«ذي آوتنيت دوت كوم».. بدأ تابعا وانتهى رائدا

الموقع المخصص للأزياء المخفضة السعر يحتفل بخمس سنوات من النجاح

«ذي آوتنيت دوت كوم».. بدأ تابعا وانتهى رائدا
TT

«ذي آوتنيت دوت كوم».. بدأ تابعا وانتهى رائدا

«ذي آوتنيت دوت كوم».. بدأ تابعا وانتهى رائدا

احتفل موقع «ذي آوتنيت دوت كوم» (The Outnet.com) بعامه الخامس بطرحه تشكيلة تليق بنجاحه واستقلاليته منذ يومين. فخمس سنوات ليست بالهينة، فهي في عالم الموضة والإنترنت توازي خمسين سنة تقريبا، لهذا كان من الطبيعي أن يحتفل بالطريقة التي يفهمها جيدا، ألا وهي الأناقة والتميز، بتقديم مجموعة محدودة وخاصة جدا كانت ثمرة تعاون مع 17 مصمما طلبت منهم ستيفاني فير، مديرة الموقع، أن يعيدوا تصميم أهم ما قدموه للموقع خلال الخمس سنوات.
عندما أطلق الموقع منذ خمس سنوات، كانت الفكرة منه أن يكمل الموقع الأم «نيت أبورتيه». أي أن يركز على توفير كل ما يفيض عنه بأسعار تراعي إمكانات امرأة تريد أزياء وإكسسوارات موقعة بأسماء كبيرة ولا تستطيع لها سبيلا في غالب الأحوال إلا بعد أن يمر عليها موسم أو أكثر. وهذا يعني أن الفكرة منه أن يكون مكملا وتابعا لا رائدا. لكنه وحتى قبل أن يكمل عامه الخامس، أثبت أنه أكبر من أن يبقى طويلا في جلباب الموقع الأم، لأن قدرته أن يقف على قدميه من دون أن يستند على غيره كانت كبيرة، لا سيما أن 80 في المائة مما يطرحه حاليا خاص به ونتيجة تعامل مباشر بين فريق من المشترين المتخصصين والمتفرغين له والمصممين العالميين، الذين يصل عددهم إلى 250 مصمما، من بينهم عز الدين علايا، وأوسكار دي لارونتا وهلم جرا.
ما لا شك فيه أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك ثقافة الموضة، ساهمت في تقويته. ففي وقت الأزمات يبدأ البحث عن قطع بجودة عالية وتصاميم مختلفة تبرر أسعارها، وهو ما فهمه الموقع ولباه. من جهتهم، تجاوب المصممون مع الفكرة، إذ كان مهما بالنسبة لهم أن يبيعوا الفائض لديهم من الأزياء أو الإكسسوارات عوض أن يبور في المخازن، كل ما كانوا يطلبونه أو ينتظرونه، أن تجري العملية بطريقة راقية، حتى لا تؤثر على أسمائهم وسمعتهم في السوق. كل هذا تضافر ليجعل من «ذي آوتنيت دوت كوم» حلا مثاليا، خصوصا أن لا أحد يمكن أن ينسى أنه ولد من رحم «نيت أوبورتيه». مديرة «ذي آوتنيت»، ستيفاني فير، لا تنكر أنه استفاد من خبرة وتجربة الموقع الأم، ومن الثقة التي يحظى بها من المصممين والمشترين على حد سواء، مما جعل الطريق أمامه معبدا. لا تنكر أيضا أنه استفاد من التوقيت المناسب، حيث أصبح التسوق على الإنترنت مقبولا وآمنا، إضافة إلى الانبهار، إلى حد الهوس أحيانا، بثقافة الموضة الراقية التي اجتاحت كل المجتمعات، وتغير النظرة إلى التسوق الإلكتروني والأزياء المخفضة تحديدا، من حيث إنها أصبحت أكثر إيجابية. لكنها تشير إلى أنه من الخطأ اعتقاد أن ولادة الموقع كانت نتيجة الأزمة الاقتصادية، كما يعتقد البعض، أو أنه موجه فقط لامرأة محدودة الإمكانات. تؤكد أن الفكرة كانت مطروحة في المختبر قبل اندلاع الأزمة بمدة، وكانت دائما تدور حول تأسيس شركة برؤية بعيدة المدى. فإذا كانت «نيت أبورتيه» بمثابة محل فخم أو مجلة براقة، فإن «ذي آوتنيت» ولدت على صورة «آوتليت». فلسنوات، كانت الأزياء الراقية المخفضة تباع فقط في أماكن خارج المدن، يستغرق الوصول إليها ساعات، وجاء الموقع ليغير الأمر بضغطة زر.
وتصحح ستيفاني فير أيضا المفهوم السائد بأن الموقع يخاطب ذوات الإمكانات المحدودة فحسب، قائلة: «ليس كل من تزوره مهتمة بالجانب المادي، أو تريد أن تقتصد، لأن الأغلبية عارفات بالموضة ويبحثن عن قطع مختلفة ومتميزة. قد تتسوق الواحدة منهن من (نيت أبورتيه) ومن محلات (بالمان)، مثلا، لكنها لا ترى مانعا من الحصول على قطعة مخفضة ما دامت مميزة ومختلفة. الفرق الوحيد بين المتسوقة في (ذي آوتنيت) وغيرها أن ارتداء أزياء من نفس الموسم وبمجرد أن تطرح في الأسواق ليس على رأس أولوياتها. فهي تفضل في المقابل أن توزع ميزانيتها على أشياء أخرى مثل السفر، وأنشطة أخرى تحظى بنفس الأهمية في حياتها». ثم إن الواضح أنه بعد خمس سنوات، أصبح بإمكان الموقع أن يقدم لزائرته، قطعا لا تقل أناقة وعصرية عن أي أزياء أخرى، خصوصا أن الكثير مما يقدمه هو ثمرة تعاون مباشر مع مصممين كبار من أمثال أوسكار دي لارونتا، ستيلا ماكارتني، كريستيان لوبوتان، دار برين وأليس تامبرلي وغيرهم.
وتعيد ستيفاني نجاح الموقع إلى أن التعامل مع التسوق الإلكتروني تغير كثيرا في السنوات الأخيرة، إذ رغم تشكيك بعض المتشائمين، أكدت المواقع المختلفة أنها فهمت نبض الشارع وقرأت أحوال السوق جيدا، لتصبح وسيلة عملية تناسب الحياة العصرية وإيقاعها السريع. فهي، مفتوحة للتسوق 24 ساعة على مدار سبعة أيام، ومن ثم يمكن للزائرة إليها أن تقوم بجولة فيها في أي وقت يناسبها. وعوض أن تتوه بين كم المنتجات المطروحة، يمكنها تحديد ما تريد حسب مقاسها أو مصممها المفضل، كما يمكنها الحصول على تعليمات حول كيفية استعمال أي قطعة وتنسيقها مع قطع أخرى، من خلال أشرطة فيديو أو صور أشرف عليها خبراء يتوفر عليها.
الرسالة التي نجحت ستيفاني فير في نشرها وترسيخها أن الموقع غير نظرتنا إلى أزياء من المواسم الماضية بشكل جذري. فهي لم تعد مدعاة للخجل أو المداراة عليها، بل العكس تماما، والفضل يعود، إلى جانب عناصر أخرى كثيرة، إلى الطريقة الأنيقة التي تعرض فيها الأزياء على صفحات الموقع، إضافة إلى عدم افتقاده قطعا كلاسيكية قد تحتاج إلى دراية عالية ونظرة عارفة أكبر عند اختيارها مقارنة بالمواقع الأخرى، لكن البحث عنها تحد ممتع بحد ذاته. فعندما نحصل على قطعة مميزة ومخفضة بنسبة 70 في المائة، تكتسب الموضة، فجأة، شكلا أجمل، ومن الناحية النفسية يشعر أكثر من مليوني زائر إلى الموقع ليس بالفخر فحسب، بل أيضا بعدم الذنب من صرف 4000 جنيه إسترليني مثلا على فستان سهرة يمكن أن نستعمله في مناسبة أو مناسبتين فقط. وهذا بحد ذاته إنجاز كبير لموقع بدأ بموظفتين وانتهى اليوم بـ150 موظفا.



