العراقيون يصوتون للمرة الأولى بعد الانسحاب الأميركي

ثلاثة قتلى حصيلة تفجيرات وقذائف استهدفت مراكز اقتراع

العراقيون يصوتون للمرة الأولى بعد الانسحاب الأميركي
TT
20

العراقيون يصوتون للمرة الأولى بعد الانسحاب الأميركي

العراقيون يصوتون للمرة الأولى بعد الانسحاب الأميركي

تبدأ الانتخابات العامة الأولى التي تشهدها البلاد منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011 اليوم (الاربعاء) وسعي رئيس الوزراء نوري المالكي للفوز بولاية ثالثة، وسط تصاعد لأعمال العنف. حيث تشتد في محافظة الأنبار غرب العراق. فيما يواجه الاقتصاد في البلاد صعوبات، في خضم انتقادات توجه للمالكي بأنه يعمق الانقسامات الطائفية ويحاول تعزيز سلطته.
ولا يعقد العراقيون آمالا تذكر على الانتخابات في إحداث تغيير في البلاد.
قال أحد المواطنين العراقيين ويدعى سعد جاسم، وكان من بين أول المصوتين اليوم، إنه يأمل أن تأتي الانتخابات بالتغيير، معربا في نفس الوقت عن اعتقاده بأن الوجوه القديمة ستظل في السلطة.
وقال آخر يدعى لطيف عبد الرزاق بعد إدلائه بصوته، ان الحزب المناسب هو الذي سيفوز بالانتخابات التي ستأتي برجل يقود البلاد الى الرخاء ويخلصها من تفجيرات السيارات الملغومة.
وفتحت مراكز الاقتراع في وقت مبكر من صباح اليوم، وفرض حظر للتجول على السيارات بشوارع بغداد.
يذكر ان عدد المترشحين يبلغ 9012 مرشحا، وستمثل الانتخابات البرلمانية استفتاء على المالكي الذي يحكم البلاد منذ ثمان سنوات.
ومع بدء التصويت قتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو 20 آخرين بجروح في سلسلة هجمات بقذائف الهاون والعبوات والأحزمة الناسفة استهدفت مراكز اقتراع في مناطق متفرقة من البلاد.
وقال مصدر امني رفيع في كركوك (240 كلم شمال بغداد) لوكالة الصحافة الفرنسية "قتلت امرأتان بانفجار عبوة ناسفة قرب مركز انتخابي في قضاء الدبس الواقع على بعد نحو 45 كلم شمال غربي كركوك. كما أصيب خمسة جنود بجروح في انفجار عبوة ثانية وضعت أمام مركز انتخابي آخر في القضاء ذاته.
واكد مصدر طبي في مستشفى كركوك العام للوكالة حصيلة ضحايا هذه الهجمات.
أما في الموصل (350 كلم شمال بغداد)، فأصيب شرطي ومدني بانفجار عبوتين ناسفتين قرب مركزي اقتراع غرب المدينة، وقتلت القوات الامنية ثلاثة مسلحين حاولوا اقتحام مركز انتخابي بجنوب الموصل. كما منعت القوات الأمنية انتحاريا من دخول أحد مراكز الاقتراع في شرق الموصل، إلا انه فجر نفسه وأصاب خمسة عسكريين بجروح، بحسب رائد في الشرطة وموظف بدائرة الطب العدلي.
من جهة أخرى، قتل شرطي وأصيب 10 اشخاص بجروح عندما فجر انتحاري نفسه امام مركز للتصويت في بيجي (200 كلم شمال بغداد)، حيث تمكن مسلحون من السيطرة على مركز انتخابي قبل ان يطردوا موظفي الانتخابات منه ويفجّروه.
في حين سقطت قذيفتا هاون قرب مركزي اقتراع في منطقة قريبة من الفلوجة غرب العراق من دون ان تتسببا بوقوع ضحايا.
وسقطت وفقا لمصادر في الشرطة 18 قذيفة هاون، وانفجرت سبع عبوات ناسفة في مناطق عدة من مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد)، ولا أنباء عن ضحايا.
وانفجرت كذلك 11 قنبلة صوتية في قضاء الطوز (175 كلم شمال بغداد) دون سقوط ضحايا، وفقا لقائممقام القضاء شلال عبدول.
من جهتهم، يجد محللون ان من غير المرجح أن يفوز أي حزب بأغلبية في البرلمان البالغ عدد مقاعده 328 مقعدا. وقد يصعب تشكيل حكومة حتى إذا فاز ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الوزراء بمعظم المقاعد، كما هو متوقع، وان كان المالكي واثقا من الفوز. وستمثل الفترة القادمة اختبارا لديمقراطية العراق.
يذكر انه، استغرق تشكيل حكومة جديدة تسعة أشهر بعد الانتخابات العامة الأخيرة عام 2010، بينما كان عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين موجودين في العراق.
وعلى النقيض من حكومات وحدة وطنية سابقة، فان من المتوقع أن يسعى المالكي لتكوين ائتلاف أقوى حول حكومة أغلبية.
ويحذر البعض من أن تشكيل حكومة جديدة قد يستغرق عاما. وستجري المفاوضات في الوقت الذي تستعر المعارك في الانبار وعلى مشارف بغداد، مما يضيف مزيدا من الاضطراب للعملية.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.