الرهوة - عرسال لإطلاق نار من قبل مجموعة مسلحة كمنت لها في جرود المنطقة، ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح مختلفة»، مشيرة إلى أن عناصرها ردوا بالمثل. وفي وقت لاحق أعلن «لواء أحرار السنة بعلبك» عبر موقع «تويتر» مسؤوليته عن نصب «كمين» للجيش اللبناني في جرود عرسال.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن «الاشتباكات أدت إلى إصابة سبعة عسكريين من الجيش اللبناني»، خمسة منهم أصيبوا خلال الكمين، بينما أصيب جنديان آخران في الاشتباكات التي اندلعت مع المجموعة. واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات إلى المنطقة، وقامت طوافاته بتحليق مكثف لملاحقة المسلحين والرد على مصادر النيران.
وتستقبل بلدة عرسال البقاعية، ذات الغالبية السنية والمعروفة بدعمها للمعارضة السورية، أكبر عدد من النازحين السوريين إلى لبنان، يقدر عددهم بنحو 120 ألفا، بينما لا يزيد عدد سكانها عن 35 ألفا. وزادت موجة النزوح في الفترة الأخيرة إلى عرسال، وتحديدا من منطقة القلمون الجبلية شمال دمشق، التي شنت القوات السورية مدعومة من حزب الله اللبناني حملة عسكرية واسعة عليها أدت إلى سيطرتهما عليها منتصف أبريل (نيسان) الماضي بشكل شبه كامل.
ونفذ الجيش اللبناني انتشارا في عرسال في 19 مارس (آذار)، إثر توتر بينها وبين قرى شيعية على خلفية النزاع السوري، ولا سيما منطقة اللبوة الخاضعة لنفوذ حزب الله. ولاحقا، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن العملية العسكرية في جرود عرسال انتهت مساء، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المسلحين السوريين وتدمير عدد من الآليات التي تحمل رشاشات متوسطة ومنصات مضادة للطائرات.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.