2024...عام الإقالات والتعيينات

ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)
ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)
TT

2024...عام الإقالات والتعيينات

ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)
ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

تعيين ماثيو بلايزي مصمماً لدار «شانيل»

ماثيو بلايزي يدخل دار «شانيل» (غيتي)

ربما يكون هذا التعيين هو الأهم لما تتمتع به الدار الفرنسية من أهمية. بلايزي الذي كان إلى عهد قريب مصمم دار «بوتيغا فينيتا» لن يخلف في الواقع فيرجيني فيارد، التي كانت اليد اليمنى للراحل كارل لاغرفيلد لعقود، فهي لم تكن سوى محطة توقفت عندها الدار الفرنسية لجس النبض والحفاظ على الاستمرارية. بلايزي كما يعرف الجميع سيخلف الراحل كارل لاغرفيلد نفسه، بكل ما يحمله هذا الاسم من قوة. لكن خبراء الموضة متفائلون، كون بلايزي أثبت نفسه في دار «بوتيغا فينيتا»، وخلال 3 سنوات فقط، حقّق لها نقلة مهمة. تعويذته كانت الحرفية في التنفيذ والتفاصيل، والابتكار في التصميم والألوان، الأمر الذي نتجت عنه منتجات حققت المعادلة بين الفني والتجاري التي راوغت العديد من أبناء جيله حتى الآن.

