أنقرة تعلن عن تقدم مباحثاتها مع روسيا لشراء منظومة «إس - 400»

رغم اعتراضات سابقة للناتو وفي ظل توتر علاقاتها مع حلفائها الغربيين

أنقرة تعلن عن تقدم مباحثاتها مع روسيا لشراء منظومة «إس - 400»
TT

أنقرة تعلن عن تقدم مباحثاتها مع روسيا لشراء منظومة «إس - 400»

أنقرة تعلن عن تقدم مباحثاتها مع روسيا لشراء منظومة «إس - 400»

وسط أجواء التوتر مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) على خلفية حظر دول أوروبية وزراء ومسؤولين أتراكا من الالتقاء بالناخبين الأتراك في بلادهم للدعاية لاستفتاء 16 أبريل (نيسان) المقبل، ورغم اعتراضات سابقة للناتو، أعلنت تركيا أنها قطعت شوطا في مباحثاتها مع روسيا لشراء منظمة صواريخ «إس - 400» للدفاع الجوي.
وقال وزير الدفاع التركي، فكري إيشيك، أمس (الأربعاء) إن بلاده أحرزت تقدما في مباحثاتها المستمرة لشراء منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى «إس - 400» من روسيا. وأضاف إيشيك في تعليق لوكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية أمس على ما تردد بشأن المباحثات مع روسيا لشراء منظومة «إس 400»، إن «المباحثات بين الجانبين مستمرة، إلا أنها لم تصل بعد إلى نقطة إبرام الاتفاقية».
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، أن الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، بحثا مسألة شراء أنقرة منظومة «إس - 400» الصاروخية المتطورة.
وأوضح شويغو في تصريح لصحيفة «إزفستيا» الروسية، أن بوتين وإردوغان تباحثا حول هذا الشأن بشكل معمّق خلال زيارة الأخير إلى العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الماضي، مشيراً إلى تحقيق الجانبين شوطاً كبيراً في هذا المجال.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إن «المحادثات بين أنقرة وموسكو بخصوص بمنظومة (إس - 400) مستمرة، وإن المحادثات تسير بإيجابية». وكان سيرغي تشيميزوف، رئيس شركة «روستيخ» الروسية قال في وقت سابق: إن «تركيا في إطار المفاوضات لشراء منظومات (إس – 400) المضادة للجو، وإن أنقرة عبرت عن رغبتها في الحصول على قرض روسي لتمويل الصفقة».
وأشار إلى أن المسألة لم تحسم بعد؛ إذ يجري الجانب التركي مفاوضات مع وزارة المالية الروسية حول حجم القرض المحتمل، مضيفا أنه بعد ذلك سيتم التوقيع على عقود التوريد.
وأكد تشيميزوف، أن «العقوبات المفروضة ضد روسيا، لن تؤثر كثيراً على صادرات الأسلحة الروسية في عام 2017، التي ستتجاوز 13 مليار دولار»، لافتاً إلى أن «أرباح (روس تيخ) بلغت خلال عام 2016 تريليونا و300 مليار روبل».
وكانت تركيا كشفت عن رغبتها في امتلاك منظومة للدفاع الجوي تتلاءم مع ما هو موجود في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي هي عضو فيه، وأنها قد تحصل عليها من روسيا وتحديدا منظمة «إس - 400» وهو ما اعتبر بمثابة رسالة قوية للحلف الذي عرقل من قبل محاولات تركيا لامتلاك منظومة للدفاع الجوي من الصين؛ حتى لا تكون لديها الفرصة للاطلاع على تقنيات الناتو، ثم أعلنت تركيا أنها ستقتني منظومتها الخاصة، حيث تعاني دفاعاتها الجوية ضعفا واضحا، على الرغم من كون الجيش التركي هو ثاني أكبر الجيوش في الناتو.
وقال وزير الدفاع التركي، فكري إيشيك، إن بلاده ترغب في امتلاك منظومة دفاع جوي تتلاءم مع المنظومات الدفاعية للناتو، وأن تركيا لن تدير ظهرها للعرض الروسي في هذا الصدد. وأكد إيشيك: إن «الهدف النهائي من امتلاك منظومة الدفاع الجوي هو تصنيع تركيا لمنظومتها الدفاعية الخاصة بها».
وكان الناتو أيّد حق تركيا في الحصول على منظومة دفاع جوي بعيدة المدى، كما أكد دعمه لها في حربها المستمرة ضد الإرهاب. وقال مايكل تورنر، رئيس الجمعية البرلمانية للحلف، خلال اجتماعها في إسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: إن «الناتو يدعم تركيا في حربها ضد الإرهاب، ويؤكد أحقيتها في امتلاك منظومة دفاع جوي بعيدة المدى».
وفي خضم الأزمة التركية مع أوروبا، دعا الناتو تركيا إلى تهدئة التوتر مع هولندا، وهي أيضا عضو في الناتو، كما صدرت دعوات من دول أخرى حليفة بالابتعاد عن التوتر.
على صعيد متصل، حض حلف شمال الأطلسي تركيا والنمسا أمس على حل خلافهما بشأن سعي أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي أدى إلى تعطيل برامج التعاون مع شركاء الحلف.
وقال مسؤول في الحلف، مؤكدا تقارير صحافية «نأسف للوضع الحالي وتأثيره على كل برامج التعاون مع شركائنا». وأضاف: إن حلف الأطلسي «يؤيد الحوار البنّاء بين بلداننا. نهيب بحليفتنا تركيا وشريكتنا النمسا العمل بسرعة على إنهاء الخلاف الثنائي».
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع النمساوية، ستيفان هيرش، لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «إعاقة تركيا برامج الشراكة النمساوية مع حلف شمال الأطلسي بدأت قبل أشهر عدة».
وأضاف: «ليس لهذا تأثير فوري على بعثاتنا في غرب البلقان، ولكن على المديين المتوسط والطويل، يمكن للتعطيل أن يسبب مشكلات؛ لأنه يمكن أن تعيق قدرتنا على إعداد بعثات جديدة».
من جهتها، كتبت صحيفة «دي فيلت» الألمانية: إن «تركيا عطلت عمليا مختلف برامج التعاون مع الدول غير الأعضاء التي تغطي معظم أوروبا ودولا في الشرق الأوسط وآسيا، وهدفها بناء التشغيل المتبادل والقدرات والنوايا الحسنة.
وإن كانت لا تؤثر على الالتزام الدفاعي الجماعي للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، فإنها تصدر إشارات سياسية مهمة على سبيل المثال إلى دول شريكة، مثل جورجيا وأوكرانيا التي تشهد خلافات مريرة مع روسيا». وقال هيرش: إن «المحادثات الدبلوماسية جارية مع أنقرة، وإن النمسا تعتمد على حلف شمال الأطلسي للتوصل إلى حل. والنمسا تنشر العدد الأكبر من العسكريين في كوسوفو».
استأنفت تركيا مباحثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2005، لكنها تحقق تقدما بطيئا جدا مع تساؤلات متزايدة في بروكسل بشأن سجلها في حقوق الإنسان.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.