هادي سليمان يغادر «سيلين»

صورة أرشيفية لهادي سليمان تعود إلى عام 2019 (أ.ف.ب)

قبل تعيين ماثيو بلايزي مصمماً لدار «شانيل»، راجت شائعات بأن المنصب سيكون من نصيب هادي سليمان، لا محالة. لكن حتى الآن لم يُعلن المصمم عن محطته التالية، فيما عيّنت «سيلين» مايكل رايدر خليفة له في اليوم نفسه، وهو ما يجزم بأن المفاوضات كانت طويلة وشائكة بين الطرفين كما أشيع حينها. فالتخلي عن سليمان بعد 6 سنوات، لم يكن سهلاً، لا سيما وأنه ضاعف إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها هذا العام.

حيدر أكرمان في دار «توم فورد»

حيدر أكرمان مصمم «توم فورد» الجديد (غيتي)

تعيين حيدر أكرمان مديراً فنياً لدار «توم فورد» أثلج صدور الكثيرين من العاملين في قطاع الموضة، لما يتمتع به من احترام لأسلوبه الخاص في التفصيل والابتكار. كان من بين الأسماء التي طُرحت لتسلم مقاليد دار «شانيل» من فيرجيني فيارد، خصوصاً أن الراحل كارل لاغرفيلد وصفه في أحد تصريحاته بأنه «خليفته المثالي في (شانيل)». لكن يبدو أن كفة ماثيو بلايزي غلبت.

جوليان كلاوسنر مديراً فنياً لدار «دريس فان نوتن»

جوليان كلاوسنر المدير الفني الجديد لدار «دريس فان نوتن» (دريس فان نوتن)

أُعلن مؤخراً تولي البلجيكي جوليان كلاوسنر منصب المدير الإبداعي للدار بعد أشهر من التكهنات إثر استقالة مؤسسها دريس فان نوتن من منصبه في شهر مارس (آذار) الماضي. المؤسس برّر قرار التقاعد في سن الـ65، بأنه نابع أولاً من رغبة في أن يُفسح المجال لدماء جديدة وشابة، وثانياً في أن يتفرّغ إلى نشاطات وهوايات أجّلها طويلاً.

«فالنتينو» تودّع بكيولي وتستقبل ميكيلي

أليساندرو ميكيلي المدير الإبداعي الجديد لدار «فالنتينو» (فالنتينو)

ربما يمكن استغناء دار «فالنتينو» عن بييرباولو بكيولي واستبداله بأليساندرو ميكيلي مصمم «غوتشي» السابق مفاجأة العام. فبييرباولو بكيولي محبوب من قبل خبراء الموضة ومتابعيها. عروضه كانت دائماً تثير العواطف والمشاعر، وليس أدل على هذا من دموع النجمة سيلين ديون وهي تتابع أحد عروضه في باريس. لكن المشاعر شيء والربح شيء آخر على ما يبدو بالنسبة للمجموعات الضخمة.

في أقل من أسبوع من خروجه، دخل أليساندرو ميكيلي، المعروف بأسلوب «الماكسيماليزم» الذي يدمج فيه الـ«فينتاج» بطريقة جريئة رآها البعض أنها لا تتناسب مع روح «فالنتينو» الرومانسية. لكن في عرضه الأول، قدّم تشكيلة أجمع الكل على أنها كانت إيجابية، على عكس التوقعات بأنه سيفرض أسلوبه الخاص ويمحي كل ما قبله، مثلما فعل في دار «غوتشي» سابقاً.

أوساط الموضة تُودّع ديفيد رين

المصمم الراحل ديفيد رين (موسكينو)

لم يمر سوى شهر فقط على تعيينه مديراً فنياً لدار «موسكينو»، حتى وافت المنية مصمم الأزياء الإيطالي ديفيد رين بعد تعرضه لمشكلة في القلب.

تعيينه خلفاً لجيريمي سكوت الذي غادرها في شهر مارس الماضي، كان خطوة مهمة في مسيرة الدار الإيطالية التي صرّحت بأن آمالاً كبيرة كانت معقودة عليه؛ نظراً لخبرته التي تمتد على مدى عقدين من الزمن عمل فيها في دار «غوتشي». كان لا بد من اتخاذ قرار سريع انتهى بتعيين أدريان أبيولازا مديراً إبداعياً جديداً لها.